تتر فيلم العار للمخرج على عبد الخالق وثيقة تاريخية لشوارع مصر الفاطمية

تناولت الرابعة من سلسلة ارواح في المدينة والتى أقيمت بسينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية الحديث عن فيلم العار للمخرج القدير الراحل على عبد الخالق والذي يقدمها الكاتب الصحفي محمود التميمي. تحدثت عن تفاصيلها الإعلامية مروة السوري منسقة العلاقات الخارجية بنقابة المهن السينمائية في تقرير لها أكدت فيه :

فكما كانت لنجيبنا المحفوظ ثلاثية ترسم ملامح الحارة المصرية من خلال "بين القصرين ، قصر الشوق، السكرية"، كان للكاتب محمود أبو زيد والذى فى تعاونه مع المخرج على عبد الخالق أفرز فى كتابته عن حكايات شعبية معاصرة فى نهاية السبعينات وفى دخول عصر الثمانينات وبدايات الأنفتاح الاقتصادى وهم "العار،الكيف،جرى الوحوش" . ، وكيف ربط التميمي أثناء المحاضرة ما بين حادثه شارع الشواربى وشخصيات القطط السمان وبين شخوص فيلم العار كمال وعادل وشكرى والحج عبد التواب وكيف اندمج جميعهم مع الشخصيات وايضا كيف كانت للشخصيات الثانويه تأثيرها على الأحداث كمثل الدهشوم وأبو الدفاس.

تتر العار وثيقة تاريخية لشوارع مصر الفاطميه
فلقد بدأت جوله الفيلم مع موسيقى معبرة للموسيقار حسن ابو السعود مصحوبة بعدسة مدير التصوير سعيد شيمى بدأت من حى الحسين وقهوة الفيشاوى وحارة الصالحية وبيت القاضي والظاهر برقوق والغورية وسبيل محمد على وباب زويلة والباطنية وتحت الربع وعطارة الحراز موقع تجسيد الحج عبد التواب" عبد البديع العربي" للأحداث ..

ففى الإطار العمرانى البيئى والجذور الأصلية لنمو القاهرة القديمة والسلوكيات فى مثاليتها وانهياراتها ورصد نسبة المتغيرات فى الأحداث ووضع المبرر الدرامى لها ، كل ذلك كانت من خلال عيون سينمائية ثاقبة وكتابه عالية الجودة وحقيقة للتعريف بأمور واقعية وكيف كان العمل نقطة انطلاقة أثبت بها النجوم الثلاث نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمى أن فى حقبتهم الكثير من الإبداع ..

وأستكملت الإعلامية مروة السوري ان مشهد تصوير الفنان حسين وفهمى ونور الشريف وهو مشهد اعتراف نور أن والدهم تاجر مخدرات وليس عطارا فقد كان من أهم مشاهد العمل موضحا أنه أراد تصويره فى باب زويلة ولتكن الخلفية الخاصة بهم مسجد المؤيد شيخ لانه كان سجن.

وان مشهد اعتراف نور بباب زويلة هو دلاله اعدام عائلة معنويا وخاصة أن باب زويلة قديما كان يعدم به الكثير والذى يذكر منهم طومان باى وقنصوه الغورى ، كما تم تصوير المأذنتان بشكل أكبر من الأشخاص كدلاله على ضاله حجم اولاد الحج عبد التواب
واضافت ان هناك مشهد آخر للفنان نور الشريف والفنان محمود عبد العزيز كانوا يسيران على كوبرى رمسيس والذى كان بالقرب من مسجد الفتح وتم ازالته، وأكد التميمى خلال المحاضرة بالصور أن تمثال نهضة مصر كان مقره بميدان رمسيس وكان ذلك واضحاً بالفيلم وقد أمر عبد اللطيف البغدادي بنقله فيما بعد ومقره الان فى بنهاية كوبرى جامعه القاهرة.

ومن المثير أن الفنان محى الدين عبد المحسن والذى قدم دور المعلم هوبرى بأحداث فيلم العار هو من قرأ السورة القرآنية في نهاية الفيلم ، مصادفه غريبه فى الاختيار.