عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الطلاق وهدم الأسرة


التفكك الأسري في مصر وصل إلى ذروته والدراسات والبحوث الاجتماعية تشير إلى واقع مؤلم ومستقبل مخيف للمجتمع المصري، أحدث الدراسات تشير إلى 25% من المجتمع المصري مطلقين كما يوجد في المحاكم المصرية حوالي 14 ونصف مليون قضية طلاق والقضية فيها طرفان مطلق ومطلقة أي حوالي 29 مليون رجل وامرأة في نزاع ومشاكل وخلافات وهو واقع مزعج ومؤلم ومخيف ويهدد المجتمع المصري كله لأن المرأة والرجل هما "الأسرة المصرية" وضحايا 29 مليون مطلق ومطلقة كثير من الأطفال.
 
في "مصر " لا تبحث عن أسباب الخلاف والشقاق والفراق فهي متوفرة وحاضرة بسبب العوامل الاقتصادية التي نعيشها بالإضافة إلي مغريات التفكك والانحلال وغول التردي الأخلاقي الذي أصاب الجميع ففي كل مكان تذهب إليه أنت محاصر "رجل وامرأة " بكل وسائل التفكك الأسري والانهيار المجتمعي في البيت في الشارع في العمل وسائل تدعوا إلى التفكك.

نسبة حالات الطلاق السابقة تختلف من المدن إلى القرى ففي المجتمعات المدنية ترتفع النسبة بشكل مخيف، إذ ما قورنت بالمناطق الريفية التي تحتفظ ببعض العادات والتقاليد المميزة والتي تحث على التجمع وتنبذ الفرقة والطلاق.

حتى نقوم بدراسة الظاهرة جيد ومحاولة الحد من انتشارها بهذا الشكل المخيف نحتاج إلى فترة زمنية طويلة لغرس بعض المفاهيم وتطبيق بعض السياسيات التي تدعو إلى المحافظة علي الكيان، ومع أن هناك مكاتب لحل النزاعات الأسرية ومحاولة الصلح بين الزوجين قبل وقوع الطلاق وهذه المكاتب تكلف الدولة أموال طالة، إلا أن دور هذه المكاتب لم يحقق أي مردود إيجابي فهؤلاء لا يملكون أي مؤهلات حقيقية لمحاولة الصلح بين المختلفين ولا محاولة الوصول إلي حلول وفي النهاية يقع الطلاق.

في الحقيقية العالم كله يستفيد من الدراسات التي تصدرها المركز البحثية إلا في "مصر" نأخذ هذه الأبحاث وتلك النشرات لنطلع عليها الرأي العام فقط دون أن يكون للدولة والمسئولين أي دور إيجابي في محاولة معالجة تلك المشاكل من خلال رصد الأسباب الحقيقية ووضع الحلول الواقعية.

الطلاق في حد ذاته خراب للمجتمع كله وتفشي الظاهرة مؤشرًا خطيرًا له مدلول سلبي علي مستقبل المصريين ويكلف الدولة المليارات ويصيب الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالشلل التام.

وفي النهاية، أطالب الجميع من المسئولين ورجال الدين وعلماء النفس والاجتماع بالتكاتف من أجل معالجة هذه الظاهرة الخطيرة ومحاولة الحد من تفشيها بكل الوسائل المتاحة حتى نعيد إلى مجتمعنا المصري الانسجام والحب والتفاهم فالطلاق هدم والخلاف خراب .