عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

قمة بغداد ودلالات الحضور الإيراني


العراق الغائب عن الحضن العربى على مدار عقدين من الزمان تقريبا ، أصبح خلالهم العراق ساحة للاغتيالات ومسرحا للعمليات العسكرية من قوى دولية واقليمية ، ومع انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من العراق ، ظهر جليا الحضور الإيراني القوى على الساحة العراقية الأمر الذى اثار حفيظة وقلق الدول العربية والمجتمع الدولى .

واعتبرت طهران بغداد العاصمة الجديدة التى تقع تحت سيطرتها بعد لبنان وسوريا ، وتحكمت إيران فى كل شئ داخل الأراضي العراقية ، فحت اختيار الحكومات أصبح من مسؤوليات الحرس الثورى الإيرانى والمرشد الأعلى خامنئي .

على مدار السنوات الماضية تحاول بعض الدول العربية أن تعيد العراق إلى الحضن العربي ولكن باءت كل المحاولات الفردية للدول بالفشل ، فالسيطرة الإيرانية على مجريات الأمور تعرقل أى مسيرة إيجابية للمضي قدما نحو تحقيق خطوات إيجابية على أرض الواقع .

حتى جاءت قمة بغداد التى حضرها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، فى محاولات جاده ومشتركة مع عدد من الدول لإحتضان العراق مرة أخرى ، ولكن الجميع يعى جيدا أن إيران لاعب أساسي على الساحة العراقية ولا يمكن تجاهل هذا الأمر ، فتمت دعوة طهران فى بداية الأمر ولكنها رفضت المشاركة ، ثم وجهت إليها دعوة ثانية من رئيس الوزراء العراقى الذى زار طهران خصيصا من أجل اثناء طهران عن عدم المشاركة ، ووافقت إيران على المشاركة .

شاركت إيران بتمثيل وزير خارجيتها الجديد أمير عبداللهيان ، الذى حضر إلى العاصمة العراقية بغداد حاملا رسائل متعدده من القيادات الإيرانية .

حاول عبداللهيان من خلال حديثه التأكيد التدخل بشكل مباشر فى الشأن العراقى وكأنه أحد المسؤولين العراقيين وليس مسؤول إيرانى ، وانتقد عدم دعوة سوريا للقمة ، كما قام بمخالفة الأعراف الدبلوماسية عندما وقف فى الصف الأول بجوار الرؤساء رغم التأكيد عليه أكثر من مره قبل التقاط الصوره الرسمية ضرورة تواجده فى الصف الخلفى وليس الأمامى ولكنه ضرب بالأعراف الدولية عرض الحائط كالعادة الإيرانية ليظهر مدى السيطرة الإيرانية على العراق .

مما حدث ينطلى جليا الرغبة الإيرانية فى استخدام العراق كورقة ضغط فى التفاوض مع المجتمع الدولى وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية على أن يكون هذا التفاوض بشكل منفرد مع واشنطن وليس للدول العربية دخل فيه ، وأن إيران ستسعى جاهده بكل قوه لعدم عودة العراق إلى المسار العربي مره أخرى .