عاجل
الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

زاهي حواس في حواره لـ"العربية نيوز": التحقت بكلية الآثار صدفة.. رفضت العمل في حكومة محلب.. لعنة الفراعنة أكذوبة.. لا يوجد آثار للأنبياء في مصر.. والزئبق الأحمر "فهلوة مصرية"

زاهي حواس في حواره
زاهي حواس في حواره لـ"العربية نيوز"

التحقت بكلية الآثار بالصدفة 

رفضت العمل في حكومة محلب

لعنة الفراعنة من وحي الخيال 

علم الآثار لا يعرف الزئبق الأحمر

في الماضي، كان حديث الصحف والقنوات الفضائية، نظرًا لانتقالاته المتنوعة داخل أروقة المعابد والمقابر الأثرية في مصر، عقب اكتشافه عدد من الأماكن الأثرية أبرزها مقبرة العمال بناة الأهرام، أعقبها اختياره من قبل مجلة تايم الأمريكية ضمن قائمة أهم 100 شخصية في العالم. 

إنه الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي قرر الجلوس في مكتبه بين كتبه وأوراقه الآن، ربما ليبكي على حال الآثار المصرية والوضع التي وصلت إليه.

"العربية نيوز" التقى بالعالم الأثري الدكتور زاهي حواس، الذي كشف في حواره أن مصر تعجز عن الترويج للآثار وجلب السياح لمشاهدتها، رغم الحالة الأمنية المستقرة التي تشهدها الدولة.

وأضاف حواس أنه لا يوجد في علم الآثار بما يعرف بالزئبق الأحمر فهو مصطلح يستخدمه الكثيرون لكن في الحقيقة ليس موجود، كما أن نفس الشيء ينطبق على مصطلح لعنة الفراعنة فهي من وحي الكتاب، وإلى نص الحوار:-

ما تقييمك للوضع الحالي الذي تعيشه الدولة؟
في البداية أنا رجل أثري، ولست سياسيًا لكن كمواطن مصري أشعر بالأمان في وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أخرجنا من نفق مظلم، كما أعرب عن سعادتي في ظل المشروعات القومية التي تقام، وأشعر بأن الدولة في طريقها إلى التقدم، فالثورة أضاعت الكثير من الفرص، وتراكمت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بسببها.

كيف عرف الدكتور زاهي حواس طريقه إلى الآثار؟ 
التحقت بكلية الحقوق في البداية، لكنى لم أحبها فغيرت وجهتي إلى كلية الآداب والتحقت بقسم الآثار بالمصادفة، رغم كوني لا أحبه بسبب كراهية العاملين فيه لبعضهم البعض، ولذلك حاولت الابتعاد عنه بكل الطرق فعملت في الخارجية فترة لكن لم أستمر، وعدت إلى الآثار دون إرادتي للعمل في حفائر في الصحراء، وكان بداية عملي تحت رئاسة ما يسمى "ريس دكتور" في مجالنا وعلمني كيفية العمل، وبدأت أنظف التماثيل التي يتم اكتشافها، وفي هذه اللحظة تفوهت بأنني "عثرت على حبي".

وعندما سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية التقيت بنوابغ الثانوية العامة أذكر لهم هذه القصة، فأي قصة صغيرة من الممكن أن تتحقق لكن ما دمت تحبها.

هل فكرت في ترك مجال الآثار؟ 
في الحقيقة عندما كانت الناس تعرف إنني أثري كانوا يضحكون، لا أحد يفهم معناها وأهميتها فمن خلال عشقي للآثار أدخلته قلوب كل المصريين ولم أفكر في الابتعاد عنه فهو عشقي.

كيف انقطع نسل الفراعنة ؟
لم ينقطع نسل الفراعنة، لكن ما حدث أمر طبيعي جدًا يرجع إلى حكم الفرس في نهاية العصر الفرعوني كما حكمت الرومان 300 سنة واليونانيون قرن بأكمله، ومن ثم أتى الاستعمار واختلط الشعب بكل هؤلاء، فحياة المصريين قبل دخول التلفاز مماثلة لحياة الفراعنة من تصرفات وأساليب معيشة من أكل وشرب.

هل التاريخ يمكن أن يكرر نفسه في المستقبل؟
الناس تتعلم من التاريخ، فهو يعيد نفسه فعلى سبيل المثال ثورة 25 يناير مشابهة لثورة من 4200 عام، حيث حكم ملك صغير السن 80 عامًا حتى تغيرت الأحوال، الغني أصبح فقيرًا والفلاح يسير بسلاح بدلًا من الفأس، وزاد الفساد من الحاشية الموجودة بجوار الملك، ولذلك قامت أول ثورة في التاريخ وتبعها نهب للأهرامات، ففي الحقيقة نحن نتعلم من التاريخ.

هل مصر بها جثامين للأنبياء؟ 
حضور الأنبياء لمصر تم ذكره في الكتب السماوية لكن آثاريًا وجود جثامين للأنبياء في مقابرنا لم نجزم به حتى الآن، فنحن وجدنا 37 جثمانًا في أحد المقابر في المنيا بقرية بن حسن، وهذه الجثامين تم اكتشاف أنها من سوريا وفلسطين ورئيسهم يدعى أبيشا، وأبيشا في التوارة هو سيدنا إبراهيم.

وهناك قصة من العصر الروماني في جزيره صهيل بها تفاصيل ما حدث بين سيدنا يوسف وفرعون، وقصة سيدنا موسى ووجود اليهود في مصر من لوحة "ميرت بتاح " مدون عليها أن هناك سلام مع إسرائيل، فنحن كأثريين ليس لدينا كلام مباشر لأن الفراعنة لا تدون سوى أن الملك يهزم الأعداء ويوحد مصر السفلى والعليا ويقدم قرابين للألهة وتفاصيل دينية ليقابل أوزاريس في العالم الآخر، ووجود الأنبياء لم يكن داخل تدوينات الفراعنة، فنحن اكتشفنا 30% من آثارنا، لعلنا نجد في المستقبل ما يثبت ذلك.

ماذا عن حقيقة لعنة الفراعنة؟ 
أثير كلام كثير حول هذا الأمر عندما مات لورد كونفور بعد 5 شهور من اكتشاف مقبرة فرعونية، ومن هنا ظهرت كلمة لعنة الفراعنة، كما قام صحفي إنجليزي بمقابلة مدير مصلحة الآثار جمال محرز وسأله عن حقيقة لعنة الفراعنه فرد محرز أن هذا الأمر غير حقيقي وأكذوبة، ويذكر أن جمال محرز نفسه توفي في اليوم التالي، كما تعرضت أنا نفسي للأذى بعد كشفي على مومياء توت عنخ آمون كان سائقى سيدهس شخصًا ثم تلقيت خبر وفاة زوج أختي وعند وصولي لوادي الملوك علمت بأن سكرتير فاروق حسني وزير الثقافة السابق أنه في المستشفى غير أن الجهاز تعطل عند الكشف عن مومياء في الواحات البحرية.

لكن يمكن تفسير هذا بأن غلق المقابر لآلاف السنين ينتج عنه وجود جراثيم غير مرئية فعندما يدخل الأثري يلدغ منها فتتسبب في الوفاة، لذا عند اكتشاف مقبره أقوم بتهويتها يومين لخروج الهواء الفاسد منها ودخول الهواء النقي، وفى الحقيقة لعنة الفراعنة لا يوجد لها أي أساس من الصحة فهي محببة لدى أهل الدراما والصحافة.

وماذا عن الزئبق الأحمر؟
ليس هناك شيء اسمه الزئبق الأحمر، فيرجع ظهوره في مصر بعد اكتشاف سائل داخل مومياء بمقبرة ووضع في متحف الأقصر ومسجل باسم الحكومة المصرية، فقام "الفهلوية" باختراع الزئبق الأحمر وأنه يشفي المريض لكن لا يوجد شيء في الآثار يطلق عليه الزئبق الأحمر.

مصر الدولة رقم واحد في تهريب الآثار.. كيف نحمي آثارنا؟
في كل دول العالم يتم تهريب الآثار، لكن أثناء الثورة كان هناك حالة من الهرج والمرج في كل قطاعات الدولة، فالناس كانت تحفر في بيوتها بحثًا عن الآثار من أجل الثراء السريع، كما تم تهريب في هذه الفترة الفوضوية ما يقرب من ثلث آثارنا.

أما عن سبل حمايتها فعندما كنت وزيرًا للآثار عملنا على وجود منافذ من أجل التفتيش، فكان هناك 32 منفذًا وكنت أعطي مكافآت مالية عالية القيمة لمن يجد آثار، كما لا بد أن نعمل على التوعية والترميم والمراقبة، فوجدنا في عام الثورة مخزنة أثرية سرق منها 150 قطعة، فكان هذا أمر مؤسف لم يحدث من قبل.

كيف تعود آثارنا المنهوبة من الخارج؟
لكي يتم عودة الآثار المنهوبة من قبل الدول الخارجية نحتاج إلى قوة كبيرة جدًا فالمتحف الذي يشتري آثارًا مسروقة لا بد أن نقطع علاقتنا به، فالأمر ليس بالسهل أو الهين.

ما هي فرص عودة السياحة؟
مبدئيًا المناطق الأثريه مؤمنة على أعلى مستوى مثل الحسين وخان الخليلي وكل المناطق الموجودة في القاهرة والمحافظات، لكن نحن نحتاج إلى خطة جادة وحقيقية للخروج من الأزمة، فلا بد من عمل مجلس أعلى للسياحة وإرسال معارض قويو مثل معرض توت عنخ آمون ليأتي بالأموال من جهة والسياح من جهة أخرى، هذا الحل الوحيد لعودة السياحة.

ماذا عن رحلاتك الخارجية لدعوة العالم لزيارة مصر؟
كان من المقرر السفر للولايات المتحدة الأمريكية وشيلي وغيرهم من البلاد العالمية لكن تم تأجليها بسبب حل غرفة السياحة، وهذا يعكس الوضع الحالي للمسئولين لا أعلم كيف يفكرون، فكل دولة يحدث فيها مثلما يحدث معنا من انفجارات، على الرغم من أن الدولة مستوعبة أهمية السياحه لكن "لا تعليق" على خطة وزراء السياحة.

هل الدكتور زاهي حواس حزين لعدم وجوده في مناصب رسمية؟
على الإطلاق، فأنا أفضل من مائة وزير ففي كل بلاد العالم يستقبلونني ويحتفوا بي، وأنا من رفضت العمل العام وقد عرضت عليا الوزارة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي في حكومه المهندس إبراهيم محلب لكنني رفضت، فلدي الآن محاضرات وحفائر وكتيب وليس لدي وقت فلم أفكر ولم أحزن لهذا الأمر بل قمت بدوري الوطني، فجاء 4 وزراء من بعد ولايتي وزارة السياحة لكن لا أحد استطاع أن يعمل مثلي، فقمت ببناء 22 متحفًا ورممت الآثار الفرعونية وأعدت لمصر 6 آلاف قطعة أثرية، بجانب التوعية الآثرية التي حاولت نشرها في الدولة، فكنا نحكم العالم أثريًا.

ماذا عن خلافاتك مع الوزير محمد إبراهيم الذي جاء بعدك في الوزارة؟
لم يكن لدي خلافات مع الوزير محمد إبراهيم، بل هو كان لديه عقدة شخصية تجاهي فلا أحد يعرف أنه كان وزير الآثار، فالجميع يعرف زاهي حواس، محمد إبراهيم لم يفعل شيء كوزير آثار سوى "شرب السجاير" والتفريط في آثارنا، وعندما أرادت الولايات المتحدة عودة قناع نفرتيتي رفض إبراهيم خوفًا على الكرسي بطريقته غير المفهومة، كما كان الحال مشابه مع ممدوح الدماطي الذى عمل على اكتشافات وهمية.

وماذا عن الدكتور خالد العناني الوزير الحالي للآثار؟
الدكتور خالد العناني ليس لديه عقد مثل من سبقه وأقوم بمساعدته ومتفائل به فهو صاحب رؤية.

ماذا عن اتهامات تهريب الآثار التى وجهت إليك بعد الثورة؟
من حاولوا تشويه صورتي هم من لديهم مصلحة في عدم تواجدي وظهوري، فحاولوا تشويه صورتي لأننى حاولت أخذ حق الدولة منهم، لكنني لم ولن اتصارع معهم، فأنا أتحاور مع من لهم قيمة وليش على "شلة" من اللصوص.

ما هو الجديد في حياة الدكتور زاهي حواس؟
منذ فترة قصيرة نشرت كتاب عن مسح الموميات الملكية حول حتشبسوت ووفاة توت عنخ آمون ورمسيس الثالث، ويعتبر هذا الكتاب ذو ضجة كبيرة في العالم، وأكتب الآن كتاب كنوز الفراعنة، بجانب كتابة ثلاثة أعمدة صحف مختلفة، بجانب عمودي في مجلة حريتي.