رغيف الخبز خط أحمر
النظريات العلمية الفرضية تؤكد ان هناك علاقة وثيقه بين اشباع الحاجات وبين الاستقرار النفسى للفرد ويزداد التوتر في الحياة نتيجة نقص الحاجات الانسانية التى يحتاجها الفرد يوميا ويقود الجوع الى الخوف على المستوى الاجتماعى، وكذلك يؤدى تدهور الامن الى قلة الغذاء.
ووفقًا لهذه المعادلة تتفاقم النزاعات السياسية على الاقتصاد فى المنطقة العربية، مما يسهم فى شيوع الكراهية بين افراد المجتمع ويطيح بالوئام الاجتماعى مما يؤثر بالسلب على سلامة المجتمع وبالتالى يكون تاثيرة كبير على مستوى الدولة.
ولان لكل شعب مقومات يعتمد عليها فان الخبز فى مصر تحديدا هو المكون الرئيسى للغذاء، وخاصة ان نسبة كبيرة من المصريين تحت خط الفقر ولا تملك ان تشترى الغذاء الطبيعى الذى يحتاجه الفرد لكى يعيش فقط .
هناك اسر فقيرة جدا لا تملك الا الخبز على موائدها ولا يشعر بها احد من السياسين الذين لا يدركون معنى الجوع والحرمان لان بطونهم اصبحت متخمه بكل انواع الطعام.
عندما تجد امرأة تقف عن صندوق القمامه تنتظر ان ياتى احد بشنطة قمامة لتفتش فيها لعل وعسى ان تجد فبها قطعة لحم باقية او كسرة خبز او بقايا اى طعام وتراها تاخذه وتضعه فى كيس اخر بيدها لتطعم اولادها او تطعم نفسها.
مثل هذه المشاهد تراها يوميا فى الشارع المصرى بعد انفلات الاسعار وموت الضمائر لدى التجار، فبعد تعويم الجنيه وانخفاض القيمة الفعليه له اضيف الى الفقراء طبقات اخرى كثيرة فلا يغرنك صورهم ولا ملبسهم ولا ايضا سياراتهم فمنهم من اكتفى بوجبتين خفيفتين فى اليوم ومنهم من يكتفى بوجبه واحدة ولابد ان يكون المكون الرئيسى لهذه الوجبة هى الخبز الذى يملى البطون الخاوية .فنحن جميعا كمصريين نعتمد على الخبز اعتمادا أساسيا لا غنى عنه، وبصفة خاصة الفقراء منهم، وما أكثرهم في مصر، وهناك معادلة صعبة تواجه أي حكومة وهي توفير رغيف خبز صالح للاستهلاك الآدمي، وفي نفس الوقت بسعر في متناول اليد.
الخبز ياسادة هو عنصر الامان فى اغلب البيوت المصرية والاقتراب منه يهدد حياة هذه الاسر التى صبرت على ارتفاع الاسعار ثلاث اضعاف سعرها مع ثبات الدخل ومع عدم وجود منظومة مراقبه للاسواق والتجار الخبز ياسادة هو عنصر الامان والاستقرار فى دولة كبيرة مثل مصر.
افعلوا ما تشاءؤن ولكن حذار ان تمسوا خبز المصريين ارفعوا ايديكم عن الخبز ولا تقتربوا منه لانه ببساطه شديدة يمكن ان يكون طريقا للهاوية.
