عاجل
الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

ظاهرة تفشي العنف البشري ضد الحيوان.. وخطورتها المستقبلية على المجتمع.. أبو الحسن: مؤشر على وجود مجرمين مستقبلًا.. فخري: تعكس مدى احتقار البشر.. الأزهر: رحمة الإسلام شملت الإنسان والحيوان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

إن الدين الإسلامي دين يحثنا على الرحمة بسائر مخلوقاته، والعطف على الإنسان والحيوان، وعلى الرغم من ذلك نجد تفشي ظاهرة العنف البشري ضد الحيوان فى المجتمع المصري ونجد بعض الشباب المراهقين والأطفال الذين يفتقرون لثقافة الرفق بالحيوان يستبيحوا دماء الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات وكأن هذه المخلوقات بلا أرواح وبلا شعور، حتى وأن هؤلاء عدماء الرحمة يعتبرون أن جمعيات الرفق بالحيوان عبارة عن مهزلة كبيرة، وما أن تنطق كلمة حقوق الحيوان أمامهم، نجدهم على الفور يسبقون بأن هناك بشر أولى بهذه الجمعيات، دون وعي وإدراك بأن الله سبحانة وتعالى وصانا على مخلوقاتة الضعيفة وأنه سيحاسبنا على أية إساءة نرتكبها فى حق الحيوان.

وأكد عدد من خبراء النفس والاجتماع ورجال الدين، أن تعذيب الحيوانات تعذيب الحيوانات مؤشر لتفشي الجرائم مستقبليًا وتعكس مدى احتقار البشر، كما أشاروا إلى أن رحمة الإسلام شملت الإنسان والحيوان. 

الاستهانة بتعذيب الحيوانات تعكس مدى احتقار البشر

فى البداية قال الدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، لـ"العربية نيوز"، إن "العنف البشري ضد الحيوانات دليل على اضطرابات شخصية أشبه بالسادية"، مشيرًا إلى أن هذه الشخصية لها جذور نفسية من بداية 4 إلى 6 سنوات.

وأوضح "فخري"، أن العنف في العقد الأول من العمر يؤثر بالتراكم على الأشخاص، ويظهر عليهم في سن 25 كأعراض نفسية، نظرًا إلى المعتقدات التى ترسخت فى وجدان الأطفال بهذا السن الصغير.

وأضاف استشاري الطب النفسي، أن اضطراب الشخصية السادية يظهر بعد سن الـ18 حتى يصل إلى حد السلوك الإجرامي، نتيجة التنشئة الاجتماعية الخاطئة التى تشوبها وسائل العقاب البدني، مشيرًا إلى أن تفشي ظاهرة تعذيب الحيوانات بين المراهقين، ترجع إلى الأسر منزوعة الرحمة من قلوبهم.

وشدد استشاري علم النفس، على أن مصير الحيوان مرتبط بمصير الإنسان فى المستقبل، موضحًا أن قيام بعض المراهقين بتعذيب وقتل الحيوانات يدل على كثرة جرائم القتل والاغتصاب مستقبليًا، مؤكدًا أن الاستهانة بتعذيب الحيوان تعكس احتقار البشر.

تعذيب الحيوانات مؤشر على وجود مجرمين مستقبلًا

ومن جانبه أكد الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة، لـ"العربية نيوز"، إن "الإنسان الذي يتعامل مع الحيوانات بعنف، مصاب بحالة من الجبن، بالإضافة إلى عدم قدرته في الحصول على حقوقه من البشر الآخرين".

وأضاف "أبو الحسن"، أن تعذيب الحيوانات والاعتداء عليها من قبل الأطفال يرجع إلى مرجعية سلوكية مكتسبة من البيئة المحيطة وسلوكيات التربية الأولية التى تسمى بخيالات الكهف عند الأطفال، لافتًا إلى أن الإنسان ابن البيئة حيث إنها أهم العوامل التي تعتمد عليها التربية، في تشكيل شخصية الطفل، وإكسابه الغرائز والعادات.

وأشار أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الاعتداء على الحيوانات هو مؤشر على وجود قاتل ومغتصب مستقبليًا، مؤكدًا أن قتل وتعذيب الحيوان لا يفرق عن تعذيب البشر فكل منهما جريمة فى حق المجتمع. 

وأكد طه أبو الحسن، أن طرق التوعية تتم فى نطاق أسري عن طريق تربية خالية من العنف والضرب المبرح خاصة من سن 10 إلى 11 سنة، حيث إن مخاطر الضرب في الأعمار الأولية للأطفال تفقدهم 38% من قدراتهم الإبداعية أو مايسمى خطأ بـ"الذكاء"، ويأتي ذلك حسب إحصائيات حديثة، فضلًا عن تحويل الطفل إلى كيان مستجيب للخشونة والعنف.

رحمة الإسلام تشمل الإنسان والحيوان

وقال الشيخ محمد زكي بدار، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن "المولي عز وجل أمرنا بالرفق بالحيوانات ونهانا عن تعذيبهم"، مشددًا على أنه لا يجوز شرعًا تعذيب القطط والكلاب والعصافير بوسائل شتى كالنار والشنق والسحل واللعب بها بطريقة عنيفة كما يفعل بعض الأطفال. 

وأضاف "بدار"، أن الراحمين يرحمهم الرحمن، مشيرًا إلى أن رحمة الإسلام رحمة عامة سواء بالإنسان أو الحيوان، مؤكدًا أنه حتى في شأن الحيوانات المفترسة، فإن رسول الله "صل الله عليه وسلم" قال: "إذا قتلتم فأحسنوا القتلى".

ونصح الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، جميع الأسر بتوعية أبنائهم وحثهم على الرحمة من صغرهم.