عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

فساد أم إفساد ؟


مع كل يوم جديد نسمع ونشاهد علي شاشات التليفزيون وفي وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة قضايا جديدة للفساد، أما رشوة، وأما تسهيل مصالح، وأما اختلاس، وايضاً قضايا بلطجة، وغيرها من القضايا التي تؤدي بدورها لافساد اي مجتمع يحاول مجرد محاولة جادة لتحقيق انجاز.

نعلم جيدًا ان مصر بعصورها الماضية تتعرض للسرقة والنهب ممن لا يخافون الله، ويجد الشعب نفسه حائرًا مابين التحمل وبين الانفجار لأنه وحده من يدفع الثمن ويأخذ السارق والفاسد قوته وقوت اولاده.

اعتادنا منذ زمن بعيد على قضايا تهريب الاموال والفساد الاداري والرشوة والاختلاسات المادية، وكأن هذه الجرائم اصبحت احدى سمات الشعب، فهذه جرائم بالفعل منتشرة على مستوى العالم وليس فقط مصر على ايدي من هم لايخافون الله ويحللون لأنفسهم اموال الشعب.

والأن بعد وان اصبح للرقابة الادارية دورًا جادًا في كشف الفساد على كافة المستويات، وبأمر من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بملاحقة المفسدين الذين يسرقون اموال الدولة، فأصبحت هذه الجرائم حديث كل صباح وكل يوم جديد، فهل ياترى هذا فساد أم إفساد؟، فهل هذا فعلاً فساد لاخلاق ناس ماتت ضمائرهم واصبحت قلوبهم عمياء، يستحلون ماليس لهم ويأكلون اموال الناس بالباطل، ام انه مخطط جديد لافساد الحياة الاقتصادية والسياسية، بل والاجتماعية ايضًا للدولة المصرية؟

مادفعني لكتابه هذا المقال هو الظاهرة الغير طبيعية وكمية الاموال المنهوبة، وكأن المفسدين تأمروا على حب مصر وهم يعلمون جيداً، ماهو الوضع الاقتصادي الحالي لمصر؟ فهل هو مخططًا جديدًا لحروب اقتصادية قادمة لإفساد الدولة المصرية؟، ام انه وضع قديم ومتعارف عليه؟.

انني اشاهد كل يوم جرائم مختلفة تمس الشرف العام، فهل اصبحنا بلا شرف؟ ام اصبحنا نمشي جنب الحيط مغموضي الأعين مكتوفين الايدي؟ ام اصبح الوطن غنيمة يريد كل من هؤلاء المفسدين النهب منه على قدر المستطاع؟.

نحن نحتاج لطفرة حقيقية للخروج من بوتقة الاستسلام للواقع لنخرج لمرحلة التصدي للفساد والمفسدين، اصبح التصدي للفساد واجب وطني على كل مواطن شريف يريد الحفاظ على مجتمعه وعلى قوت يومه.

نريد محاكمات عادله وعقاب رادع لكل هؤلاء المجرمون الناهبون لاموال الوطن، ان افساد الدولة المصرية وتحطيم المواطن المصري على يد هؤلاء اصبح امرًا جليًا للكافة واصبحنا نراه رؤي الأعين.

علينا دور وواجب وطني تجاه هذه الجرائم الاخلاقية لابد من حملة انسانية لتنقية الضمائر الخربة، ونريد تكثيف اكثر لملاحقة هؤلاء.

فالموظف والطبيب والمهندس وكل فرد في الدولة عليه عبء كبير للتصدي للفساد الذي اصبح يأكل كل شيء من حولنا ويقتلنا ويحطم احلامنا بمجتمع راقي محترم يعيش به الغني والفقير، ولتحكيم عدالة اجتماعية ينعم بها الجميع.

نحتاج لصحوة اخلاقية حقيقية عاجلة، ولنجعل من انفسنا سد منيع لمحاربة هؤلاء المجرمين، وليتكاتف كل ابناء المجتمع مع الدولة لتقييد انشطة الفسدة في الارض.

وليكن هدفنا الله والوطن فوق الجميع.