عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الانتخابات الفرنسية


تاريخ السياسة والانتخابات والسلطة لم يرتبط أبدا بعمر المرشح وفى حين تولى الشباب الحكم فى العالم العربى وهم شباب، لم يتركوه إلا بالموت بينما كان الأوروبيون يستدعون الكهول والشيوخ للقيادة ضمن منظومة لتداول السلطة، الرؤساء العرب ما بعد الحرب العالمية الثانية تسلموا الحكم وهو شباب، لم يسلموه إلا وهم راحلون أو فى أعمار متقدمة، بينما الرئيس الأمريكى دونالد ترامب 71 عاما، ومنافسته هيلارى كلينتون 70 عاما، بينما باراك أوباما تولى وعمره 46 عاما، بما يشير إلى أن الأمر بالتداول وليس فقط بالعمر.
الرؤساء العرب خلال نصف القرن العشرين الثانى ما بعد الاستقلال، كانت أعمارهم تدور حول الثلاثينات، الرئيس حافظ الأسد تولى الحكم فى سوريا عام 1971، وكان عمره 40 عاما، والرئيس العراقى الأسبق صدام حسين تولى وهو 42 عاما، لكن الأسد استمر فى الحكم 29 عاما، وصدام حسين 24 عاما، أما العقيد معمر القذافى فقد كان عمره 26 عاما فى سبتمبر 1969 فهو من مواليد 1943.

كانت أعمار الرؤساء العرب بعد الحرب العالمية الثانية تدور حول الأربعين، لكنهم لم يقيموا أنظمة تعددية تقوم على تداول سلمى للسلطة، وتقلب عليهم عشرات الرؤساء ورؤساء الوزارات فى أوروبا وأمريكا، وعلى العكس من هذا فإن الفرنسيين فى عام 1959 استدعوا الجنرال شارل ديجول بعد فترات اتسمت بعدم الاستقرار، وجاء ديجول ليؤسس الجمهورية الخامسة وكان فى التاسعة والستين فهو من مواليد 1890، حتى مظاهرات الطلاب والعمال 1968، بعدها قرر إجراء استفتاء حول تطبيق المزيد من اللامركزية فى فرنسا، وتعهد بالتنحى فى حال لم توافق نسبة كبيرة من الفرنسيين.
وفى 28 إبريل 1969 أعلن ديجول تنحيه عن منصبه بعد أن جاءت الموافقة بالأغلبية لكن أقل من النسبة التى حددها. وفى بريطانيا خسر تشرشل بعد الحرب العالمية، لكنه عاد بالانتخابات 1951 وهو فى الخامسة والسبعين ولمدة خمس سنوات فهو من مواليد 1874.
الفرق هنا واضح فقد أتاحت السياسة والتداول السلمى للسلطة، فرصا للمنافسة، وحتى صراع الأجيال يتم ضمن تكوينات مستقرة، لا يمثل السن فيها عاملا حاسما، ولكن المنافسة.