عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

حب الوطن


عندما نروى ذكريات جميلة عن زيارات أكثر الدول جمالاً ونظافة ونظامًا، لكن نتذكر عدم وجود أجمل من أوطاننا بكل ما فيها من الازدحام والتكدس المرورى والفوضى وأشياءً أخرى كثيرة.. كما لا نشعر بنعمة الوطن إلا بفقدانه - لا قدر الله - وقد شعرت بهذا عندما اغتصبت جماعة الإخوان الإرهابية الحكم، وأعلنت نتيجة الانتخابات المزيفة بأن "مرسى العياط" الإرهابى أصبح رئيسًا لمصر، وقتها تأكدت من فقدان الوطن وبلدى وذكرياتى وحياتى كلها، وتحسرت على بلدى الغالية التى لم نملك سواها، والتى لم تكن تستحق هذا، وقررت السفر والذهاب بعيدًا للبحث على مكان آخر وشعب آخر حتى نسترده.. ولا أنسى مشاهد الحسرة والقهر فى عيون كل المصريين ولا أنسى قرار أخى بالهجرة لأمريكا لأنه أصبح فى بلد ووطن آخر لا ينتمى إليه، ولا أنسى قرار 3 عائلات من أصدقائى وجيرانى بالسفر والهجرة إلى كندا وأمريكا، لأن هذا الوطن الذى أحتله هؤلاء الإرهابيون أصبحوا لا ينتمون إليه ولا يستطيعون العيش فيه.. كما لا أنسى ما قالته صديقتى السورية التى جاءت للإقامة فى مصر مع عائلاتها هروبًا من الحرب والدمار الذى تشهده سوريا وحسرتها وآلامها الشديدة من جراء فقدان وطنها الذى ولدت وترعرعت فيه وتزوجت وأنجبت أولادها فيه، وهى لا تعلم متى ستعود وهل هناك أمل فى العودة؟!

كما أتفهم جيدًا مشاعر كل من تغرب عن وطنه سواء طلبًا للرزق أو للحصول على تعليم أفضل أو حتى حياة أفضل وحنينهم الشديد لأوطانهم.. يعنى ما أريد قوله إن علينا جميعًا أن نحافظ على نعمة أوطاننا وأن نحبها ونتمنى لها الخير ونعمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل إعلاء شأنها وتنميتها وعلينا أن نعلم جيدًا أن نحافظ عليها حتى لا نفقدها.. ومصر تمثل حالة مختلفة لنا نحن المصريون فنحبها بجنون ونسىء إليها أيضًا بنفس القدر سواء بقصد أو بدون قصد، وقد يشعر الكثير منا بالكثير من الإحباط والغضب من أشياء كثيرة ومبررة هذه الفترة من الأزمات الاقتصادية وفقدان الكثير من إدارة الحكم الرشيد بسب قلة الخبرة السياسية لدى البعض وأمور أخرى، إلا أنه لا يجب أن ننسى أن هؤلاء بكل أخطائهم لا يخونوا ولا يفرطوا فى شبر من أرض هذا الوطن لأن الوطن راسخ بوجدانهم وشابوا على حبه والمحافظة عليه والتضحية من أجله.. كما لا أنكر حب الكثير منا بطريقته لبلده دون تخوينه أو التشكيك فيه.. لذلك علينا جميعًا أن نقف مع أنفسنا ونراجعها جيدًا وأن يقم كل منا بدوره وواجبه، ولا ننسى أن المتربصين لمصر وأهلها وشعبها كُثر وبانتظار الانقضاض عليها لتدميرها وإلحاق الأذى بها، وعلينا جميعا ألا نعطى الفرصة لهؤلاء المخربين مهما كان شاكلتهم أو حجمهم أو حجم تمويلهم لأحداث الفرقة والفتنة وإشاعة تيار التخوين والتفريط من جانب النظام.. وأخيرًا أُعلن انتمائى اللامحدود لوطنى وبلدى الغالى مصر وثقتى اللامحدودة فى الجيش المصرى العظيم وفى القيادة السياسية، وليعلم الجميع أن مصر فوق الجميع وستظل أعظم بلاد العالم.