عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الحائل بين الحقيقة والسراب


خلق الله كل ما في الحياة شيئان متنافران وبينهما تفاصيل مفصلة ‘يفصل بينهما حائل كبير يبدأ بالجهل ويبتدي معرفته بالوعي الكامل مثل ‘ الحقيقة والسراب ‘ الوهم والوعي ‘ الصدق والكذب ‘ الاخلاص والخيانة ‘ الجنة والنار وكثير من المعاني التي في الحياة ‘ ولكن بين كل هذا وذاك تفاصيل صغيرة تتشابه وتتنافر بين الشيء ونقيضه‘ منا من يبحث عن تفاصيلها الحقيقية المفصلة ‘ التي تعمل على الوعي الكامل للإنسان ‘ فينتج عنها فهمك الصحيح لمفاهيم كثيرة في الحياة ‘ ومن ثم ينتج عنه تغيير الإنسان بقواعده ومبادئه ‘ ومنا لم ولن يبحث أبدا عن تلك التفاصيل ‘ بل يتربى ويترعرع وداخله مفاهيم المجتمع المغلوطه ‘ بين العادات والتقاليد ‘ والعرف والشرع ‘ فالقليل من يبحث عن المفهوم الصحيح ‘ والكثير من يسحبه التيار لمفاهيم المجتمع والبيئة والعادات والتقاليد ‘ وهذا هو الظلم الفادح لمعاني وتعابير الحياه .

مما لا شك فيه أنَّ ما تتميز به الحياة على الأرض عمَّا توفره البدائل الأخرى ونقاضئها كثيرة‘ ولحسم هذا الأمر علينا أن نقر بالهدف من وجود الأصل الأعلى ان يكون هدفه هو هزيمه المفهوم المغلوط المتناقض ‘وأن يكون الهدف هو اثبات المفهوم الصحيح للمعاني ‘فالمفهوم الخاطئ بوجود النقيضين وضرورة التعامل معهم بصورة متساوية كواقع مفروض هو مفهوم مرفوض جملة وتفصيلاً‘ من أجل ذلك عليك التمعن والتدقيق أكثر لتلك المعاني والتي منها كمثال.

الشرف :
الشرف شرف مرتبط بالقيم والمبادئ وسمو الأخلاق والفضائل الكريمة عموما ‘ وليس له علاقة بنوع الجنس ‘ بمعنى أدق ليس له علاقة بتصنيف الرجل والمرأة ‘ وهذا هو المفهوم الصحيح.

أما المفهوم المجتمعي ‘ جعل من كلمة شرف اذا ارتبطت بالرجل يعني ذلك أنه نزيهه وصاحب قيم أما ‘ اذا قلنا شرف المرأة فجعلها المجتمع ‘ارتبطت بجسدها فقط وعفتها وتناسينا المفهوم الأساسي الصحيح له ‘ فالرجل لم يحق له أن يختزل شرف المرأة في عفه جسدها ‘ ابدا ولا يحق له الحديث على أن الشرف يخصها لوحدها فقط ‘ بل لابد أن يعلم إنها إنسان مثله.

وأيضا من المفاهيم المغلوطة في معانيها في المجتمع هي:

الخيانة :
فالخيانة عموما نقض لأي عهد وخرقه وعدم الحفاظ عليه ‘ وانتهاك ذلك العهد ‘ وخرق للثقه المكتسبة بين الأطراف ‘ وذلك فيما يخص في كل المفاهيم والعلاقات جميعها.

فالخيانة أشكال كثيرة منها الجنسية ‘ والعاطفية ‘والبصرية ‘ والسمعية ‘ والقولية ‘ التخيلية ‘ ومنها التي تخص العلاقات الاجتماعية عموما ‘ فكل نقض ثقة بين طرفين تسمى خيانة ‘ وكل خرق أمانه أؤتمنت عليها فهو خيانة ‘وكل نقض عهد مربوط بين اطراف هو خيانة ‘وكل علاقة غير شرعية بين طرفين مرتبطين بأخر(وليس بالضرورة علاقة جنسية بينهما ) تسمى خيانة عاطفية ‘ وكل نظره إلى ما لا يحل لك من المحرمات بغرض الشهوة ‘ يسمى خيانة نظر ‘ وكل ماتستمع إليه من محرمات السمع بغرض الشهوة أيضا فهو خيانة سمعية ‘ وكل ما يلفظ من قول ما لا يحل أن يتكلم بها الا للزوج أو زوجة .مثل ممارسة الغزل والحب لأخرى ‘ يسمى الخيانة القولية ‘ أما كل ماتتخيل به في تفكيرك او تسرح به ‘فيتمكن من قلب الإنسان ويتحول إلى سلوك ‘ يسمى الخيانة التخيلية ‘ وكل مايندرج تحت التلامس الجسدي فهو خيانة جنسية ‘ وهذا هو المفهوم الصحيح للخيانة ‘ أما اذا ذكرت فالمجتمع لفظ الخيانة عموما فينتقل مباشرة إلى مفهوم الخيانة الجنسية وأن دون ذلك ليس بخيانة من الأساس ‘ وهذا هو الفيصل الكبير الذي يضعه المجتمع في مفاهيمه المغلوطة .

وإذا تطرقت إلى الحلال والحرام :
فهو كل شئ يحلله الشرع و يحرمه الشرع فقط ‘وليس له أي علاقة طردية بنوع جنسه ‘ سواء كان رجل ام امرأة لا تفاضل بينهما وهذا هو المفهوم الصحيح له ‘ اما في المجتمع فأصبح يحل ويحرم حسب العادات والتقاليد الخاصة بالبيئة فقط ‘ وجعل الحرام مباح للرجل لأنه رجل ‘ وجعل الحلال حرام لأنها أمرأه ‘ وهذا من مناقضات المفاهيم المغلوطة أيضا في الحياه .

وأعتقد أن تصحيح تلك المفاهيم والوعي بها والعمل على ذلك هو أسمي تعميق لقيمة الإنسان وتفضيله على باقي المخلوقات ‘ فلقد خلقنا الله إنسان بوعي كامل ولكن نحن من ندنسه ‘ بالمفاهيم التي تجعل منا إنسان غير أدمي .