عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

العودة لمطحنة الحياة



الجواب باين من عنوانه ، وما اقصده تحديدا ليس الجواب ولكنه عنوان مقالى الجديد ، فبعد ان كرمنى الله سبحانه وتعالى ، وانعم على باداء فريضة الحج هذا العام ، بعد حكاية عجيبة للغاية ساحكيها لكم سريعا اعزائى الاصدقاء حتى يعلم ويتاكد كل منا ، ان النية الصادقة هى مفتاح كل خير للانسان ، نعم عندما تخلص النوايا ويتطهر القلب تماما من الحقد او الحسد تكون المكافاة الربانية سريعة وعادلة وبالتاكيد مدهشة .
البداية ، جواز السفر الخاص بى انتهى ، فققررت استخراج اخر جديد ، ذهبت الى الجوازات وانا اعلم ان التقدم لاداء فريضة الحج لم يفتح بعد ، وجدت ورقة معلقة مكتوب بها ، تم فتح باب قرعة الحج والتقديم سيكون باستمارة وصورة ضوئية من بطاقة الرقم القومى ، اسرعت وذهبت الى مكان التقدم ، ومر شهر تقريبا ولم اجد اسمى من الفائزين وحزنت بشدة ، وانا لا اعلم ان الله قد اختارنى لاداء فريضة الحج ، وبعد ايام فوجئت باتصال هاتفى يخبرنى بانه تم اختيارى للحج ويجب ان اذهب خلال 3 ايام لاستكمال اوراقى ، وقد حدث ذلك والحمدلله ، رغم اننى اعرف اشخاص تقدموا مند 13 سنة لاداء فريضة الحج الا انه لم يحقق لهم ذلك حتى الان ، وقد تاكدت ان الاخلاص فى النيه وتطهير القلب والاصرار على طاعة الله ، اساس الحصول على منحة الله لاداء فرائضة.
استعدت للسفر وكانت الرحلة من القاهرة الى السعودية مدتها شهر كامل ، الحمد لله ، قضينا منها 24 يوما فى مكة المكرمة و 6 فى المدينة المنورة ، وقد استمعت شخصيا بكل مرحلة من المراحل ، رغم صعوبات الانتقالات فى بعض الاحيان، والحرارة الشديدة من جانب اخر، ولك ان تتخيل المتعة والسعادة من انك تصلى معظم فروض الصلاة اليومية امام الكعبة الشريفة مباشرة " داخل الحرم المكى " وما يتطلبه ذلك من الحضور قبل موعد الصلاة بساعتين على الاقل ، وكذلك اكرمنى الله بالصلاة داخل الروضة الشريفة ، اما المتعة التى جاءتنى قبل متعة اداء فريضة الحج التى ادعو الله ان يتقبلها منى ومن كل الحجاج الذين اخلصوا النية لذلك ، هى القيام باداء العمرة حتى حلول موعد الحج ، وقد مرت جميع المراحل على خير لاننى كنت حريص على ذلك ، ورغم شكوى بعض زملائى الحجاج من وجود بعض الاخطاء التنظيمية ، والامانة تقتضى القول ان هناك بعض الامور الخارجة عن ارادة منظمى الحج ، وظروف اخرى ترتبط بعدم التزام الحجاج بالتعليمات فى بعض الاحيان ، والاسباب الاخرى كانت من الجانب التظيمى من الجانبين السعودى والمصرى ايضا، وانا على يقين بان الجميع لايقصدون الا راحة الحجاج قدر الاستطاعة ، والمنطقى ان الاخطاء السابقة لن تتكرر وستكون الاعوام المقبلة افضل وافضل لانه لايوجد احدا يتعمد الخطأ وخاصة لمن يساعد الناس فى تأدية هذه الفريضة الهامة.
ايام بل ساعات قليلة بل دقائق، وسادخل من جديد فى المعمعة واقصد تحديدا العودة الى مطحنة الحياة الزائلة ، هذا الاحساس يعلمه ويشعر به كل من اجتهد وسبقنى الى اداء فريضة الحج ، وهو معرفة الحياة على حقيقتها ، الحياة التى يتصارع فيها الجميع بشتى الطرق وكاننا فى مباراة مصارعة من اجل المال ، ولكن هل هذا المال من مصدر حلال ام حرام ، الله خالق الكون يقول لنا فى كتابه الكريم الايه 22 " الذاريات " وفى السماء رزقكم وما توعدون " وذلك له دلالات كبيرة لن يفهمها الا من يتقى الله حقا ، ويتجنب الحرام قولا و فعلا ، الحياة زائفة لانها لاتساوى عند الله جناح بعوضة ، الحياة زائلة لاقيمة لها عند الله ، الا بالعمل الصالح والايمان الصادق ، وليس كما يعتقد معظم الناس كذب ونفاق وفساد وسرقة مال ، وفهلوة، وضمير معدوم .
يارب اكرمنى بالعودة للحج والعمرة مرات ومرات ، انها فرحتى وسعادتى فلا تحرمنى منها ، واجعلها للمشتاقين واصحاب النوايا الصادقة ، والقلوب الطاهرة الخالية من الاحقاد والحسد يا رحمن يا رحيم.

اللهم إني أسألك أن تجعل ما وهبتنا مما نحب معونة لنا على ما تحب ، و ما زويت عنا مما نحب فأجعله فراغا لنا فيما تحب.
اللهم يا ذا الرحمة الواسعة يا مطلع على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر اسالك من فضيان فضلك وقبضة من نور سلطانك ، وانسا وفرجا من بحر كرمك وانت بيدك الامر كله ومقاليد كل شىء ، فهب لنا ماتقر به فى اعيننا وتغنينا عن سؤال غيرك ، فأنك واسع الكرم وكثير الجود فعلى بابك نحن واقفون ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم .
يارب ساعدنى محافظا على طاعتك ، بعيدا عن معصيتك ، قنوعا برزقك ، طالبا رحمتك ، رجيا غفرانك ورضاك يا عظيم ، اللهم أغننا برحمتك عن رحمة من سواك ، واجعل نعمتك علينا مذكرة بك ومعينة على طاعتك ، اللهم انى احمدك على كل قضائك وجميع قدرك حمد الرضا بحكمتك ، واخر داعوهم ان الحمد لله رب العالمين .