هالة صدقي لـ"العربية نيوز": "ونوس" سبب لي أزمة نفسية.. وأتمنى أن أكون "مذيعة"
على الرغم أنها من رائدات الكوميديا في مصر وتنفرد بمساحة خاصة لها في هذا النوع من الفن، إلا أن الفنانة هالة صدقي استطاعت أن تثبت أنها ممثلة تراجيدية من الطراز الأول، وحققت نجاحا كبيرا من خلال عملها مع الفنان القدير يحيى الفخراني في المسلسل الجاري عرضه حاليا "ونوس".
"العربية نيوز" حرصت أن تلتقي الفنانة وإليكم نص الحوار:
ما رأيك في ردود الأفعال التي تلقيتيها عن دورك في "ونوس"؟
هل تتخيلون أنى شعرت كما لو أني أول مرة أمثل، فالمسلسل عمل لي حالة من النشوة الفنية، وردود الأفعال التي تلقيتها بصدق شديد مرعبة، أخافتني من القادم، وتساؤلات تشغلني ليلا نهارا ماذا سأقدم في الفيلم أو المسلسل القادم لأظل عند حسن ظن وثقة الجمهور بهذا الشكل وأدعو الله أن يقدرني أن أظل محتفظة بهذا الحب في قلوب الجمهور.
منذ الاستقرار على اسم "ونوس" للمسلسل تساءل الجمهور عن معناه فماذا تقصدون بالاسم؟
أحب أن أقول أن كل اسم في المسلسل للشخصيات كلها مطابق في العمل لطبيعة الشخصية وعلاقتها بالشيطان وكان الاختيار للأسماء ليس عشوائيا مثلما يحدث كثيرا وهكذا كان اسم ونوس فهو يعود إلى أن الشيطان دائما معنا كالونس يحرضنا على الشر كما يمكن إرجاع الكلمة إلى الوسوسة.
قدمتي التراجيديا بشكل قوى رغم إنك كوميديانه في الأساس فكيف جاء هذا التحول؟
منذ فترة وأنا أفكر جيدا في أن أقدم تراجيديا ولكن لم أكن أتخيل أن يكون بهذا الكم في "ونوس" كما شاهدتموه، وهو مطابق للمعاناة التي تعيشها المرأة المصرية بشكل عام، فهي مسئولة عن أحمال ثقيلة في حياتها الأسرية، وللعلم فأنا بدايتي كانت تراجيدية لكني اتجهت بشكل أكثر إلى اللون الكوميدي لأني وجدت أن الجمهور مرهق بشكل نفسي كما أن معظم الفنانات كانوا لا يقتربون من منطقة الكوميدية وكأنها كانت حكرا على الرجل لذا فاعتبرت الموضوع تحدي بالنسبة لي.
قلتي في تصريح سابق أن الفن المعتمد على الكوميديا قد لا يلقى التقدير في المهرجانات؟
نعم قلت ذلك وكان قصدي أن المهرجانات في العالم العربي تقدر الفن الذي يعتمد على التراجيديا والانفعالات وأقوى دليل على ذلك هو الفنان عادل إمام فهذا العظيم الذي له مكانة خاصة في قلوبنا جميعا ويقدم فن قوى لم يحصل على جوائز لأنه كوميدي.
هل يعني هذا الكلام إنك لن تقدمي كوميديا بعد ذلك؟
لا بالطبع سأقدمها ولكن ليست هي وحدها ولكن مع أنماط أخرى من الفن لأني لا أحب النمطية في التمثيل وأن يظل الفنان على وتيرة واحده طيلة حياته الفنية فالفنان نفسه سيشعر بالملل، وسيمل معه جمهوره، وليس جيدا أبدا أن يشعر المشاهد بملل من فنانه.
حدثينا عن العمل مع الفنان القدير "يحي الفخراني"؟
بعيدا عن مشاركتي معه هذا العام في "ونوس" فأنا لا أتخيل دراما شهر رمضان من دون أن أشاهد عمل له فهو فنان قريب إلى القلب تشعر أمامه بمشاعر ألفة وحب شديدين ويكفى حضوره وضحكته وإذا تحدثت عن العمل معه فهذا يحتاج إلى مجلدات فهو والكاميرا بينهما علاقة حب وكيمياء كبيرة وإطلالته داخل موقع التصوير نفسه لها رونق خاص فيضفى بهجة وحب للعمل وحماس، ناهيكم طبعا على أنه صديقي المقرب وكان أول عمل يجمعني به منذ سنوات طويلة هو "حكاية كل يوم".
شخصية انشراح التي قدمتيها في "ونوس" صعبة؟
جدا، وأصبت بالإرهاق ليس الجسدي فقط بل النفسي لأنها شخصية مليئة بالانفعالات والمواقف والمعاناة والقسوة التي واجهتا من الكثيرين حولها وكل ذلك سبب لي حالة من الجنون.
وكيف كان تحضيرك للشخصية؟
أفادني الأستاذ عبدالرحيم كمال مؤلف العمل جدا وهو للعلم أتعامل معه للمرة الأولى، وهو كاتب العمل بشكل مشوق جدا فعقدت معه جلسات عمل عديدة ومع المخرج شادي الفخراني والأستاذ يحيى واتفقنا على كافة تفاصيل الشخصية.
هذا العام شاهدنا في دراما رمضان أعمال عديدة تعتمد على الأكشن والبلطجة فما رأيك فيها؟
لست ضدها ولكنى أحب أن أؤكد لمن يقول إنها تمثل الواقع المصري أنه مخطئ وظالم فالواقع المصري ليس بهذه الوحشية أبدا لذا فالحمد لله من خلال مسلسل "ونوس" أحببنا أن نعيد الدراما العائلية للشاشة والتي تلتف حولها الأسرة كلها.
هل عرض عليكي مسلسلات أخرى غير "ونوس"؟
نعم عرضت عليا بعض الأفكار ولكن الاختيار كان صعبا لأني كنت في مأزق لأنى قدمت مسلسل "حارة اليهود" العام الماضي، وكان عملا قويا جدا بشهادة الجميع لذا فما صدقت أن وجدت عمل بحجم "ونوس" فهو حقق الكثير من طموحاتي الفنية ووجدت نفسيه فعلا فيه.
ما هي الأعمال التي شاهدتيها هذا العام؟
شاهدت مسلسل "فوق مستوى الشبهات" للفنانة يسرا وبعض الأعمال الأخرى على مضض، وأفضل ما في بعض هذه الأعمال هي حالة التمرد خاصة ليسرا فهي انقلبت تماما وتمردت على كل ما سبق وقدمت من قبل أعمال قد تكون مثالية إلى حد كبير فصدمت جمهورها هذا العام بكل هذا الشر الذي ظهرت به والجمهور للعلم في حاجة للصدمة من الفنان الذي يحبه كل فترة.
بعيدا عن الدراما لماذا ابتعدتي عن السينما؟
يعرض على من وقت لآخر أفلام عديدة لكنها أفلام غير لائقة ولا أحب نوعيتها وبالطبع لن أذكر أسماء هذه الأعمال لكنى فضلت الابتعاد لحين أن أجد عملا يعيدني للسينما بقوة.
كثيرون من الفنانين خاضوا تجربة تقديم البرامج فهل ترفضي أن تكوني "مذيعة"؟
لا لم أرفض لكني مؤخرا اضطررت للاعتذار عن أحد البرامج لانشغالي بمسلسل "ونوس" وللعلم فالتجربة أتشوق لها جدا لأني كل فترة أحب أن يراني لجمهور بثوب مختلف وأتمنى لقاء مباشر مع جمهوري بشخصيتي الحقيقية وليست الشخصيات التي أقدمها على الشاشة فالتجربة بالنسبة لي ستكون محببة لكن شرط أن تكون فكرة البرنامج مختلفة غير مستهلكة.
من هم الفنانون في وجهة نظرك اللذين نجحوا في تقديم البرامج؟
أحب برنامج "نفسنة" الذي يقدمه الثلاثي هيدي كرم وبدية طلبة وشيماء سيف فهو برنامج يزيل الهموم وظريف كما أحببت برامج أشرف عبدالباقي جدا لأنه فنان تلقائي ومهذب.
