«سيدة الرصيف».. تبيع المخبوزات لمحاربة ظروف الحياة وإعالة والدتها وأبنها المعاق
على رصيف "شارع فؤاد" بمنطقة محطة الرمل بالإسكندرية، تقف السيدة "منى محمد توفيق" لتبيع المخبوزات، ويرتسم على وجهها ملامح الرضا بقضاء الله، وبكل إصرار وعزيمة وأمل تعمل بكل طاقتها، لإعالة أسرتها دون أن يتخلل لنفسها اي كلل أوملل، لتتخذ من أحد الأرصفة مكاناً لكسب الرزق الحلال.
لم تتذوق "منى'' طعم الراحة من بعد إنفاصلها عن زوجها وظلت تعمل لمدة ٢٠ عام لتوفر لأبنائها الأربعة حياة كريمة ولتربيهم تربية صحيحة، لتعول شابين أحدهم مصاب بالشلل والآخر يعمل بدون أن يكمل تعليمه، بالإضافة إلى والدتها المريضة وأبنتيها.
تقول "منى محمد توفيق" ٤٣ عاماً، والتي عرفت بسيدة الرصيف 'للـعربية نيوز' : انا من محافظة دمنهور ولكني أبيع المخبوزات في الإسكندرية، بدأت حكايتي منذ عشرون عاماً بعد إنفصالي عن زوجي، فوجدت نفسي أم لأربعة أبناء بالإضافة لوالدتي المريضة، فقررت البحث عن عمل لكي أربي أولادي، فعملت في أحد البيوت لمدة ١٥ عاماً أراعي سيدة كبيرة في السن حتى أخذتها ابنتها وسافرت بها.
وتابعت لا اعلم أي شئ عن زوجي منذ إنفصالي عنه حتى أولادي لا يعلم عنهم اي شئ، ولم يراهم أو يروه منذ ٢٠ عام، وانا اعتبره متوفي بالنسبة لي ولهم، وانا اصرف على أولادي الـ أربع ، زوجت ابنتي وأجهزة الأخرى وابني الأوسط يساعدني أحيانا في العمل ، وولدي الكبير مصاب بشلل منذ أن مرض بالروماتزم ولم اجد مالاً لعلاجه حتى تفاقمت حالته الصحية، وأنا اعيش مع والدتي وهي كبيرة في السن ، ومع ذلك تهتم بأولادي أثناء غيابي.
وتابعت بحثت عن عمل آخر ولكني لم أجد عملاً يناسبني، وكنت أتمنى أن يكون لي مشروعاً خاص بي، فأخذت سلفة بـ ٢٠٠ جنيها ، وبدأت مشروع "لبيع المخبوزات على الرصيف" بمنطقة محطة الرمل في شارع فؤاد ، ولكني أبدأ العمل من العاشرة صباحاً لأنني لست من الإسكندرية، وانهي عملي عند الخامسة مساءًا وأعود إلى بيتي.
وأضافت اشتري المخبوزات من أحد الأفران الجاهزة، واقف لبيعها ولكني يجب أن ابيع كل الأطباق حتى لا تنتظر لليوم التالي فالزبون يحب المخبوزات الطازجة، ولا يمكنني إعادة المتبقي للمخبز مرة أخرى، ويعتبر مكسبي قليل جدا من البيع، فاكسب من ٥٠ لـ ٦٠ جنيها في اليوم الواحد، بالإضافة إلى تعرضي للمضايقات من بعض الناس .
وطالبت السيدة المكافحة بأن يكون لها دخل ثابت أو كشك صغير تبيع فيه بعض المنتجات أو المخبوزات، ويمكنها أيضا الخدمة في البيوت المهم أن تعمل لتحافظ على أولادها.
