عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

«الأهلي والزمالك» عندما يصبح ستاد القاهرة رمزًا للروح الرياضية


التاسعة بتوقيت القاهرة، سكت الجميع، وتحدثت الكرة، انتظر الجمهور في المنازل، على المقاهي، في الشوارع، أمام شاشات التلفزيزن في الأندية، لمشاهدة نهائي دوري أبطال أفريقيا، الذي جمع لأول مرة، فريقين مصريين، الأهلي والزمالك.

في رسالة عالمية، قمة مصرية مشرفة، جمعت ديربي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، نهائي ولا أجمل، نهائي ولا أروع، عندما تصبح كرة القدم رسالة، عندما تتحول كرة القدم إلى أهداف، لأول مرة يظهر لاعبوا النادي الأهلي والزمالك في حالة دون تعصب، لأول مرة تكون الأخلاق عنوان المباراة، رغم المشادات التي رأينها في نهاية المباراة، إلا أن روح مصر كانت سائدة، روح الود كانت هي عنوان المباراة.

تصافح اللاعبون في الدقائق الأولى من المباراة، واستمرت الروح الرياضية خلال 95 دقيقة، وهي رسالة حب وجهها اللاعبون، إلى الجمهور بكافة توجهاته، المتعصب والمتشدد حتى المتسامح الذي يشجع للكرة، رسالة تقول إنها مباراة تبدأ بصافرة وتنتهي بصافرة، لكن تبدأ بفريقين وتنتهي بفوز فريق واحد، وصلت الرسالة من أول دقيقة وصلت رسالة الإخوة ، وصلت رسالة السماحة، وفي النهاية كانت مباراة تليق باسم مصر.

90 دقيقة، أوبالأحرى، 95 دقيقة، احتضنها استاد القاهرة الدولي، ليعلن أن أبطال أفريقيا مصريين خالصين، 95 دقيقة، اتجهت فيها أنظار العالم نحو القاهرة، العالم كله ترقب، العالم كله وجهت أنظاره إلى مصر، مؤشرات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي جميعها كانت تبحث عن مصر، تبحث عن لقاء القمة بين أكبر ناديين في مصر، الجميع يترقب من يتوج بطلا لأمم أفريقيا، من يضحك من يبكي، من سيحتضن الأميرة السمراء، كما أطلق عليها.

أداء رجولي في الملعب، لكلا الفريقين، الجميع قاتل بشرف، لم يكن هناك اعتراضات على التحكيم، لم يكن هناك وقفات للكرة داخل المستطيل الأخضر، ساد الهدوء، صمت اللسان وتكلمت الأٌقدام، سكت الجميع، وتحدثت التسديدات، ترقب الجميع، وتعالت صيحات الكرة.

أنظار العالم، ولا أبالغ عندما أقول أن العالم كله كان يترقب نتيجة المباراة، كسب النادي الأهلي المباراة الثقيلة، وخسر الزمالك، لكن فازت مصر، فازت مصر بالتنظيم، فازت مصر بوجود لاعبين يمتلكون القدرة على قيادة منتخب وطني يستطيع أن ينافس في كأس العالم.

فازت مصر، في تسويق ملاعبها، فازت مصر في تسويق قدرتها على التنظيم، فازت مصر في تصدير صورة جمالية عن رياضتها، تأكد الجميع أن مصر بها دوري كرة قدم متميز، علم الجميع، أن مصر آمنة في كافة قطاعاتها، وأنها تستطيع أن تفعل ماتشاء وقتما تريد.

وليعلم الجميع أيضًا، أن الأهلي لم يفز، بل أن مصر هي من فازت، مصر أثبتت تفوقها عندما تأهل أكبر فريقين في الدوري المصري، إلى النهائي، والتغلب على الفرق الأجنبية التي نافست لأجل التتويج، نستغلها فرصة، لنعزز لدينا ناشئين كرة القدم ، أن الرياضة أخلاق، نستغلها فرصة، لنؤكد للجميع مدى قدرة مصر على تمثيل الصعود والمنافسة واللعب أمام كبار فرق العالم، والتحدث باسمه ليس فقط في إفريقيا إنما في كافة المحافل الدولية.

طبيعي أن يكون هناك تعصب لدى جمهور معين، وطبيعي أن يحتفل الأهلاوية على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وطبيعي أن يدافع الزمالكاوية عن لاعبتهم وعن ناديهم، وعن بطولاتهم، لكن من غير الطبيعي أن نتصيد التعصب، من غير المنطقي أن تتحول منصات السوشيال ميديا إلى أوبقة عنف وكراهية، وتنمر، واستهزاء، وافتراء، دعونا نتحدث لنقول نعم لمصر الجميلة، نعم لمصر الأصيلة، نعم لمصر الأهلي والزمالك دون تعصب.

الرياضة، مساحة رأي لاتقل عن السياسة والاقتصاد، تحتاج إلى تطوير، وإلى مخططات للتأهيل، وهنا نطالب جميعا وزارة الشباب والرياضة، والقائمين على الأندية، الاهتمام بأحوال الرياضة المصرية، الاهتمام بالبراعم والناشئين، تنظيم مسابقات لإظهار المواهب في كل شوارع مصر، فالرياضة، قوة ناعمة، إن كان العقل السليم في الجسم السليم، فإن وطن بلارياضة وطن بلا عقل سليم.