عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

لماذا لا نتعلم من "ريو دي جانيرو"؟.. البطولة الأولمبية أظهرت التسامح الإنساني في ممارسة الرياضة.. مشاهد "الحجاب" و"البكيني" الأبرز.. "إسلام" المصري يواجه "أور ساساون" الإسرائيلي

ريو دي جانيرو
"ريو دي جانيرو"

بدأ الإنسان في التحضر منذ بدء خلقه، وتميز عن سائر الكائنات اتحاده مع أبناء بني آدم، فتغلب على صعاب الحياة ووحشها المفترسة، لكن عندما يغير الإنسان أفكاره ومعتقاداته نحو الذاتية والمصالح الخاصة، تظهر الحروب والعداءات، إلا أن الرياضة ظلت القادر الوحيد على كسر تلك الحواجز، إذ زرعت نبتة طيبة تهذب مفاهيم البشرية المشوهة نحو التعاون والإيثار وحب الخير والتنافس الشريف.

دورة الألعاب الأولمبية "ريو دي جانيرو"

ظهرت علينا دورة الألعاب الأولمبية الحادية والثلاثين، والمقامة هذا الصيف في ريو دي جانيرو، بالبرازيل، وذلك من 5 أغسطس حتى 21 أغسطس 2016، بمشاركة أكثر من 10500 رياضي، لتؤكد أن الإنسانية لا تزال تحمل بعض من أصولها الحقيقية، ويقينها وسعادتها بتجمعها نحو الخير، وتحقيق التنافس كصفة متأصلة في النفس البشرية، من خلال توظيف سليم يندرج تحت التنافس الشريف.

فتظهر دولتا "كوسوفو" و"جنوب السودان" لأول مرة في هذه البطولة، كانعكاس واضح، أن الاعتراف أو الإنكار للحقوق الفكرية أو المادية، لا يتعدى إطاره التقييمي كملف للحريات، وبعيد كل البعد عن القبول بالآخر، ومشاركته تفاصيل نفس الحياة التي يحياها الجميع، وتحويل مسار التنافس العنيف نحو تأييد شعبي كبير للتنافس الشريف، الذي يهنئ بالفوز ويحزن للخسارة ويتمني الخير للجميع محترمًا قدراتهم وإمكاناتهم وحقوقهم في الفوز وتحقيق الانتصار.

الاختلاف "الفكري" لا يفسد مباراة أولمبية

نشرت صحيفة "آس" الإسبانية صورة تجمع بين لاعبتي منتخب مصر ومنتخب ألمانيا في الكرة الطائرة الشاطئية للسيدات في البطولة الأولمبية، والتي تمكن المنتخب الألماني لكرة الطائرة الشاطئية للسيدات من تحقيق الفوز على نظيره المصري بنتيجة 2/ 0 في الأشواط، ضمن مناقسات المجموعة الرابعة والتي أقيمت على شواطئ كوبا كبانا في البرازيل.

وقالت الصحيفة الإسبانية عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في إشارة إلى ارتداء لاعبة منتخب مصر للحجاب وملابس محتشمة، وارتداء لاعبة منتخب ألمانيا البكيني: "رغم اختلاف الثقافات، تجمعهم الرياضة"، وذلك بالإضافة إلى أن منتخب مصر للسيدات يشارك لأول مرة في الأولمبياد في لعبة كرة الطائرة الشاطئية، فكان ذلك انعكاسًا واضحًا لدور الرياضة في السمو بالفكر الإنساني، وإبراز نبله الحقيقي الذي كثير ما يتلاشى وراء عباءات التعصب والتطرف الفكري.

"إسلام" المصري يواجه "إسرائيلي"

وفي نفس السياق، أسفرت قرعة منافسات الجودو في الدورة ذاتها عن مواجهة بين المصري "إسلام الشهابي"، والإسرائيلي "أور ساساون"، يوم الجمعة المقبل، ضمن منافسات الدور الأول للجودو لوزن فوق 100 كيلو جرام، حيث يتقابل الشهابي مع اللاعب الإسرائيلي في مواجهة يتوقع أن يخوضها لاعب مصر، بعدما أكد المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأولمبية المصرية أن الشهابي لن ينسحب، كما اعتاد بعض اللاعبين المصريين والعرب على الانسحاب من مواجهة لاعبي الكيان الصهيوني باعتبار أنه نوع من أنواع التطبيع الرياضي، لكن رئيس الأولمبية المصرية يرى أن اللاعب المصري من حقه أن يحافظ على حلم المنافسة في الأولمبياد خاصة أنه من المرشحين للوصول إلى أدور متقدمة بالبطولة.

وتعتبر هذه المبارة إحدى النجاحات الكبرى للبطولة، والتي تحول فكرة الصراع والكراهية، عن حلبات السياسة، وتوظفه في إطار تنافسي قد لا يغير من الفكر شيئًا، ولكنه وبكل تأكيد سيكون لبنة طيبة نحو إعادة حسابات فطبيعة الفكر الإنساني عمومًا، وفيما آلت له خسائر الحروب من ضحايا وأرواح على وجه الخصوص.

الأهلي والزمالك "مفيش فايدة"

وفي سياق مخالف تمامًا فإن مباراة الأهلي والزمالك بالأمس بنهائي كأس مصر، جاءت بما يوحي بتفردنا الفكرى، وعدم استفادتنا من البطولات والمحافل الدولية في شيء، وأن البعض من النماذج الرياضية المصرية لا يعرف مدى دوره الحقيقي في إرساء بعض القيم لجماهيره ومحبيه، فيشمت المنتصر في المهزوم، ويتعارك الخاسر مع المنتصر ثأر لهزيمته.