عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

ما وراء السر المكنون


أمور كثيرة في الحياة جعلها الله ذخرا لنا ‘ولكن لا نقدر أهميتها على الرغم أن من دونها لا تكن حياة ‘ فطرتنا ‘مواقفنا ‘ أفعالنا ‘ أحاسيسنا ‘الواقع الذي يخصنا ‘ كل تلك أشياء تفصل تفصيلا فتصبح قاعدة للحياة والواقع الطبيعي الذي نعيشه ‘ خلق الله الحياة مثل الحروف التي تضع الحرف بجوار الحرف لكي تظهر لك كلمة ‘ ثم يتضح لك معناها ‘ كذلك "التفاصيل " الذي يكمن فيها سر الحياة المكنون.

جعل الله كل شيء معنوي ومادي يحتوي علي تفاصيل معينة ‘ منا من يراها أمامه دائما ومنا لم يراها ولا يلقي لها بالاً ‘ فتفاصيل الحياة ماهي الا مجرد سلسلة تتبعية إذا تم دمجها مع بعضها البعض ‘فتشعر أنك رأيت مالا تراه من قبل ‘ ووعيت لما حولك ‘ وركزت فيما يدور من خلفك وأمامك فقط مجرد التركيز فيها ‘ فالتفاصيل حياة فوق الحياة ‘ تدخل من يدقق فيها عالم آخر وبرزخ آخر تجعله مختلف ‘بفكره ‘وثقافته‘ ووعيه ‘ تجعل منك إنسان أدواته في الدنيا إدراكه لمكنونات الحياة ‘ بل المعنى الأدق إدراكه لروح الحياة .

كثيرا من البشر يعيش حياته باهت الشعور ‘ باهت الحياه نعم أراه باهت الحياة فمثل المتقن للتفاصيل كمثل اللوحه المرسومه التي تدهشك وتمتع نظرك عند النظر إليها ‘ ومثل المهمل لها كمثل اللوحة المسكوب عليها كوبا من الماء فتجعل تفاصيلها مطلسمة باهتة ‘ فالتفاصيل تسكن كل شئ.

فإذا تطرقت إلى المواقف أجد دائما أن ما وراء الموقف هو فعل غامض يكمن في تفصيلة معينة ‘ فينتج عنه ذلك الفعل ‘ وإذا نظرت إلى الحب والذي هو أساس كل الحياه فنلاحظ احتوائه علي تفاصيل معينة بين الطرفين وأن لكل تفصيلة دلالة معنوية معينة تثبت قيمة ذلك الحب ‘ أما عن وجهات النظر فلكل منا وجهة نظره الخاصة به ‘ والتي منها تختل وتتغير بمرور التفاصيل الذي يدركها صاحبها ‘ او لا تتغير ابدا وأيضا يكون المسؤول عنها هي التفاصيل الخاصة لتلك النظره المعينة.

في واقع الأمر أرى أن السر المكنون في التفاصيل البسيطة والدقيقة ‘ ومعرفة الغموض لشئ دقيق ينتج عنه معرفة أوسع وأكبر للحياة سوا الملموسة أو الخيالية والواقعية ‘ فشعور المرء عند إحساسه باختلاف رؤيته هو نفس شعور المكتشف لسر ما .
فالقدرات المكونة للتفكير الإبداعي تركز دائما على إدراك التفاصيل، وهي قدرة إبداعية لتقديم تفصيلات متعددة للأشياء ‘ سواء المعنوية أو المادية .

الحب وأدق التفاصيل.
فالنظرة إلى الكلمه الطيبه والأخذ بها وتقديرها‘ وماذا تفعل أمامك في البشر تلك أدق التفاصيل ‘والأخذ في الإعتبار متي تلمع عين محبوبتك ؟ متى تبتسم ؟ هل تشعر بحزني في صوتي خلال مهاتفتي فقط ‘ أم عند جلوسي أمامها ؟ هل نبضات دقات قلبها تزداد عند رؤيتي ؟! كل تلك تفاصيل التفاصيل ‘ منا من يشعر بها ويراها ومنا من لم يراها ولا يشعر بها ‘ وذلك هو الإختلاف ! ذلك ما يجعل العلاقات الإنسانية ثرية ومليئة بالمحبة .

تلك التفاصيل التي تختفي في زحمة الحياة ولا نلق لها بالاً هي من تجعلنا دائما في بوتقة السلام للعلاقات ‘ وذلك بسبب شفافيتها ‘ ووضوحها ‘ يقولون إنك لتحصل على الشريك المناسب فعليك أن تكون أنت أيضًا هو الشريك المناسب ‘ وبالمعنى الأصح لتحصل على من يهتم بتفاصيلك الصغيرة عليك أن تبدأ أيضا بالاهتمام بالتفاصيل الصغيرة .

والجدير بالذكر أن الاهتمام بأدق التفاصيل تعمل علي تجنبك من فشلك في جميع الأعمال ‘ ‘حتى عن الأزواج الذين يهتمون بتلك التفاصيل فهم يساهمون في تأجيج حبهم يوماً بعد يوم ‘سواء ماديا او معنويا فرؤيتك لتلك التفاصيل تصب دائما في نجاحك ‘ من أجل ذلك أرى ان من ضرورية العيش في الحياة بزاويه مختلفه علينا الأخذ بالتفاصيل.