عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

مصر لن تسقط ابدا


لأننا لم نصبح مثل سوريا واليمن وليبيا ومن قبلهم العراق والسودان واستعصينا على مخطط التقسيم الذي وضعته الولايات المتحدة بالتعاون مع الخونة من جماعة الإخوان الإرهابية وأجهزة استخباراتية في الدول الراعية للإرهاب خصوصا قطر وتركيا ، ولأننا كنا على رأس قائمة الدول المستهدفة والتي كان يراد بها ولأهلها التشرذم والتفكك ثم الانهيار والسقوط في فخ الخراب والدمار ضمن المؤامرة التي أطلق عليه الربيع العربي .

ولأننا نملك أبطالا في القوات المسلحة والشرطة يسطرون ملاحم في الوطنية سنظل نشعر بالفخر بهم مدار على التاريخ بينما يقود جيوش دول أخرى حفنة من المرتزقة المآجورين ، ولأننا لسنا مثل دول ارتضت أن تكون ضمن “ قطيع” تسير خلف دول نصبت من نفسها قوى عظمى فقد تخلصنا من الإملاءات وصارت سياستنا الخارجية مستقلة نابعة من توجهاتنا ومصالحنا دون أية ارتباطات بدول أخرى مهما كانت علاقتنا بها ، فمصلحة الوطن فوق أية اعتبارات .

ولأننا لم نسقط في مستنقع الفتنة الطائفية فنحن نسيج واحد في وطن لا يعرف الفرق بين مسلم ومسيحي ، ولأننا نعشق وطننا حتى الثمالة وتربينا على ذلك منذ نعومة أظافرنا ، ولأننا مصر سنظل شجرة مثمرة يقذفها صبية حفاة بالحجارة ومهما سقطت ثمرة وراء ثمرة ستظل الشجرة عزيزة أبية شامخة ضاربة بجذورها في أعماق الزمن .

بالطبع لا يوجد مصري وطني أصيل لم يحزن لسقوط عدد جديد من شهداءنا إثر الانفجار الذي استهدف نقطة تفتيش أمنية ثابتة بمحيط مسجد السلام في منطقة الطالبية بشارع الهرم وانضم ضابطين وأمين شرطة و3 مجندين لكتيبة الشهداء الذين يضحون بأرواحهم من أجل استقرار الوطن ، رحل أبناء مصر إلى جنة الخلد بإذن الله ، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ ، وروى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أنس – رضي الله عنه – أن النبيصلى الله عليه وسلم – قال: “ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وأن له ما على الأرض من شيء غير الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة” ، بينما من تلوثت أياديهم بدماء هؤلاء الأبطال في جهنم وبئس المصير .. قال تعالى " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " .

الحادث الذي تم تنفيذه في الهرم عن طريق تفجير عبوة ناسفة تم زرعها في مكان ارتكاز الكمين بدون شك ضمن سلسلة العمليات الإرهابية الخسيسة التي تستهدف بث الذعر في نفوس المصريين ، وتوصيل رسالة للعالم بأن مصر لا تشهد استقرارا ، ووراء هذه الجرائم الخونة والعملاء من أعداء الوطن الذين لايريدون الخير لهذا البلد فالنار تأكل قلوبهم المريضة بالحقد منذ أن أزاح الشعب جماعة الإخوان الإرهابية من الحكم ، ويسعون عن طريق التعاون مع كل من يتآمر ضد مصر إلى إسقاط “أرض الكنانة” في الفوضى ووقف خطوات الإصلاح ومنع تدفق الاستثمارات الأجنبية وتوجيه ضربة جديدة للسياحة ، المؤامرات كبيرة لكن مصر أكبر وسوف تعبر نفق هذه الأزمات إلى بر الأمان بجهد وإخلاص أبناءها .