عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

عفوًا.. ذوي الإعاقة ليسوا متسولين




"لله يا محسنين لله.. حسنة قليلة تمنع بلاوي كتيرة"، عبارة شهيرة يستخدمها المتسولون بمختلف الأساليب، ووصل الأمر أن تنتقل هذه العدوة للبعض من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يسكنهم السلبية والخزي والعار؛ بسبب أساليبهم الدنيئة التي يستخدمونها في الحصول على المال. 

وأصبح التسول مهنة للبعض للحصول على أكبر قدر من المال دون أي عمل واضح، مع صمت مستمر من المسئولين في ظل تفشي هذه الظاهرة في المجتمع وانتشارها بشكل مخيف.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد ولكن الكارثة الأكبر هي تصنيف البعض للأشخاص ذوي الإعاقة بأنهم "مجموعة من المعاقين المتسولين" ليس لهم حقوق إلا الوقوف في إشارة مرور أو الانتشار في المواصلات العامة للتسول، والسبب هو مجموعة من الأشخاص الذين يستغلون "إعاقتهم" للتجارة وكسب تعاطف الناس، من خلال ما يقولونه من عبارات تكون في بعض الأحيان مؤلمة ومؤثرة حتى يصلو لهدفهم وهو "المال".

ووصل بنا الحال إلى أن أصبح لدينا "متسولون" بدرجة "متحرشين"، والكارثة الأكبر من ذوي الإعاقة، ما استوقفني بشكل شخصي في أحد المواقف المعلقة في ذهني حتى الآن، وهو شخص من ذوي الإعاقة الحركية يتسول بالخط الأول لمترو المرج حلوان، ويقول بعض العبارات التي استطاع بها كسب تعاطف الكثير من الركاب. 

ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إنه قام بالتحرش اللفظي بإحدى الفتيات بالمترو، حتى جعل الفتاة في حالة من الذهول المستمر بسبب ما فعله هذا الشخص. 

كل هذا ولا نجد شيئًا يذكر، تقوم به الجهات المسئولة لوقف هذه المهزلة التي أصبحت بديلًا للعمل بالنسبة لكثير من المواطنين من ذوي الإعاقة أو من يدعي أنه عنده بعض الاحتياجات بسبب المرض، وما شابه من الأشياء التي تربح التعاطف و"الصعبانيات" للوصول للغرض المطلوب. 

لماذا لا تقف الجهات المسئولة وتتصدى لهؤلاء الأشخاص وتقدمهم للمساءلة القانونية؟ لماذا لا يتصدى جهاز الشرطة لهؤلاء الأشخاص ويمنعهم من التسول في المواصلات العامة كمترو الأنفاق والقطار مثلا؟ لماذا البعض يعتبر أو يتعامل مع ذوي الإعاقة باعتبارهم أشخاصًا متسولين أو يحتاجون التعاطف أو من يحنو عليهم؟. 

متى نجد الجميع يحترم ذوي الإعاقة ويعتبرونهم من بني البشر مثل أي شخص عادي لا يختلف كثيرًا بل يفوق الأشخاص الأصحاء في بعض الأحيان. 

إن الأشخاص ذوي الإعاقة ليسوا متسولين ولا يحتاجون المال بقدر حاجتهم للدولة بكافة مؤسساتها أن تساعدهم على اكتشاف قدراتهم والعمل على تنميتها ووضع كل شخص في مكانه الذي يليق به. 

نحتاج ترجمة مواد الدستور الخاصة بهم إلى قوانين مناسبة وليس مجرد حبرًا على ورق، ولكن تطبيقًا فعليًا على أرض الواقع؛ لكي يشعر ذوي الإعاقة بتغيير حتى وإن كان نسبيًا، بعد ثورتين واستفتاء على الدستور ولا يكون وجود ذوي الإعاقة مجرد كمالة عدد لتصدير صورة غير حقيقية، بأنه يوجد اهتمام بذوي الاعاقة وتنمية لقدراتهم وما يحدث عكس ذلك تمامًا.