عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

د. حامد الجابري لـ "العربية نيوز": ايران تتفهم أهمية مصر.. وتوجد عقبات كثيرة تقف أمام عودة العلاقات الدبلوماسية.. و"السيسي": مصر ليس لديها علاقة مع إيران ومسئولة بشكل كبير عن الأمن القومي العربي

الدكتور حامد الجابري
الدكتور حامد الجابري

مصر وايران دولتان مهمتان ومؤثرتان في منطقة الشرق الأوسط، ونظراً لتمعتهم بإمكانيات مادية وثقافية وسياسية واستراتيجية مميزة، فإن كلا منهم ينظر الى الأخر بعين الإهتمام رغم الخلاف بينهما.

وكان للدكتور حامد الجابري نائب رئيس الحملة الوطنية لدعم الرئيس رؤية سياسية في تحليل الموقف الحالي للعلاقات المصرية الإيرانية في ظل التوترات التي تسود بين البلدين، فإلى نص الحوار..

•كيف ترى رؤية ايران لمصر وكيف تستطيع ايران الإستفادة من مكانة مصر عالمياً؟
ايران تتفهم أهمية مصر وذلك لأهمية موقعها بين الدول العربية والإسلامية وما تمتلكه من تاريخ حضاري وثقافي ومكانة إقتصادية خاصة، فهي قوة بارزة بين الدول العربية وعامل فعال في امن واستقرار دول المنطقة وبوابة للقارة الأفريقية، وتحاول ايران الإستفادة من كل هذه العوامل والمقومات لتقوية مكانتها في المنطقة ومحاولة الخروج من الحصار المفروض عليها من الجانب الغربي والأمريكي.

•كيف ترى إستفادة مصر من مكانة ايران؟
ايران لها موقع جغرافي مميز وبارز في منطقة الخليج وقربها من آسيا الوسطة وجمهوريات القوقاز، وايضا تمتلك ايران موارد هائلة من النفط والغاز، ومصر تتفهم اهمية أسواق ايران والتي يمكنها استقبال البضائع المصرية ومكانتها بالنسبة للتجمعات والكيانات الشيعية في العالم.

•كيف بدأت التوترات بين مصر وايران بالرغم من اهمية كلآ منهما؟، ومن بادر بالمقاطعة أولاً؟
بالرغم من اهمية الطرفين لكلآ منهما، واجهت العلاقات تقلبات حادة، بدءا حينما قطعت ايران علاقتها بمصر بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد واستضافة السادات لشاه إيران المخلوع محمد رضا بهلوى بعد الثورة الإيرانية، فاتبعت طهران سياسة المكايدة السياسية مع مصر، وأطلقت بلدية طهران اسم الإرهابى خالد الإسلامبولي المتورط باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات والملهم للعديد من الجماعات الإرهابية المسلحة، على أكبر شوارعها.

وأصدر قائد الثورة فى إيران آية الله الخمينى، قرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر وأصدرت الخارجية الإيرانية بيانا رسميا تفسر فيه أسباب هذا القرار وكان فى مقدمة الأسباب هو الاحتجاج على توقيع مصر اتفاقية السلام "كامب ديفيد" مع إسرائيل، وهو ما اعتبر تدخلا صارخا فى الشأن المصرى.

وواصلت ايران اتباع سياسة الإستفزاز ومحاولتها للتقرب من تيارات الإسلام السياسي، ومجدت السلطات الإيرانية الإرهابي الإسلامبولي ووضعت جدار ضخم في احد شوارع طهران وحملت صورته في عام 2001، وظهر الإسلامبولي في الصورة خلف قضبان حديدية وهو يحمل نسخة من القرآن الكريم. وقد كتب في أعلى اللوحة: أنا قتلت فرعون مصر. وفى عام 2008 عرض تليفزيون إيران فيلما وثائقيا مسيئا لمصر عن حادثة اغتيال السادات أطلق عليه "اعدام فرعون".


•شهدت المنطقة في السنوات العشر الأخيرة توقيع عدة ملفات ثنائية بين مصر وإيران، كيف ساهم التعاون الثنائي في عودة العلاقات مرة اخرى؟
في عهد مبارك عادت العلاقات الدبلوماسية، حيث تبادلت مصر وإيران منذ ذلك الوقت فتح مكاتب رعاية المصالح، فى أبريل من عام 1991، وفي العشر سنوات الأخيرة شهدت العلاقات بين البلدين توقيع عدة ملفات ثنائية وإقليمية ودولية وذلك لإلتقاء المصالح، ولكن هذا الإلتقاء لم يعيد مستوى العلاقات كاملة وطبيعية كما في السابق .

•رؤيتك لعودة العلاقات مرة اخرى بين البلدين، وما هي المعوقات امام ذلك؟
عقبات كثيرة تقف أمام عودة العلاقات الدبلوماسية، منها سياسات إيران الإقليمية التى تعرض الأمن القومى العربى للخطر، دعمها للحوثيين فى اليمن، وأيضاً دورها في العراق الذي يحول دون تحقيق توازن واستقرار سياسي حقيقي، واستخدامها الصراع الطائفي ودعم الأقليات الشيعية فى الدول العربية، وتهديد الأمن القومى الخليجى الذى يعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.

وأضاف الجابري، ان الرئيس عبد الفتاح السيسي اكد عدة مرات أن مصر ليس لديها علاقة مع إيران وأن مصر مسئولة بشكل كبير عن الأمن القومي العربي لأنه جزء لا يتجزّأ من أمن مصر القومي.

•كيف ترى مساعي ايران لعودة العلاقات مع مصر مرة اخرى؟
ايران تسعي في اعادة علاقتها بمصر باسلوب عكسي تماما لمصر اذ انها تضع العلاقات الثنائية في المقدمة وتبدأ فيها بالثقافية فالسياسية وتنتهي بالامنية، ويتبع ذلك في الترتيب التعاون على مستوي المنطقة العربية فالاقليمية ثم الدولية، وهذا ما يؤجل اقامة علاقات كاملة بين البلدين، ومصر ترى ان هذا التقارب سوف ينعكس على العلاقات الامنية لان مصر بها جماعات اسلامية قد تتأثر بالثورة الايرانية اضافة الى وجود بعض الجماعات التي لها قبول للفكر الثوري مما يسبب مشاكل لمصر.

وأضاف، فالجانب المصري وضع شروطا للثقة المتبادلة مع الجانب الايراني من خلال بعض المطالب التي ستتوقف عليها عودة العلاقات بين البلدين.

واختتم حديثه قائلا: الرئيس عبد الفتاح السيسي ذو قيادة حكيمة، وعلى الرغم لعدم لجوئه لأي ضربات عسكرية إلا انه لن يتخلى عن حماية امن الخليج لأن امن الخليج من أمن مصر والعكس صحيح.

حيث قال الرئيس السيسي فى حديث له سابق: "على شعوبنا العربية أن تبقى مدركة ولديها وعي حقيقي لما تمر به المنطقة وتتكاتف معها وتكون ظهيرا لحكامها وسندا لهم".

وأضاف "إننا بجانب أشقائنا في الخليج قلبا وقالبا، وإذا تعرض أمن الخليج للخطر وتهديد مباشر من جانب أي أحد، فإن شعب مصر قبل قيادته لن يقبل بذلك وسوف تتحرك قواته لحماية أشقائه".