جني الثمار
فوائد كثيرة لمصر من زيارة رئيس إمبراطورية الصين، حيث تعد تلك الزيارة، الأولى لرئيس صينى لمصر منذ 12 عامًا؛ لأن آخر زيارة كانت عام 2004 وهى زيارة دولية أى أن لها وضع بروتوكولى خاص، وسبب إتمام الزيارة فى يناير 2016 هو أن هذا العام سيحتفل البلدان فيه بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بينهما.. حيث اتفقت مصر والصين، على أن هذا الموعد يعد فرصة ممتازة لبدء فعاليات الاحتفال بهذه المناسبة، فضلا عن أن الزيارة ستتم فى إطار جولة للرئيس الصينى فى الشرق الأوسط والتى تأتى فى وقت حساس جدا بالنسبة للقضايا الإقليمية وفى ظل الرغبة المشتركة للتنسيق بين البلدين للعمل على احتواء ما يعصف بالمنطقة من أزمات وصراعات، فالصين مرشحة للعب دور الوسيط بين مصر وأثيوبيا، لتقريب وجهات النظر حول سد النهضة، وضمان حصول مصر على حصة غير منقوصة من المياه بعد تخزين مياه السد، وإمكانية فتح البوابات الإضافية به، التى طالبت بها مصر، وتعديل ذلك "هندسيا" فى جسم السد بواسطة الشركات الصينية المشاركة فى تصميمه، ولاسيما أن بكين "متوغلة" داخل أديس بابا، وتشارك بقوة فى بناء وتمويل سد النهضة، بالإضافة إلى العلاقات التجارية والاستثمارية الكبرى والمصالح المشتركة مع أثيوبيا.
ولعل من أهم الفوائد توقيع مشروعات بقيمة 10 مليارات دولار خلال زيارة الرئيس الصينى لمصر التى ستستمر يومين، وستقوم المؤسسات المالية الصينية بتمويلها بعدة مليارات، بالإضافة إلى فتح المجال لتعاون استثمارى أكبر، فى المرحلة المقبلة، خاصة فى مشروعات البنية الأساسية والتكنولوجيا.
أما الفائدة "الاقتصادية"، فهى مساهمة الصين فى بناء العاصمة الإدارية الجديدة فى مصر، من حيث وضع لبنات "البنية الأساسية التكنولوجية"، وإقامة مشروعات سكنية عملاقة بها وخطوط مواصلات متطورة، بالإضافة إلى تنفيذ اتفاقية أو اثنتين بشأن مشاركة شركات صينية فى مشروع الصرف الصحى للقرى الاكثر احتياجا.
ويعد التعاون المثمر فى مجال النقل مع بكين، هو الفائدة السادسة، لزيارة الرئيس تشيي جين بيج، فهناك مشروعات النقل والسكك الحديدية، بين البلدين تنتظر توقيع الرئيسان، وأهمها مشروع القطار الكهربائى فى العاشر من رمضان، وهذا المشروع أصبح جاهزا للتنفيذ والجانب الصينى أقر القرض بالفعل.
وهناك إتفاقيات متعلقة بتصنيع قمر صناعى صينى لحساب مصر، والتوقيع على اتفاقية قرض للبنك المركزى المصرى بمليار دولار لتعزيز الاحتياطى النقدى، مكاسب كثيرة من زيارة تشيى جين بيج، سوف نجنى ثمارها على المدى القريب والبعيد.
