بعد كسر الذهب حاجز الـ500 جنيه.."المهر والشبكة" بعبع المقبلين على الزواج.."اتجوزوها ببساطة" تثور على العادات والتقاليد.. خبراء علم الاجتماع: "فشخرة كدابة"
أثار خبر ارتفاع سعر الذهب وكسره حاجز الـ500 جنيه إحباط الشباب المقبلين على الزواج، في ظل تغير الأعراف الدينية التي حثنا عليها الإسلام وتحولها إلى عادات وتقاليد بالية، فـ"المهر والشبكة" كانت هدية رمزية من قبل الخطيب لمخطوبته حتى أصبح من خلالها تحدد قيمة العروس وكأنها عملية عرض وطلب بين البائع والمشترى أو بمثابة "مزاد" يرسي على من يدفع أكثر.
بدأت تظهر مراسم الزواج بنوع من التباهي بالأموال والمظاهر الكدابة، كل تلك الأمور كانت سببًا في انتشار ظاهرة العنوسة، وإعراض العديد من الشباب عن الزواج كما اتخذها أيضًا آخرون لتهربهم من الزواج بحجة: "معييش أجيب شبكة".
وأكد الخبراء أن الشبكة أصبحت فشخرة كدابة، وبعض الأهالي جعلوها إهانة لـ"العروسة"، مشيرين إلى أن العائلات ارتكبت خطأ بأن حينما ألغوا "المهر" وبدأوا يتقاسموا الجهاز بينهم وبين بعض بتباهي بالأموال.
وفي إطار ذلك كان دشن مجموعة من الشباب مبادرة تحت عنوان "اتجوزوا ببساطة"، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث قال "كريم الدمياطي" مؤسس المبادرة، أن تلك المبادرة تأسست منذ عام 2015 بهدف الثورة على تلك العادات والتقاليد التى اعتبروها تقييدًا لآرائهم ورغباتهم، ومساعدة الشباب الغير قادر على الزواج فى إقامة عرس بسيط وجهاز بسيط مع دعم من قبل الأهل.
مؤسس "اتجوزوا ببساطة" يطالب بالتخلي عن "النيش والصيني"
في البداية قال كريم الدمياطي، مؤسس مبادرة "اتجوزوا ببساطة"، لـ"العربية نيوز"، إن المجتمع فرض على الشباب تلك العادات والتقاليد التى أجبرت الأهل أن يزوجوا أبناءهم على حساب العرف المتبع لكل عيلة من جهاز وشبكة ومهر، مشيرًا إلى أن الشباب لديهم تطلعات لشكل الزواج النموذجي.
وأضاف "الدمياطي، أن الهدف من تلك المبادرة كان تيسير عملية الزواج وكسر حاجز العادات والتقاليد التي فرضت علينا شراء أشياء للزواج ليس لها معنى كـ"النيش والصيني" وغيرهما، ولكنها تمثل عبء للمقبلين على الزواج إضافة إلى دعم من الأهل دون اعتراضهم على المستوى المادي لتلك الزيجة، موضحًا أن الزواج إذا تم بشكل مختلف عن العادات والتقاليد المتبعة في كل مجتمع أصبح هذا الزواج وصمة عار على العائلة بأكملها.
وأشار مؤسس الحملة، إلى أن أحيانًا يقف الأهل أمام رغبات أولادهم بالزواج بسبب خجلهم من المستوى الاجتماعي أمام المجتمع، وأحيانًا أخرى يكون الأهل هم الراغبون في تيسير الزواج، لافتًا إلى أن توقعات الأجيال الشابة أكبر بكثير من قدرة الأهل.
وأكد "كريم"، أن هناك بعض الشباب الذين استطاعوا أن يسيروا على مبدأ تلك المبادرة، وأن "يتجوزوا ببساطة"، مؤكدًا أن تلك الفكرة في مصلحة الأهل حيث إنها تخفف من أعبائهم.
مراسم الزواج تسودها المظاهر الكاذبة
وأوضح الدكتور طه أبوالحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، لـ"العربية نيوز"، أن شبكة العروس في الأساس هدية من الخطيب للمخطوبة، مؤكدًا أنه ليس من الأخلاق أن يشترط الأهالي على قيمتها المالية، لافتًا إلى أن مراسم الزواج بدأت تظهر بنوع من التباهي بالأموال والمظاهر الكدابة.
وأضاف "أبوالحسن"، "أن العائلات خلصوا في أن يتقاسم العريس والعروس الجهاز بينهم وبين وبعض، مؤكدًا أن هذا خطأ بائن، موضحًا أن الناحية الشرعية هي التي تحكم الزواج، والتي فرضت على الخطيب أن يقدم "مهرًا" لوالد المخطوبة، كنوع من الشكر على تربيتها".
وأكد أستاذ علم الاجتماع، أن العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة وأن بروز الأشياء المادية بها تضهي بظلالها على العلاقة العاطفية، وربما تصل إلى الطلاق، لافتًا إلى أن حالات الطلاق وصلت إلى 9 ملايين حالة خلال عام 2011، مشيرًا إلى أن الثراء بالمودة التي بها يطول عمر الحياة الزوجية، وليس بالأمور المادية.
وطالب "طه"، أولياء الأمور بالالتزام بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وتخفيف المطالب عن الشباب، وعدم الالتفات إلى الأمور المادية، مشيدًا بقول رسول الله: "لكل شيء مفتاح ومفتاح الفقير النكاح".
وتابع: "الشباب بدأت تنفق كل ما لديها من مال في تجهيزات العرس وبكده بقى الغني اللي عايز يفتقر يروح يتجوز".
"شبكة العروسة فشخرة كدابة"
وفى السياق ذاته قالت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، لـ"العربية نيوز"، إن الشبكة والمشغولات الذهبية عرف إسلامي وعبارة عن "خاتم" بسيط يقدمه العريس للعروس كـ"رمز" أو "هدية"، مؤكدة أن المجتمع المصري حولها إلى "فشخرة كدابة" بسبب المبالغ الرهيبة التي تشتري بها.
وأضافت خضر، أن من العادات الغريبة التي يتبعها بعض الأهالي مرور الشبكة على جميع الحضور بالعرس حتى يروا قيمتها، مؤكدة أن تلك العادة "إهانة" للعروس، مستنكرة المصاريف الفارهة التي تنفقها العائلات في جهاز وأفراح بناتهم وأبنائهم، مشيرة إلى أن كل تلك المظاهر الفارغة تحكمها عادات وتقاليد قبلية بالية، مشيرة إلى أن هناك العديد من المستلزمات الغير ضرورية التى ينفق عليها آلاف الجنيهات، كـ"الدولاب الفضية" المعروف بـ"النيش"
وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن كل تلك المظاهر والمتطلبات يمكن أن تتبعها كوارث، ويصبح العريس "مديون" فيما بعد، لافته إلى أن المجتمع المصري عليه أن يغير تلك المعتقادات ويتسم بـ"البساطة"، مؤكدة أن في بلاد الغرب كـ"فرنسا" وغيرها لم يلتفتوا تلك "الزفة الكدابة" في جهازهم ومنازلهم إضافة إلى أفراحهم التي نرى فيها شيء من البساطة والبهجة.