عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

نواب الصرف الصحي في مجلس الشعب


انتهت الانتخابات بحلوها ومرها، فاز من استطاع الحشد، وخسر من خدعه الحشد، لم تختلف الانتخابات عن سابقيها، حشدُ جماعي لأنصار المرشحين، لقاءات جماهيرية، تجمعات يومية، وعود برصف طرق وإنارة أعمدة، والغريب في تلك الدورة البرلمانية، هو تحدث النواب بأريحية عن قدرتهم على تغيير الصرف الصحي، من خلال إحلاله وتجديده بشكل عام، وهنا أتسائل، كمتخصص في ملف المحليات، هل النواب الحاليين المرشحين المحتملين قبل 10 أيام من الآن، يعلمون شئ عن البنية التحتية لمصر؟، هل يدرك النائب الذي نجح وتحدث عن قدرته على إحلال وتجديد الصرف الصحي، أن أزمة الصرف الصحي أزمة غير تقليدية، أزمة يصعب التعامل معها أو اختزالها في نشرة أو مجرد فضفضة مع ناخبين، الصرف الصحي مشكلة دولة، لايمكن لنائب معين أن تكون لديه القدرة على تغيير وصلة واحدة من أى قرية من أسوان حتى إسكندرية إلا وفق رؤية ومخطط الدولة.

لايهمنا أن يتحدث النائب عن الصرف أوالرصف كبرنامج، معلوم لدينا، أن مجلس النواب هو غرفة التشريع الأولى، هو بيت القوانين، هو المنبع الأصلي لتحديد قانون المواطنين، لايمكن اختزال مجلس النواب، أو أداء النائب في خدمة عامة، صحيح يتحتم عليه القيام بذلك لخدمة أهل بلده، لكن احذروا ، إحذروا أن تستنفذكم مطالب دائرتكم برصف الطرق، وتغفلون تعديل القوانين، هناك عشرات القوانين، بحاجة إلى تعديل، لابد أن يكون هناك صراع تحت قبة البرلمان، صراع بناء، صراع تنمية، لن تتأتى التنمية برصف طريق، لكن تأتى التنمية بمناقشة قانون يضمن الحفاظ على شبكة الطرق، لن تتأتى التنمية من خلال توصيل وصلات صرف صحي بشكل غير صحيح، مجاملة للنائب، وتكون النتيجة غرق الصرف وغرق المواطنين ، لكن تأتي من خلال مناقشة قانون الإدارة المحلية الذي لم يخرج للنور لأكثر من 5 سنوات.

لن تبنى مصر، من خلال نواب الصرف الصحي، لن تتغير البوصلة، بنواب الخدمات، إنما تتغير المعادلة بنائب مدرك واعي مثقف، لديه القدر الكافي من مناقشة الموازنة العامة، مناقشة القوانين بدراية وفهم، مناقشة القضايا من منطق العاقل الفاهم.

لم يعد أمس كاليوم، ولم يعد الماضي مستقبلاً، تغيرت الأجيال، وتبدلت المطالب، لم يعد الناس يقبلون بيع الأوهام، لم يعد هناك قابلية لنواب الأحلام، أصبح الجميع في مرمى التقييم، أصبح الجميع في مرمى الأحداث، فقط ينقصنا النائب الدارس، فقط ينقصنا النائب الذي نستطيع من خلاله أن نعيش السياسة، والاقتصاد، نبحر معه، ويشرق معنا، ويشركنا في كافة القوانين، بحاجة إلى نائب مُطلع، وفاهم، ومُدرك.

أعتقد أن الكراسي، عرفت نوابها، واستلم كل نائب الكرسي الخاص به، ولم يعد لدينا مجالا للحديث عن مهارات النواب، إنما هنا سنطالب النواب، بتحقيق أحلامنا، نطالبهم جميعًا أن يكونوا مدركيين للتحديات التي تواجه بلدهم، نتمنى نوابا مُدركين، نتمنى حياة سياسية تشريعية بمستوى واعي، نأمل أن يكون نوابنا الذين اخترناهم، يعرفون قيمة المجلس و قدسيته، ليس من حجم الأبهة أو المنظرة.

نطالب نحن الفئة التي لم تشارك في اختيار النواب، لغياب الثقة، أن يخذلنا كل نائب بأفكاره، أن يحرجونا بكلماتهم، أن يبهرونا بمشروعاتهم، حتى تكتمل رمانة الميزان، ويصبح لدينا مجلس نواب، ومجلس شيوخ مكتمل الأركان به من النواب مانثق فيهم،على حياتنا ونأمنهم على مستقبل أبنائنا...