عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الحكومة والسيول


لا احد ينكر النجاح الذى حققه مؤتمر شباب شرم الشيخ ، والذى كادت تضيع فرحته ، بسبب " كارثة " طبيعية تحدث كل عام فى نفس الوقت من السنة ، ولكن لم تأخذ الإحتياطات الكافية من المسؤليين الحكوميين والمحليين ، لتخفيف أثار تلك الكارثة .
وكأن فى مصر حكومتين .. حكومة نجحت فى الأعداد وتنظيم مؤتمر شبابى ناجح فى شرم الشيخ ، وحكومة أخرى غرقت " فى شبر ميه " بسبب السيول ، التى كانت معلومة الزمان والمكان ، ولم تتحرك ، من أجل الحد منها وتخفيف أثارها .
الحكومة التى كانت فى شرم الشيخ ، كانت " نموذجية " لانها كانت تتحرك أمام " الرئيس " وهى ترتدى أبهى حللها ، لتكون على مستوى الحدث .
اما الحكومة الثانية " الحالية " فقد وقفت عاجزة اما قطع بعض الطرق الرئيسية ، فى سيناء والصعيد ، وتركت السيول تجرف أمامها مزارع ومصانع ومنازل ، وتعصف بحياة بشر وتعرقل حركة التجارة وتطفش سائحين ، فطريق وادى وتير بسيناء منفذ لنقل البضائع بواسطة المبردات والشاحنات العملاقة بين مصر والأردن ، وأيضا مقصد السائحين إلى طابا ونويبع . .
الحكومة الحالية حكومة مرتبكة ، تصاب بالشلل أمام أى أزمة كبيرة ، وليس لديها قرون إستشعار ، كى تتجنب مشاكل أو أزمات قد تحدث ، قد لا ثؤثر على المواطن العادى فقط ، ولكن على النشاط الإقتصادى .
الحكومة " المرتبكة " هى السبب الرئيسى فى أزمات نعيشها ، مثل أزمة السكر ومن قبلها الأرز ، لإنها لاتراقب الأسواق بفاعلية ، من ناحية ، ولكنها ؛ دون وعى ؛ قامت بمداهمات على محلات سوبر ماركت عادية تبيع السكر ، وصادرت كميات هائلة ، مما جعل التجار يحجمون عن البيع ، حتى لاترتكبوا جريمة بيع سكر.
بإختصار .. الحكومة تعمل بوجهين ، الوجه الأول تحاول فيه تصدير صورة زائفة إلى أعلى المستويات فى الدولة ، خاصة رئيس الجمهورية ، بأن " كله تمام " وان الأمور تحت السيطرة ، وتقوم بإصدار ألاف التصريحات ، الغير واقعية أحيانا ، لبث الطمأنينة وتجميل الصورة ، على غير الحقيقة .
اما الوجه الاخر - الحقيقى - فهى حكومة مرتعشة ، تعمل بعقلية الموظفين ، وليس لها رؤية مستقبيلية ، ولم ترتكب أبدا جريمة " التفكير خارج الصندوق " .
الحكومة ، قصيرة النظر ، تعلم تماما إن الأمطار تتساقط على الجبال بشكل متكرر فى مثل هذا الوقت من كل عام، والسيول تجرف كل من يعترضها ، وأن هناك " مخرات " مخصصة لأستقبال مياه السيول ، وتخزينها ، فى مجارى خاصة للإستفادة منها فى الزراعة ، خاصة فى المناطق الصحراوية ، بل من واجب الحكومة ، التوسع فى إنشاء مخرات جديدة وفى مناطق متفرقة ، وتقوم بعمل أنفاق أكثر ، لتخزين المياه ، وزيادة مساحة الرقعة الزراعية ، ولاسيما إن مصر تعانى الان من نقص فى المياه ، وأيضا تراجع فى الانتاج الزراعى ، ولكنها وقفت متفرجة - كالعادة - حتى وقعت الكارثة ، وتحركت بعد فوات الأوان.
ماحدث ان الحكومة ، ممثلة فى موظفيها الكسالى ، لم تهتم بالشكل الكافى ، فلم تقم لجنة لسيول بوزارة الرى بالتعاون مع المحليات ، بتنظيف مخرات السيول وصيانتها ، بدلا من تركها مقغلقة والرصف فوقها ، ولم تقم بإنشاء مخرات جديدة ، وكأن الحكومة تهتم بالمشروعات الكبرى فقط ، أما المشروعات التافهة مثل إنشاء المخرات و صيانتها أو حتى تنظيفها ، فليست ضرورية ، حتى ولو تسببت فى خسائر بشرية وإقتصادية وتعريض سمعة مصر للخطر