عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

١١-١١ بين الحلم والحقيقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ربما الحلم بالثورة راودني مثل الكثيرين من الشباب في آواخر ٢٠١٠، حتى رأيت فيما يري النائم في ديسمبر ٢٠١٠، جدة أحد اصدقائي "معلمة التاريخ"، التي شهدت كل التغيرات والحقب السياسية من الملكية حتى توفاها الله بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم، لتخبرني بأن يوم قيامة مصر ١١١١.

اخبرت بعض أصدقائي آنذاك بذلك ثم غفلت الحُلم، وبعد خطاب تنحي مبارك عاد احد أصدقائي ليذكرني بالحلم وأنه جاوز هذا المسمى إلى الرؤية وأنه من حقي الفرح، بأن خطاب التنحي وقع في ١١ فبراير ٢٠١١، مؤكدًا أن للحلم رموزه وحصدت أنا أجلها قيمة وأكثرها مباشرة.

ومرت الأعوام وتغيرت الأحداث السياسية حتى سمعت دعوات النزول والمشاركة في مايسمي بثورة غلابة بـ ١١١١، وهنا عاد لي الحلم مرة أخرى ولكنه أكثر مباشر هذه المرة.

صراحة فإن ١١١١ يمثل خوف شديد لي، فالمروجون له لم يقنعوني بشروط الثورة في العلوم الاجتماعية والسياسية، حتى يهدأ لي بال واطمئن ليوم إن صدقت رؤيته هو "يوم قيامة" مصر، ولكن دعوات اليوم لم تحمل اضلاع مثلث الثورة الثلاثة والاساسية من سبب ووسائل وطرح بديل ناتج عن اصطفاف وقبول، وإن كان المروجون يرون الاسباب واضحة من تفاقم مشكلات اقتصادية وأن وسيلتهم التظاهر فإن عدم طرحهم لبديل وحلول للأزمات والسنوات القادمة ومشروعهم الذي يثورون من أجله، يوحي بعشوائية تضر ولا تنفع، فأين رؤيتك واهدافك الساعي إليها؟، فمن يثور يجب أن يكون كفء لثورة بالاساس لا عرائس ماريونيت يحركها من يشاء وتروضها اطماع البعض.

فكما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله "الثائر الحق الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الامجاد"، فهل دعوات ١١١١ لها علاقة بالثائر الحق الراغب في الخير الطامع بتغير محمل ببديل؟، اظن لا ولكنها باقرار الواقع الملحوظ والمؤشرات أوجاع وتضرر للبعض يسهل توجيهها من قبل البعض الآخر الأكثر خبثًا "الاخوان ومن على شاكلتهم"، والذي أظن أن بداية التغيير تكمن في التخلص منه ومن أفكاره.

فهل يصبح الحلم حقيقة وتقوم قيامة مصر؟.. ربنا يستر.