عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الإضاءة على قيم الإيثار والتضحية في فيلم "Safety"

نيوز 24

”Safety“، فيلم أمريكي يروي قصة حقيقية بإبداع درامي يجسد انعكاس حياة أشخاص خاضوا المعاناة وقاتلوا بسبب ظروفهم، ليتلقوا الدعم من محيطهم مع تركيز واضح على قيم الإيثار والتضحية والصبر.

ويتطرق الفيلم لخفايا شخصية بطله ”راي“ الذي لعب دوره الممثل ”جاي ريفز“ ليسلط الضوء على معاناته وإحساسه العميق بالألم والوحدة.

وخلال مسيرة كفاحه، يواجه راي موقفا يضطر فيه إلى التوفيق بين أشياء كثيرة؛ من دراسته في علم النفس، إلى منحته الرياضية في فريق كليمسون، إلى الاهتمام بشأن أخيه الصغير ”فيمار“ البالغ من العمر 11 عاما.

وعلى الرغم من تمتع فيمار بذكاء واضح، لكنه مثير للمتاعب، بسبب نشأته غير المستقرة، إذ كانت والدته -التي لعبت دورها الممثلة أماندا وارين- مدمنة على المخدرات وتعرضت للسجن أكثر من مرة، ما رتب عبئا إضافيا على راي بعد دخوله إلى الجامعة وابتعاده عن المنزل، ولجوء فيمار إلى أصدقاء والدته المدمنين.

ومع غياب الوالدة وتشتت الطفل، يضطر راي إلى مواجهة واقعه الجديد، ليقف حائرا بين خيارين أحلاهما مر؛ فإما الحفاظ على منحته الدراسية والتخلي عن شقيقه، أو تحمل مسؤولياته العائلية التي تعيق مستقبله. وهنا يكمن عنصر التشويق ليؤدي دوره في جذب المشاهد ودفعه لمشاركة البطل في بحثه الحثيث عن التوازن.

ومهما كان خيار راي، فإنه يتلقى الدعم والمساندة من فريقه ومدربه ”براد سيمونز“ الذي أدى دوره الممثل ”جيمس بادج ديل“ وصديقته ”كيسي“ وجسدت دورها الممثلة “ كورين فوكس“.

وتتحول مشكلة البطل إلى قضية رأي عام، لتتناولها وسائل الإعلام، عاكسة تجذر الأزمة الطبقية في المجتمع الاستهلاكي الأمريكي.

وتجاري حركة الكاميرا إيقاع الزمن في بدايات المشاهد، لتتحول حركتها الدورانية إلى انعكاس لتواتر الأفكار، فنجدها ثابتة في مواطن الهدوء، ومتشنجة في مشاهدَ حاملةٍ لإيقاع سريع أو مضمون عنيف.

في العمل، كثيرة هي الأفخاخ العاطفية بتعرض الشخصيات الرئيسة لمواقف معقدة جدا وتأخذ عمقا عاطفيا وإنسانيا كبيرين فيصبح المشاهد متحمسا ويتحول من متلق للمشهد إلى جزء من القصة؛ ليتساءل، لو كنت أنا راي ماذا سأفعل؟

وينتصر الفيلم لفكرة؛ مفادها أن القوانين وُضِعت لخدمة الإنسان وليس العكس، ليكرر الجدل حول القوانين وضرورة الصرامة والتشبث بالقواعد الثابتة، أو قبول الاستثناءات واللجوء إلى روح القانون.

ومع تراكم الضغوطات وحالة الإحباط العامة والشعور بالانهيار، يندفع راي إلى المواجهة بردود أفعال اتسمت بالعنف في بعض المواطن.

ونلحظ التركيز على قيم الإيثار والمسؤولية الجماعية وتعزيز روح الفريق في معظم المواقف، ما أعطى للعمل بعدا إنسانيا واضحا.

واتسم العمل بمتانة الحوار والأسلوب الخطابي المؤثر، على غرار بيان راي أمام لجنة التحقيق الجامعية؛ قائلا إن ”الحياة التي تقويك تجعلك تظن أنك لا تحتاج لأحد، تستطيع فعل كل شيء وحدك. لم أحظ بعائلة مثالية، لطالما كنت وحدي مع أخي الصغير، وحين آويت فيمار ظننت أن الوضع لن يتغير، وأعترف أنني استخففت بمسؤولياتي كوني طالبا رياضيا“.

وأضاف: ”الأشخاص في هذه القاعة ساعدوني حين سمحت لهم بذلك، إذ رفضت معاملتي كمحتاج، لكنني أدركت خطئي، إذ اعتبروني فردا من العائلة، لذلك يقف جميعهم خلفي اليوم“.

وامتازت الموسيقى التصويرية بمجاراتها للأحداث وتناغمها مع المضمون، لتلامس الأغاني شفافية الشخصيات وصراعها الداخلي.

فيلم ”Safety“ من إخراج ريجنالد هودلين، الحائز على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وجائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم دراما، وسيناريو نك سانتورا، وموسيقى ماركوس ميلر، وإنتاج شركة ديزني بلس، 2020.