المشير الجمسي.. مهندس حرب أكتوبر.. وخليفة سعد الدين الشاذلي
المشير محمد عبدالغني الجمسي، ثالث مشير في القوات المسلحة بعد عبدالحكيم عامر والمشير أحمد إسماعيل، قضى معظم حياتة في خدمة الجيش التي إنتهت في الخامس من أكتوبر 1978، كما صنف بأنه أحد أبرع 50 قائد عسكري في القرن العشرين.
ولد المشير محمد عبد الغني الجمسي في 9 سبتمبر عام 1921 بقرية البتانون التابعة لمحافظة المنوفية، لأسرة ريفية ميسورة الحال تتكون من سبعة أشقاء يعمل عائلها في الأراضي الزراعية بالقرية.
تعلم الجمسي تعليم نظامي قبل أن تعرف مصر مجانية التعليم بمدرسة الأقباط الإعدادية بالبتانون، أتم التعليم النظامى في مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية، وأكمل تعليمه الثانوي حينما سعت حكومة مصطفى النحاس باشا احتواء المشاعر الوطنية التي تمكنت من نفوس الشعب المصري في هذه الفترة؛ ففتحت لجميع الفئات والمستويات الإلتحاق بالكلية الحربية.
التحاقه بالحربية
عندما بلغ من العمر 17 عاما التحق بالكلية الحربية مع زمرة من الرجال اللذين كانت لهم بصمة في التاريخ المصري؛ فكان منهم: جمال عبد الناصر، وعبد الحكيم عامر، وصلاح وجمال سالم، وخالد محيي الدين، وتخرج منها عام 1939 في سلاح المدرعات.
كشكول الجمسي
تقلد عدة مهام ومناصب قبل حرب السادس من أكتوبر، وكان رئيسا لهيئة العمليات بالقوات المسلحة، وكان منوط به هو وفريقة بدراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية ليضع الخطة الهجومية، وبعدها يقدمها إلى الرئيس محمد أنور السادات والرئيس حافظ الأسد، ليقوما بإعلان الحرب وسميت هذة الدراسة بـ "كشكول الجمسي".
وعُيّن رئيسا لأركان حرب عام 1973 ليحل محل الفريق سعد الدين الشاذلي بعد عزله، بسبب ثغرة الدفرسوار التي نجحت القوات الصهيونية في اقتحامها، فأعد بعد تولية المنصب خطة لمحاصرة وتدمير الثغرة وأسماها " شـامل" إلا أنها لم تنفذ نتيجة صدور وقف إطلاق النار.
نقطة خلاف
بعد تحقق النصر بخمس سنوات تم إعفاء الجمسي من مسؤولياتة الحربية وكتب ذلك في مذكراتة بنبرة إستياء شديدة، قال فيها "حدد الرئيس الراحل انور السادات الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء 3 اكتوبر 1978 لمقابلتي في استراحة القناطر ولما كان الاستدعاء بناء على رغبة دون تحديد موضوع المقابلة فقد اخذت معي حقيبة اوراقي التي تحتوي على بعض الموضوعات الهامة عن القوات المسلحة والموقف العسكري بيننا وبين اسرائيل على افتراض انها ستكون موضوع المناقشة والبحث بعد اتفاقية كامب ديفيد، ووبعد المقابلة انتقل السادات من الحديث الاجتماعي القصير الى السياسة الداخلية ووصفها بأنها "مرحلة جديدة" تمر بها مصر. وقال: لذلك قررت اجراء تغيير شامل في مؤسسات الدولة واجهزته.
واخذت أفكر أثناء العودة في الاسلوب الصحيح لتسليم قيادة القوات المسلحة الى زميلي كمال حسن وعندما ادت وزارة د. مصطفى خليل اليمين صباح الخميس 5 اكتوبر 1978 كان ذلك هو نهاية خدمتي بالقوات المسلحة والعمل العام بالدولة، ولقد شعرت بالضيق والاسف لاختيار يوم 5 اكتوبر لاجراء التغيرات في القيادة العسكرية. ثم يتساءل الم يكن من الافضل والانسب ان يتم ذلك في يوم اخر غير اليوم الذي حققت فيه مصر وقواتها المسلحة النصر وكان لنا شرف المساهمة فيه؟".
وفاته.
توفى محمد عبد الفني الجمسي في 7 يونيو 2003 عن عمر يناهز 81 عاما.