عاجل
الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الربيع العربي في الميزان


مضى أكثر من خمس سنوات على ثورات "الربيع العربي" التي انطلقت من تونس بعد واقعة حرق "بائع الخضار "التونسي محمد البوعزيزي يوم 17 ديسمبر عام 2010 أي من حوالي خمس سنوات وأربعة أشهر.

ومرت موجة "الربيع العربي " بكل من "مصر وسوريا واليمن وليبيا"، وكانت النهاية يوم 20 أكتوبر عام 2011، عندما قتل الرئيس الليبي معمر القذافي.

ومع ذلك ظلت توابع هذه الثورات مستمرة حتى اليوم ولم نجد باحثًا أو مركزًا متخصصًا يصدر دورية بحثية شاملة تضع هذه الثورات في "الميزان "ما لها وما عليها مع الإجابة الشافية الموثقة على السؤال الدائم هل استفاد "العرب" من ثورات الربيع العربي وهل تحققت الحرية المنشودة، وهل عم "الرخاء" أرجاء الوطن، وهل وجد العدل، وهل ترسخت قواعد الديمقراطية الحقيقية وهل تعافي الاقتصاد العربي، وهل أصبح للعرب درعًا وسيفًا لمواجهة الغرب، وهل وهل وهل، أسئلة كثيرة دون إجابة حقيقية موثقة.

المشهد الواضح للجميع "انهيار" وليس تراجع الاقتصاد العربي، دمار البنية التحتية لمعظم الدول العربية، التي أصيب بثورات تشريد وقتل الملايين ودمار البلاد، وهروب العباد من الموت إلى الموت "بحرًا وجوًا وبرًا". فلاجئو سوريا والفارون من داعش "ليبيا" خير دليل على تفكك اجتماعي غير مسبوق في تاريخ "العرب"، بالإضافة إلى ظهور المذهبية والطائفية والعنصرية والتشدد والتطرف والإرهاب.

دمار "سوريا" و"ليبيا "و"اليمن "و"العراق"، انتهاء القضية الفلسطينية لصالح إسرائيل عودة الاحتلال الأجنبي لعدد من الدول العربية، ففي "سوريا "روسيا وفي "ليبيا "ايطاليا وبريطانيا وفرنسا بالإضافة الي أمريكا المحرك الرئيسي للمشهد في الشرق الأوسط.

إن ثورات الربيع العربي لو وضعت في "الميزان "على كافة الأصعدة، لأدرك "الجميع "حجم الخراب والدمار الذي حل بنا، وإن العرب يحتاجون إلى سنوات طويلة حتى تعود بلادنا إلى سابق عهدها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، فلقد تراجعنا كثيرًا ويجب على الجميع التكاتف من أجل تصحيح المسار، فعندما تقتل وتهدم وتخرب تحت مسمى الحرية والديمقراطية لن تحقق شيئًا سوى المزيد من "الخراب والدمار والقمع" المبرر، فليس "حرًا" من لا يملك قوت يومه، لأن الكلمة لا تخرج من "الرأس" إلا عندما يكون القوت من الفأس ونحن أصبحنا لا نملك قوتنا، وإن ملكناها لا نستطيع أن نحقق به اكتفاءنا الذاتي.

في الحقيقية نحن نملك منابر "كلامية " قوية ليس لها مثيل في العالم من الصحافة والإعلام و"السوشيال ميديا " منابر تهدم وتفرق فقط وتساند "الخرب "والدمار. فلقد انتهى العمل من خمس سنوات وبدأ مسلسل طويل من الجدل لا نعرف متى سينتهي.

وخاتمًا هذا جزء مقتضب من مسلسل طويل للإجابة عن بعض التساؤلات، حول ماذا جنت ثورات الربيع العربي على الشعوب العربية، أعتقد أن الموضوع يحتاج إلى دراسة متزنة من مراكز بحثية متخصصة، لرصد كل التداعيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لثورات الربيع العربي علي العرب ثم تطرح على الرأي العام وكل من يدعو إلى مزيد من الثورات، وكل من يساعد على توفير أسباب الثورة.