عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

جمهورية مصر العشوائية


فى زمن انتشر فيه مفهوم العشوائية وتفاقمت الكارثة فى كل مناحى الحياة، أصبحت العشوائية عنوان كل شئ فى مصر. السلوك أصبح عشوائى، الفكر عشوائى، الحديث عشوائى، حتى المشاعر عشوائية.

كالحمقى نسير ونرفرف بأجنحتنا الهزيلة، كالنحل نصدر أصواتا غير مفهومة ونتفوه بكلمات واهية وبأفق سطحى أصبحنا نفكر ونتخذ القرارات الهوجاء.

برغم أن الحل بسيط وفعال لمحاربة ومواجهة العشوائية إلا أننا دائما نفضل الاختيار السئ والصعب، سؤال كاد يودى بى إلى الجنون، لماذا يفعلوا هذا بمنتهى الرضا النفسى والقناعة الداخلية والشغف القاتل لفعل ذلك مجددا وتكرارا ؟!!!.

كم من الأمل قد مات واندثر على يد اليأس الذى يولد كل يوم.

اندماج الكيانات الصغيرة المشتتة فى جميع أرجاء الوطن لخلق كيان واحد قوى لمواجهة الكيانات الخارجية هو الحل الوحيد المثالى. وليس خلق كيان كبير جديد.

ويجب أن نعى أنه ليس المال وحده هو الحل، فالمال لا يجلب السعادة ولكنه يسمح لنا أن نعيش تعاستنا برفاهية، المال دائما موجود وبوفرة ولكن كيفية الإنفاق هى تلك النقطة التى دائما تتحول لتصبح نقطة ضعفنا، لأنه دائما هناك غياب رؤية لمعرفة النوافذ المختلفة الإيجابية لتوزيع هذا المال، وهذا أيضا نوع من أنواع العشوائية المفرطة.

إتخاذ بعض القرارات الحكيمة الرشيدة بطريقة ممنهجة ومنظمة، وكيفية عرضها وتنفيذها، ووضع خطط شاملة ذات أولويات بجدول زمنى متناسق مع الأهمية، قد يكون طريق أقصر للقضاء على العشوائية.

ومهما كان اختلافنا وهذه هى السجية التى خلقنا الله عليها، لا يجب أن يتحول الإختلاف لخلاف، بل نستطيع أن ننسج أفكار مختلفة من رؤى مختلفة لنبنى حضارة من جديد ولكن بنظام كما كان يفعل أجدادنا الفراعنة يا حفدة الفراعنة.

كفانا رؤية تلك الصور العتيقة البراقة ومقارنتها بملامح الوطن المشوهة حاليا، كفانا قولا لقد كنا هنا من قبل ولكننا لا نعرف الآن أين نحن وماهية تلك البقعة الأرضية التى نسير عليها فى تلك اللحظة الفارقة؟ هناك زحام ولكن بدون أحد، هذا هو الزحام الفارغ الذى نعيشه، نتعلق جميعا بحبل واحد بالرغم من وجود ملايين الحبال، ولكننا نعشق فكرة التكدس، نستطيع أن نتفق جميعا على شكل موحد ومخرجات ثابتة، ولكننا تربينا على مبدأ خالف تعرف، حابسين نفسنا بين حيطتين وماشيين رغم إن قصادنا ألف طريق وطريق، لو نكسر جدرانا أكيد هنطير، نخرج من سجن زمان بانيناه بسذاجة وقلة فهم بيعيدوا كلام حفظوه يا إخوانا ربنا بالعقل زمان عرفوه.

أيها السادة ؛ إننى أسارع لإحاطتكم علما بهذا الحدث العظيم الذى سيحمل أفضالا لا حصر لها لسعادة هذا البلد البائس، القضاء على العشوائية هو الأيقونة لعلاج سرطان هذا البلد.

إذا كانت العشوائية داء فلابد من إيجاد دواء سريع وفعال له، وإن كانت طبع فإذا على المتطبعين بها أن يتم إقصائهم وليذهبوا بعيدا عنا ولكن إلى مكان آخر.

أيها السادة ؛ اعقلوا الموضوع بقي وكفاية سفه ودعاية فارغة، ارحمكم الله. ولا تتبعوا أهوائهم، فالحق أحق أن يتبع.

فلنكتفى بهذا القدر من عبادة آلهة العشوائية، ولنحاول أن نعتنق عقيدة النظام ونعبد آلهة الجمال.