عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

القصة الكاملة لانشقاق القمر.. علماء ناسا يكشفون اللغز.. وتعليق مثير من شيخ الأزهر

نيوز 24


تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لظاهرة فلكية جديدة تتمثل في ظهور انشقاق وتصدعات على سطح القمر.

مما يُرجّح فرضيّة أن يكون هذا الجرم الأقرب للأرض قد انقسم في الماضي إلى قسمين ثم التحما، في ما يراه البعض متوافقاً مع مطلع سورة القمر في القرآن "اقتربت الساعة وانشقّ القمر".

لكن هاتين الصورتين تُظهران في الحقيقة تمزّقاً في القشرة القمريّة بسبب تقلّص كتلته مع برودة جوفه، أما "انشقاق القمر" فلا دليل عليه من الناحية العلميّة حتى الآن، وفقاً لعلماء وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".

ويظهر في الصورتين ما يبدو أنه سطح صخري فيه شقوق، وجاء في التعليقات المرافقة أن هذه الشقوق "حيّرت العلماء ولم يجدوا لها تفسيراً" وأنها "قد تكون مؤشرات" لإثبات أن القمر انشقّ فعلاً في الماضي.

وبهذا تذهب هذه المنشورات لتأييد أحد التفسيرات للآية الأولى من سورة القمر، السورة الرابعة والخمسين من القرآن "اقتربت الساعة وانشقّ القمر".

فبحسب أحد التفسيرات لهذه الآية، وما ورد في بعض المرويّات الإسلاميّة، انشقّ القمر بالفعل في زمن النبيّ لإثبات نبوّته أمام منكريها، فيما يذهب تفسير آخر للقول إن هذه الآية تتحدّث عن علامات نهاية الأزمان، وليس عن شيء وقع في الماضي بالفعل.

وفي سياق تأييد التفسير الأول، الذي يميل لتأييده أنصار "الإعجاز العلمي في القرآن"، ظهرت هذه المنشورات على مواقع التواصل بلغات عدّة حول العالم.

وبحسب وكالة "ناسا"، فإنّ الصور التي جرى نشرها تظهر في الحقيقة تمزقًا في القشرة القمرية، وذلك بسبب تقلص كتلته مع برودة جوفه.

وفي الصورتين يظهر ما يشير إلى أنّ سطح صخري فيه بعض الشقوق، إذ أوضحت التعليقات المرافقة أنّ هذه الشقوق حيّرت العلماء ولم يجدوا لها تفسيرًا، إذ إن الشقوق يمكن أن تكون مؤشرات لإثبات أن القمر انشقّ فعلًا في الماضي، وهو ما يذهب لتأييد تفسيرات الآية رقم 1 من سورة القمرة «اقتربت الساعة وانشقّ القمر».

وبالبحث والتفتيش عن حقيقة الصورتين المتداولتين من وكالة «ناسا»، تم التوصل إلى أنّه جرى نشرهما على موقع وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» في 19 أغسطس 2010، وهما تُظهران سطح القمر بعدسة المسبار «Lunar Reconnaissance Orbiter»، الذي أطلق من الأرض في 19 يونيو 2009 ودخل في مدار القمر بعد أربعة أيام.

وفي شرح الصورتين، تبين أنّ هناك تمزقًا في قشرة القمر ناتجًا عن البرودة الموجودة في الجزء الداخلي منه وتقلّصه خلال المرحلة الجيولوجية الحديثة، وعلى مرّ العصور الجيولوجيّة جاءت تفسيرات كثيرة من «ناسا» بشأن برودة نواة القمر وتقلصها وتقلص قطر القمر نحو 100 متر وهو الأمر الذي تسبب في تمزق القشرة الهشّة وتشكل بعض الندوب على السطح.

وقال عالم الفضاء براد بيلي في وكالة «ناسا»، ردًا على أحد متابعي صفحة الوكالة الذي أثار تساؤلًا عما إذا كان القمر انشق بالفعل في الماضي: «نصيحتي هي عدم تصديق كلّ ما تقرأوه على شبكة الإنترنت»، داعيًا إلى استقاء المعلومات العلميّة من مصادرها: «ليس لدينا حاليًا أي دليل على أن القمر انقسم في الماضي ثم التحم من جديد».

أما فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، له رأى سابقا عندما كان مفتيا للديار المصرية حول حادثة انشقاق القمر، والذى أكد انها من المعجزات الحسية وخوارق العادات التي ظهرت على يد النبي صلى الله عليه وسلم تصديقًا له وتأييدًا لكونه رسولًا من عند الله تعالى.

وتابع: تعريف المعجزة هو: أمر خارق للعادة يظهره الله على يد مدعي النبوة، والفرق بين المعجزة والكرامة أن المعجزة تأتي بعد التحدي بخلاف الكرامة فإنها تظهر على يد الأولياء من غير تحد.

وقد ثبت في "صحيح الإمام البخاري" (كتاب المناقب، 4/ 206) عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يريهم آيةً، فأراهم انشقاق القمر". وهذا يفيد التحدي؛ بدليل الرواية الواردة في "تفسير القرطبي" (17/ 127) وفيها: أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن كنت صادقًا فاشقق لنا القمر فرقتين، فقال: «إِنْ فَعَلْتُ تُؤْمِنُونَ؟» قالوا: نعم. وَكَانَتْ لَيْلَةَ بَدْرٍ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ رَبَّهُ أَنْ يُعْطِيَهُ مَا قَالُوا، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ فِرْقَتَيْنِ.

ويدل أيضًا على ثبوت هذه الحادثة: رواية الإمام البخاري في "صحيحه" عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم شِقَّتَيْنِ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «اشْهَدُوا». وأيضًا حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الباب نفسه: أن القمر انشق في زمان النبي صلى الله عليه وسلم. وكثير من المفسرين يميلون إلى أن في قوله تعالى في أول سورة القمر: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ [القمر: 1] إشارةً إلى هذه المعجزة، وجمهور علماء المسلمين على أن هذه الحادثة ثابتة ويقينية وأنها إحدى معجزاته صلى الله عليه وسلم الحسية.