عاجل
الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

عن التدريب والتأهيل


كل يوم تتجدد المعرفة وتتطور "التكنولوجيا" بشكل سريع جدا في كل مجالات "الحياة "،وهذا يتطلب المواكبة والمسايرة لتلك الوتيرة السريعة ومن يغفل "لحظة "يخرج عن المسار ليرتمي في أحضان "الجهل والتخلف " فتراكم الخبرات المعرفية لدي الإنسان يشابه متوالية هندسية تسير بسرعة هائلة ،والمستقبل لن يضم الجهلاء أو المتخلفين ،ولذلك اتجهت كل المجتمعات المتقدمة إلي تدريب وتأهيل كل أبنائها علي استخدام المعرفة المتاحة في "الحاضر "والاستعداد للمستقبل .

ومن خلال عملي الأكاديمي أتابع كل ما هو جديد في التقدم العلمي والمعرفي في كل دول العالم التي ترغب في "التقدم "حالياً " والريادة "مستقبلاً ،والحقيقية أن الواقع المصري مخيف والمستقبل مقلق في ظل عدم إدراك المسئولين أهمية التدريب والتأهيل ،فهناك أبحاث علمية موثقة تشير إلى تطور المعرفة بشكل رهيب في المستقبل وأن التغير المعرفي سيتضاعف كل سبعين يومًا في عام 2020 وأن المعرفة الحالية لن تشكل سوى 1% فقط من المعرفة عام 2050، إذ إن العالم أمام ثورة تكنولوجية معرفية رهيبة وإن التدريب والتأهيل سيكون الطريق الوحيد إلى المستقبل .

ولذلك أطالب مسئولي "مصر" أن يخططوا جيدا للمستقبل فمواكبة التطورات العالمية المتلاحقة والسريعة لن تكون إلي من خلال وضع قواعد علمية مناسبة وإعادة هيكلة لكل مناهج التعليم "النظري "والتدريب العملي، فمصر الدولة الوحيدة في العالم التي لم تطور مناهجها بشكل كافي للمستقبل.

وحتى نساير من حولنا ونستغل القوة البشرية الهائلة في "مصر" لا بد وأن نتسلح بالعلم الغزير والفكر المستنير والتدريب والتأهيل المتواصل ،ونرسي قواعد "العلم "علي ارضية مناسبة وقواعد ثابتة.

"مصر" تضم المواهب في كافة المجالات وهذه المواهب فطرية مورثة ولكن المواهب دون تدريب وتأهيل لن تكون مفيدة ولن تأتي ثمارها وتحقق النتائج المرجوة لأنها يلزمها اكتساب صفات ومهارات وقدرات من خلال التدريب والتأهيل العلمي المدروس والمخطط.

فالتدريب والتأهيل هو تذويد "المتدرب" في مجال "عمله وتخصصه" بالمعلومات والمهارات التي تجعله يؤدي العمل المكلف به بمهارة ويتجاوز المشاكل التي تواجه ويضع حلول علمية لها من خلال ما يتم اكتسابه من المدرب، وهو الأمر الذي ينهض بمستوى الخدمات والمهام للعاملين في الدولة.

وحتى لا يتم الخلط بين التدريب والتعليم فالتدريب مكمل للتعليم والتعليم أساسي للتدريب فلن تستطيع تدرب "جاهل" ولن تستفيد من متعلم دون تدربيه فلتدريب والتعليم بينها تكامل لتحقيقي نتائج جيدة للأعمال، والتدريب والتأهيل يسدِّ الفجوة بين التعليم النظري والتطبيق العملي.

وفي النهاية أقول إن "مصر" تحتاج إلى أمرين الأول مراجعة كافة مناهج التعليم في كل المراحل الدراسة بشكل واسع من خلال خبراء في كافة المجالات واعتقد أن منهاج المدارس الأجنبية التي تعمل في "مصر" دليل دامغ على تخلف التعليم الذي كنا في الماضي من رواده في الوطن العربي والشرق الأوسط، ثانيا الاهتمام بالتدريب والتأهيل ليكون شرطا لشغل المناصب أو التوظيف فمصر لن تنهض دون الأمرين معا.