عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

فيليب.. الرفيق المحبوب

نيوز 24

تلقت بريطانيا خبر وفاة الأمير فيليب، زوجة الملكة إليزابيث الثانية، الجمعة، بأسى بالغ، بسبب شعبية الأمير الذي أجمعت طبقات المجتمع كلها على محبته.


وسيتم تذكر الأمير الذي حافظ على خصوصيته بحرص، لجهوده المبكرة للمساعدة في تحديث صورة العائلة المالكة، خلال فترة التغيير الكبير بالنسبة لبريطانيا والعالم، خاصة في بداية عهد إليزابيث في عام 1952.

وامتلك فيليب سمعة طيبة في أغلب الأحيان، كما اشتهر بتعليقته الفظة وطرافته أحيانا.

الأمير اليوناني

وولد فيليب في 10 يونيو 1921 في جزيرة كورفو اليونانية، وكان الابن الوحيد للأمير أندرو أمير اليونان والدنمارك، والأميرة أليس أميرة باتنبرغ.

وأُجبر ملك اليونان، عم فيليب، على التنازل عن العرش عندما كان فيليب رضيعا، وهربت العائلة إلى باريس، حيث اشتهر فيليب بنقله إلى بر الأمان في سرير مصنوع من صندوق برتقالي.

وفي سن السابعة، انتقل فيليب إلى إنجلترا، حيث عاش في قصر كينسينغتون، الذي أصبح الآن منزلا للأمير ويليام.

وعاش فيليب هناك مع جدته، فيكتوريا مونتباتن، ثم التحق بعد ذلك بغوردونستون، وهي مدرسة داخلية في اسكتلندا.

وفي سن 18، انضم فيليب إلى البحرية الملكية وتخرج من كلية بريتانيا البحرية الملكية كطالب متدرب. وشارك في الخدمة العسكرية، وفي عام 1945 بنهاية الحرب العالمية الثانية، كان في خليج طوكيو عندما استسلم اليابانيون أمام الحلفاء.

وكان أول لقاء لفيليب مونتباتن، مع إليزابيث، في عام 1934، في حفل زفاف عائلي. ويعتبر الاثنين "أقرباء" لأن كلاهما من أحفاد أحفاد الملكة فيكتوريا.

وتبادل الزوجان الرسائل بينما كان فيليب في الخارج أثناء الحرب، ولم ير أحدهما الآخر إلا من حين لآخر. كانوا يخرجون للقيادة في سيارة فيليب الرياضية الصغيرة من نوع "إم جي"، بالإضافة إلى الرقص في النوادي الليلية في لندن.

وتزوج الاثنان في ويستمنستر، في 20 نوفمبر 1947، بحضور حوالي 2000 ضيف و200 مليون آخرين يستمعون إلى الحفل على الراديو.

وقبل الزفاف، كتب فيليب إلى إليزابيث: "أن تنجو من الحرب وتشاهد النصر، وأن تُمنح الفرصة للراحة وأن أعيد ضبط نفسي، وأن أقع في الحب تماما وبدون تحفظ، فهذا يجعل كل مشاكلي الشخصية وحتى مشاكل العالم تبدو صغيرة وتافهة لي ".

وتخلى فيليب عن لقبه الملكي اليوناني وأصبح مواطنا بريطانيا. كما منحه والد إليزابيث، الملك جورج السادس، لقبا جديدا، وهو دوق إدنبرة.

وانتهت أيام الحرية لإليزابيث وفيليب مبكرا، مع وفاة الملك جورج السادس عام 1952، بينما كانت إليزابيث، البالغة من العمر 25 عاما فقط وقتها، في كينيا، في جولة ملكية مع فيليب.

ومنذ تلك اللحظة، أصبح فيليب "رفيق" الملكة، وهو اللقب الذي يُمنح للرفيق الرسمي للملك. في هذا الدور، سعى فيليب، للعمل بلا كلل لدعم زوجته.

وفي مقابلة عام 2011 مع الإذاعة البريطانية "آي تي في"، أوضح فيليب سبب تخليه عن مهامه في البحرية البريطانية قائلا: "كوني متزوج من الملكة، بدا لي أن واجبي الأول هو أن أخدمها بأفضل طريقة ممكنة".

ومن بين إنجازات فيليب، مساعدته في تأسيس الأكاديمية الملكية للهندسة، التي تروج للتميز الهندسي والتعليم، وشغل منصب الرئيس الأول للصندوق العالمي للحياة البرية.

كما أنشأ جوائز دوق إدنبرة، وهي سلسلة من التحديات لتشجيع الشباب على خوض مغامرات في الهواء الطلق، وكان له يد في ترميم قلعة وندسور بعد حريق مدمر، ودير وستمنستر. كما شجع على استخدام اللغة الإنجليزية خارج بريطانيا في السنوات التي أعقبت تفكك الإمبراطورية البريطانية.

وقالت مؤرخة العائلة الملكية البريطانية: "قام فيليب بتحديث كل شيء ولكن ببطء، حيث واجه معارضة من الحرس القديم الذي أراد الإبقاء على كل شيء كما هو".

ومع سمعته الطيبة، لم تخل حياته من بعض التعليقات التي تعتبر حادة. وتحدث أحد أحفاده، الأمير ويليام، باعتزاز عن صراحة جده، قائلا في عام 2004 إنه "سيخبرني بشيء لا أريد سماعه ولا يهمني إذا انزعجت منه. إنه يعلم أن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب قوله ".

وبعد تقاعده من الحياة العامة في أغسطس 2017، عاد فيليب لعنواين الأخبار، عندما حطم سيارته في يناير 2019، عندما اصطدم بسيارة امرأة، ليتنازل بعدها عن رخصة قيادته.

ومع رحيل فيليب عن عمر 99 عاما، ترك الرجل الأول في بريطانيا إرثا كبيرا، ومحبة كبيرة لشعب بلاده، كما ستكون ملكة بريطانيا وحيدة في قمة الهرم الملكي، للمرة الأولى في حياتها.