عاجل
السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"داعش" الأوروبية


فرنسا ومعها دول أوروبا تتصور أن "داعش" يتركز في سوريا والعراق، أو أنه وغيره من التنظيمات المسلحة نتاج للشرق الأوسط بكل ما فيه من ألغاز، أو نتاج للاستبداد والقمع والفقر، لكن فرنسا ومن قبلها أوروبا استيقظت من شهور على حقائق تقول لهم: إن الشباب الأوروبي الذي يفترض أنه ولد وعاش وتعلم في المجتمع الأوروبي بديمقراطيته وانفتاحه وتعدده، من الصعب أن يشبهوا هؤلاء الآخرين في الشرق. 

لكنهم يكتشفون أن شبابهم أصبحوا قنابل قابلة في أي وقت للانفجار بالفعل وليس بالمجاز، فالذين نفذوا هجمات باريس وقتلوا 130 وأصابوا عشرات هم شباب أغلبهم مولود في فرنسا أو أوروبا، ثم أن أبرز مخططي ومنفذي هجمات باريس أوروبيين، عبدالحميد أباعود وبلال الحدفي بلجيكيان، وعمر إسماعيل وسامي عميمور، وإبراهيم وصلاح ومحمد عبدالسلام، فرنسيون، ويتوقع الكشف عن مزيد من القتلة والخلايا العنقودية التي شاركت في العملية أو جاهزة لتنفيذ المزيد من الهجمات. 

ربما يرد الأوروبيون بأنهم من أصول عربية، ويتخذ كارهو الأجانب من هذا حجة لرفض المهاجرين واللاجئين، لكن ما يقرب من ثلث المقاتلين الأجانب في صفوف داعش أوروبيون، واللغة الفرنسية لغة أساسية في الرقة بسوريا، في فرنسا يتحدثون عن خلايا عنقودية داعشية، وحديث عن ذئاب منفردة، لا يوجد حصر دقيق لأعدادهم. الذئاب المنفردة شباب تم تجنيدهم يظلون خلايا أو أفرادا نائمين صامتين حتى يتلقوا التعليمات، ثم إنهم مستعدون لتنفيذ عمليات انتحارية، وغالبًا يفضلون الموت على الوقوع في أيدي أجهزة الأمن. 

الآن تتحدث أجهزة المعلومات عن آلاف من الخلايا في أوروبا مستعدة للتحرك والقتل مثلما حدث في فرنسا، ومن لغة التهديد التي أعلنها "داعش" ضد أمريكا وباقي أوروبا يعنى الثقة في امتلاك القدرة على التحكم في مئات الخلايا، وأمس الأول تم الكشف عن سيارة إسعاف ملغمة في ألمانيا. بالنسبة لنشأة "داعش"، هناك كثير من المعلومات المتوفرة حول نشأته بدعم أوروبى كامل، ضمن عمليات دعم المعارضة السورية المسلحة، وبعد فشل الرهان على الجيش الحر، نشأت بتمويل ضخم من دول خليجية، تدعم الفكر السلفى والتكفيري، وهذه الدول أو بعضها تعرضت لعمليات انتحارية أكثر من مرة، السعودية والكويت، أمريكا كانت طرفا في تكوين التنظيمات المسلحة، وهناك تقارير عن لقاءات بين جون كيرى وأبو بكر البغدادي أو بعض من أصبحوا قيادات داعش بعد ذلك، وأن أوروبا أو حلف الناتو كانوا على اتصال بالمقاتلين من داعش والنصرة والقاعدة، في سوريا، وأيضا في ليبيا. 

ويقول محللون إن دعم المقاتلين لإسقاط القذافي أو الحرب في سوريا منحهم فرصة للنمو والتوسع في ظل تمويلات ضخمة، وكان شباب المقاتلين الأوروبيين الذين تدفقوا على داعش والنصرة في سوريا يحظون بتغطية وتمجيد من الإعلام الأوروبي باعتبارهم رسل الحرية، ولم يتوقعوا أن يعود هؤلاء الشباب لتفجير أنفسهم في فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا أو أمريكا.