عاجل
الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

المصلحة الوطنية


الكثيرون قد لا يتوقعون وأنا منهم بالتأكيد، بأننا أمام مجلس نيابي جديد يختلف عن المجالس النيابية السابقة. فى البداية حقق إيجابيات كثيرة منها فوز أكثر من 240 نائبًا جديدًا لأول مرة بعضوية المجلس، إضافة إلى سبعين برلمانيًا من الشباب، 72 نائبة لأول مرة في تاريخ المجلس، فوز 36 قبطيًا بعضوية البرلمان نجحوا بأصوات وتأييد أخواتهم المسلمين على المقاعد الفردية، في ظاهرة تؤكد أن مصر تعيش حالة رائعة من الوحدة الوطنية، والتكاتف والترابط تعطي مثارًا للإعجاب.

برلمان مختلف نتج عن مشاركة أحزاب سياسية تكونت حديثًا وحققت نتائج مكنتها من تصدر المشهد الانتخابي، وتأخر ترتيب الأحزاب التاريخية واختفاء بعضها وظهور نواب سابقين من أعضاء الحزب الوطني "المنحل" ومن المستقلين، باختصار إرادة الناخبين هي التي أخرجت لنا برلمانًا مختلفًا عن كل البرلمانات السابقة.

أخطر السلبيات هي إننا كنا نحلم بانتخابات حرة نزيهة شفافة بعيدة عن التزوير، لكن عندما تحقق هذا الحلم في هذه الانتخابات، لم نكن على قدر المستوى والمسئولية بمشاركة تفوق ما تم من مشاركة.

الأمر الثاني هو الدور القذر الذي لعبه المال السياسي في الانتخابات، إلى جانب نظام الانتخابات والدوائر والقوائم كان لهما نصيب من السلبية.

نحن أمام تشكيلة برلمانية غير واضحة سياسيًا، منهم من يريد أن يعيدنا إلي التنظيم السياسي الواحد، ومنهم من لا يريد الفطام عن السلطة التنفيذية ويلهث للتوحد معها، وكثر لم يحددوا مواقعهم، وأن الجميع يعشقون مصر وآخرين يرغبون في الاصطفاف صفًا واحدًا. لكن كل ذلك يؤكد أن الممارسة البرلمانية ستكون شيئًا آخر. أيضًا في حب مصر بعيدًا عن أي مصالح شخصية، وللأسف أثبتت الأيام أن المصلحة الشخصية هى سيدة الموقف.