عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

كيف خرج مشروع توشكى للنور؟.. مختصون يكشفون مفاجآت.. وسر عن تدمير 9 كيلو مترات جرانيت

نيوز 24



بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي له، تزايدت عمليات البحث من قبل المصريين على موقع "جوجل" عن مشروع توشكى الذي خرج للنور بعد سنوات عديدة.

وتم تدشين مشروع توشكى في 9 يناير عام 1997 عندما كان الدكتور كمال الجنزوري رئيسًا للوزراء في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ووفق دراسة نشرها الموقع الرسمي لمعهد التخطيط القومي، بعنوان "مشروع تنمية جنوب الوادي توشكى بين الأهداف والإنجازات"، أعدتها هدي صالح النمر في عام 2006، فإنه رغم إطلاق المياه في ترعة الشيخ زايد وكذلك دليل وفرعي الترعة رقم (1) و(۲) لم يتم إلا نحو 16.6% و21.9% على التوالي من الأطوال المستهدفة من الفرعين، وهو ما عزته الدراسة إلى "ضعف معدلات استصلاح واستزراع الأراضي (البالغ زمامها ۲۲۰ ألف فدان علی هذين الفرعين)".

وعن دليل فرعي رقم (۳) و(4) من الترعة (البالغ إجمالي زمامهما ۳۰۰ ألف فدان) أظهر الموقف التنفيذي للأعمال المدنية والميكانيكية والكهربائية الخاصة بهم أن معدلات إنجازها مازالت ضعيفة، وفيما يتعلق بمحطة الطلمبات الرئيسية فإنه قد تم الانتهاء من تنفيذها وإطلاقها للمياه في ۲۰ أكتوبر ۲۰۰۲ وتبلغ طاقتها التصميمة نحو 25 مليون متر مكعب مياه في اليوم، ورغم ذلك فإنه من بين 48 طلمبة مياه تضمها المحطة لم يعمل منها حتى الآن (عام 2006) غیر طلمبة واحدة، وهو ما يعزي إلى "بطء معدلات التنفيذ في أعمال الاستصلاح والبنية التحتية الداخلية والاستزراع بالأراضي المستهدف زراعتها، والتي تقدر بحوالي 540 ألف فدان.

وبحسب الدراسة، فقد بلغ ما أنفق من استثمارات حتى عام 2006 للبنية الأساسية (الترعة ومحطة المياه ومحطة الكهرباء والآبار) منذ بدء المشروع حوالي 5.9 مليار جنيه.

كما نوهت إلى أنه رغم كون الزراعة النشاط الاقتصادي القائد في منطقة توشكی ويكاد يكون الأوحد، إلا أن معدلات أداء الشركتين اللتين بدأتا هذا النشاط - على فرعي (۱) و(۲) مازانت ضعيفة حيث استزرعت شركة المملكة للتنمية الزراعية (التي أسسها رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال) نحو 1% فقط (بمساحة ألف فدان من إجمالي 100 ألف خصصت للشركة)، وهو ما أرجعته الدراسة إلى تأخُّر الشركة في تنفيذ أعمال البنية الأساسية الداخلية بتلك المساحة.

وتابعت: أما شركة جنوب الوادي للتنمية الزراعية (وهي شركة مساهمة مصرية)؛ فأدائها أفضل نسبيا، حيث استصلحت واستزرعت ما يقرب من 5.8% (تعادل نحو ۷ آلاف فدان) من المساحة المخصصة لها.

وذكرت الدراسة إلى أن غالبية العمالة المشتغلة لدى الشركتين كانت تقيم في معسكرات إيواء، وهو ما يتعارض مع الأهداف المخططة للمشروع والتي تسعى إلى جذب السكان إلى المنطقة والاستيطان والإقامة المستقرة بها، كما تبين أن المشروعات الإنتاجية الصناعية والسمكية، والخدمية (صحية وتعليمية وسياحية) لم يبدأ تنفيذ أي منها في منطقة المشروع بعد، وهو ما ساعد كذلك على عدم بدء عملية توطين السكان.


وقدّم المهندس أنور أمين، رئيس مجلس إدارة شركة للمشروعات الهندسية، شرحًا لكيفية إزالة 9 كيلومترات من الجرانيت كانت عائقًا أمام نجاح مشروع توشكى منذ تسعينيات القرن الماضي.


وقال أمين، في تصريحات تلفزيونية، إنه تم بدء في العمل منذ العام الماضي في منطقة فرع 4 بتوشكى، موضحًا أن الشركة بدأت أعمال الحفر والتبطين لاختراق المنطقة الصخرية. وأضاف، أن منطقة بطول 9 كيلومترات عبارة عن جرانيت (جبل صخر) كانت تمثل عائقًا أمام هذا المشروع، مشيرًا إلى أن وصول المياه لـ 300 ألف فدان احتاج اختراق هذا الجبل من الجرانيت؛ وهوما استدعى استخدام المفرقعات في هذه الأعمال.

وتابع أن إجمالي أعمال الحفر بهذه المنطقة 15 مليون متر مكعب، مشيرًا إلى أن الأعمال استمرت مدة 13 شهرًا، وتمت زراعة 40 ألف فدان قمح، موجها الشكر للقيادة السياسية على إرادتها في إتمام هذا المشروع رغم الصعوبات، لافتًا أن شركات الحفر ظلت تعمل 24 ساعة يوميًا لمدة 3 شهور للانتهاء من هذا العائق.

ولفت إلى أن نقل المعدات من القاهرة حتى توشكى للانتهاء من أعمال نسف الجرانيت كانت مكلفة، مؤكدًا استخدام معدات كثيرة جدًا لإتمام هذه المهمة وتوصيل المياه من أجل إتمام عملية الزراعة بتوشكى، مشيرًا إلى إعداد دراسات لإنجاح هذا المشروع.

كما قال الدكتور نعيم المصيلحي، مستشار وزير الزراعة لاستصلاح الأراضي، إن الحكومة المصرية بذلت مجهودات كبيرة طوال السنوات الماضية، لزراعة واستكمال مشروع توشكى وإخراجه للنور كما ظهر اليوم وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وفي تصريحات تليفزيونية، أضاف المصيلحي، أن وزارة الزراعة تستكشف يوميا أراضى جديدة، تمهيدا لزراعتها وعلى مستوى الجمهورية، مردفا: "مشروع توشكى يحافظ على الزراعات الاستراتيجية، مثل القمح، كما أن هناك زراعات كبيرة لإنتاج التمور".

وأكمل: "هذه المشروعات كانت متوقفة في الماضي، لعدم وجود بنية تحتية جيدة لخدمتها، ولكن اليوم نرى مصر جديدة بالفعل، بسبب أن هناك إرادة سياسية جديدة لتنفيذ هذه المشروعات ومتابعتها جيدا".