القمة العربية.. دعوات هامة حول ليبيا وفلسطين
أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، في كلمته أمام مؤتمر القمة العربية، اليوم الأربعاء، على ضرورة انسحاب جميع القوات الأجنبية من الأراضي الليبية.
وقال المنفي: "ندعو الأشقاء إلى تبني موقف موحد تجاه ليبيا، كما ندعو إلى تبني موقف موحد تجاه ما يتعلق بإخراج المرتزقة".
وأوضح المنفي أنه "منذ أكثر من عقد من الزمن لا يزال الشعب الليبي يتلمس طريقه نحو إعادة بناء دولته على أسس الحرية والديمقراطية والقانون، غير أن هذا الهدف ما زال محفوفا بالتحديات، محليا، إقليميا ودوليا".
ودعا المنفي الزعماء العرب إلى تبني موقف عربي موحد تجاه الأوضاع في ليبيا، وعلى رأسها رحيل كل المرتزقة والقوات الأجنبية ووقف التدخلات غير البناءة، ودعم المسار الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة.
من جانبه، أعرب ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال الكلمة التي ألقاها في اليوم الثاني من أعمال القمة العربية المنعقدة في الجزائر، عن دعم الكويت لجهود الجزائر لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وقال ولي عهد الكويت إن قمة الجزائر "تأتي وسط تحديات جسام تحيط بعالمنا العربي"، مضيفا أنه "في ظل تلك التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية المتعددة وتطوراتها المتسارعة، أضحى لزاما علينا الدفع بالعمل العربي المشترك والمزيد من التنسيق والتعاون، للتعامل معها عبر وضع تصورات واضحة تحقق الأهداف المنشودة، وتلبي طموحات شعوبنا العربية".
وجدد ولي عهد دولة الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح دعمه لحل سياسي في سوريا، كما جدد الدعوة للمجتمع الدولي لإنجاح مسيرة السلام في الشرق الأوسط للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية.
وفي كلمته خلال أعمال القمة، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى ضرورة التنسيق والتعاون المشترك وتنقية الأجواء العربية من أجل مواجهة جميع التحديات.
وقال عباس، إن "الشعب الفلسطيني وبعد 74 عاما على نكبته يعاني ويلات التشرد والاحتلال"، مضيفا أنّ "سلطات الاحتلال تتصرف كدولة فوق القانون في ظل غياب المساءلة والمحاسبة".
وطالب الرئيس الفلسطيني بدعم الدول العربية من خلال "إصدار قرار بتشكيل لجنة وزارية تتحرك على المستوى الدولي لفضح ممارسات الاحتلال".
من جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال كلمة ألقاها في اجتماعات القمة العربية بالجزائر، أن "الأمن القومي العربي خط أحمر ولا بدّ من الحفاظ عليه، وأنّ ما يهدد الخليج يهدّد العرب جميعا".
وقال السيسي أمام القادة العرب خلال أعمال اليوم الثاني للقمة، إن "تاريخ أمتنا العربية وما شهدته دولنا في الماضي القريب، يثبت أن ما يؤلم أشقاءنا في المغرب العربي، سيمتد إلى مصر ودول الخليج"، مضيفا أن "عدم الاستقرار في دول المشرق أو فلسطين ستمتد آثاره إلى المغرب العربي، كما أن تهديد أمن الخليج هو تهديد لنا جميعا".
وأضاف السيسي أن "أمننا القومي العربي هو كلّ لا يتجزأ، فيما نولي أنظارنا إلى الأخطار التي تواجه دولنا وترتبط في مجملها بتهديد مفهوم الدولة الوطنية، وتدخل قوة أجنبية إقليمية في شؤون المنطقة، وصولا إلى الاعتداء العسكري المباشر على بعض الدول العربية، هي عوامل أفضت إلى إطالة الأزمات دون حل".
ووفق الرئيس المصري، فإنّ "التحديات أثارت العديد من الشواغل المشروعة، وطرحت تساؤلات عن الأسباب التي تعيق التكامل بين دول العالم العربي والترابط الفعلي الذي يجعلنا كجسد واحد رغم التحديات التي لا يمكن التصدي لها من قبل دولة منفردة".
كما أكد الرئيس المصري أنه "يجب تبني مقاربة مشتركة وشاملة تهدف إلى تعزيز القدرات الجماعية لمواجهة الأزمات، تكون مبنية على أسس واضحة، وتقوم على تكريس مفهوم الوطن العربي الجامع ودعم المؤسسات الدستورية، بما يسهم في ترسيخ السلم الاجتماعي والحكم الرشيد وحقوق الإنسان ونبذ التعصب والطائفية، والقضاء على التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، وقطع الطريق أمام منحها غطاء سياسيا".
