عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

قصة حقيقة تتحول لـ"فيلم عالمي".. هنا التفاصيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لحظات مرعبة ومخيفة سيطرت على أفراد طاقم سفينة، وذلك بعدما انقطع الحبل السميك الذي يربط الغواص كريس ليمونز الذي كان عضوًا في فريق الغوص المكلف بإصلاح أنابيب النفط بحقل هانتينغتون النفطي على بُعد 127 ميلًا من أبردين على الساحل الشرقي لأسكتلندا. وتتطلب ممارسة الغوص على هذه الأعماق قضاء شهر كامل في غرف خاصة على متن سفينة الغوص يكون الضغط داخلها أعلى من الضغط الجوي، لتهيئة الغواصين لتحمل الضغوط التي سيتعرضون لها تحت المياه. وبحسب BBC فإنه في صباح 18 أيلول 2012، تسلق ليمونز مع رفيقيه الغواصين ديف يواسا ودانكان أولكوك المقصورة المخصصة لإنزال الغواصين إلى الأعماق، لتنفيذ عمليات الإصلاح والصيانة. ويقول ليمونز: "كان البحر هائجًا إلى حد ما على السطح، لكن المياه كانت صافية في الأعماق".


ولم يكد ليمونز ويواسا يقومان بإصلاح الأنابيب في الأعماق، حتى تعطل فجأة نظام التموضع الديناميكي، وانحرفت السفينة سريعًا عن مسارها.

وسمع الغواصان أجراس الإنذار عبر نظام الاتصالات، وتلقيا أوامر بالعودة إلى مقصورة الغوص. لكن ما إن بدأ الاثنان في تتبع الخرطوم الذي يقودهما للسفينة، حتى انجرفت السفينة وعادت فوق الهيكل المعدني الذي كانا يصلحانه، واضطرا لتسلقه. وعندما اقتربا من قمة الهيكل المعدني، علق الخرطوم الذي كان يربط ليمونز بالسفينة بجزء معدني بارز، وحين كان يحاول تخليصه، جنحت السفينة مرة أخرى، وجذبت الخرطوم، وجرّت ليمونز نحو العوارض المعدنية.

ويقول ليمونز الذي تحولت قصته إلى فيلم وثائقي بعنوان "النفس الأخير": "أدرك ديف أن هناك مشكلة ما، والتقت أعيننا لثانية، ثم حاول يائسًا أن يصل إلي، لكن السفينة جذبته بعيدًا، وسرعان ما نفد مخزون الغاز لدي لأن الخرطوم كان مشدودًا". حاول ليمونز استخدام اسطوانة الطوارئ التي يحملها على ظهره، لكن حينها كان الخرطوم قد انفصل تمامًا عن السفينة وسقط ليمونز في قاع المحيط.


كما قال "لا أعتقد أنني كنت أعرف شيئًا مما يحدث حولي، ارتطم جسدي بقاع البحر وكنت محاطًا بظلام حالك. كنت أعلم أن مخزون الغاز الذي كنت أحمله على ظهري كان ضئيلًا، لكن فرصي في الحصول عليه كادت أن تكون معدومة".

واستجمع ليمونز قواه في الظلام الدامس واستطاع أن يقف مرة أخرى ويتلمس طريقه نحو الهيكل المعدني وتمكن من تسلقه إلى القمة على أمل أن يجد مقصورة الغوص، مضيفًا: "عندما وصلت إلى قمة الهيكل المعدني، لم أجد أثرًا لمقصورة الغوص، وقررت أن أتحلى برباطة الجأش وأحافظ على الغاز المتبقي، الذي لم يكن يكفيني سوى لست أو سبع دقائق. وفقدت الأمل في أن ينقذني أحد".


وقد بذل طاقم السفينة محاولات يائسة لإعادة السفينة إلى موضعها دون الاستعانة بالآلات، حتى يتمكنوا من إنقاذ زميلهم المفقود، وأطلقوا غواصة تدار عن بُعد على أمل العثور على ليمونز. وعندها تابعوا على شاشاتهم الصور التي كانت تبثها كاميرات الغواصة لليمونز الذي بدا وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، حتى توقف عن الحركة. ويقول ليمونز: "كنت أحاول استنشاق آخر نفس متبق من مخزون الهواء في اسطوانة الطوارئ، وكان سحب الغاز إلى الجسم شاقًا، وشعرت أنني في اللحظات الأخيرة قبل الخلود إلى النوم. وتملكني حينها الغضب بسبب الضرر الذي سأسببه للآخرين، وأردت الاعتذار لخطيبتي. وبعدها انتهى كل شيء". وبعد مرور 30 دقيقة استعاد طاقم البحارة السيطرة على السفينة واستطاع تشغيل نظام التموضع الديناميكي مرة أخرى.


وعندما وصل يواسا إلى ليمونز على قمة الهيكل المعدني، وجده هامدًا لا يحرك ساكنًا ثم أجري له أولكوك على الفور تنفسًا اصطناعيًا عن طريق الفم وفجأة عاد الى وعيه. وبعد نحو سبع سنوات من الحادثة، لا يزال ليمونز لا يصدق أنه نجا من الموت رغم بقائه أكثر من نصف ساعة من دون أوكسجين. لكن من الواضح أن برودة البحر الشمالي لعبت دورًا كبيرًا في نجاته، إذ أن درجة حرارة المياه عند عمق 100 متر من سطح البحر تقل عن ثلاث درجات مئوية.