عاجل
الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الذكرى الـ6 لثورة الغضب.. شيزوفرينيا الفوضى تسكن مصر.. و"نبيل الصفات" ينحاز لأولاد البلد

محمد حسنى مبارك -
محمد حسنى مبارك - المشير محمد حسين طنطاوى

فى الـ25 من يناير 2011 يخرج المصريين بالالآف مطالبين بتنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وبضرورة إعادة هيكلة مؤسسات الدولة بشكل يضمن تكافؤ الفرص وتحقيق العدالة الإجتماعية بين المواطنين.

وفى اليومين التاليين 26 و27 تستمر التظاهرات وتتسع دائرتها لتشمل الى جانب القاهرة عدد من عواصم المحافظات، لتأتى جمعة الغضب فى اليوم الرابع 28 يناير ويتزايد عدد المتظاهرين وتلتهب الاوضاع وتكثر الصدامات بين قوات الأمن والمحتجين، وبحلول عصر ذلك اليوم تنفلت الأمور وتخرج عن السيطرة وتهاجم أقسام الشرطة والمصالح الحكومية وتسرق المحلات والمولات وتعم الفوضى، ويخرج على المصريين الأعلامى أحمد بصيلة مقدم نشرة الأخبار بالتليفزيون المصري، ليذيع عليهم قرار الحاكم العسكرى بفرض حظر التجوال ونزول قوات الجيش الى الشوارع لمساندة ومعاونة قوات الشرطة المدنية فى تأمين الأهداف الحيوية والسفارات والبعثات الدبلوماسية وإعادة الأمن والإنضباط والحياة الى طبيعتها.

يترقب المصريون فى الشوارع وأمام شاشات التلفزيون تحركات دبابات ومدرعات الجيش، منتظرين رد فعل قواتهم المسلحة التى سرعان ما أنتشرت لتأدية مهمتها، دون أن تتدخل بشكل أو آخر في مجريات الأحداث السياسية، لتحاط بعد ذلك القوات بالجموع مرحبين بها وبموقفها الوطنى، فهى قوات الشعب ودرعه وسيفه.

وبتوالى الأحداث وتعاقبها تتجه الأنظار نحو الرجل الذى شاءت الأقدار أن تأتى به فى ظرف دقيق، أصبحت فيه سمعة الدولة المصرية وهيبتها داخليًا وخارجيًا على المحك، حيث كان أول ظهور للمشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، داخل مركز عمليات القوات المسلحة بجانب حسنى مبارك ونائبه عمر سليمان ورئيس الأركان الفريق سامى عنان.

وتتصاعد الاحتجاجات بعد ذلك وتفشل كل محاولات ومناورات مبارك السياسية فى الإفلات من مقصلة التنحي، ليرحل الرئيس الأسبق عن حكم مصر يوم 11 فبراير، مكلفًا المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة "طنطاوي" بإدارة شئون البلاد.

ويتحمل المشير المسئولية فى ظل أوضاع غاية فى الاستثنائية، ذلك الرجل الذي تخرج من الكلية الحربية سنة 1956، ثم كلية القيادة والأركان، وشارك في حرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 حيث كان قائد وحده مقاتلة بسلاح المشاة، ثم حصل بعد الحرب على نوط الشجاعة العسكري، ويتدرج في المناصب حتي اصبح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1991، ويحصل علي رتبة المشير في 1993.

لم تكن فترة السنة والنصف التى قضاها المشير محمد حسين طنطاوى على رأس هرم السلطة فى مصر بالسهلة، فقد إتحدت الظروف كلها ضد الرجل وجنوده، حيث تراجع الإنتاج وتوقفت المصانع وأنتشرت الإضرابات والمطالب الفئوية، وضرب بالقانون عرض الحائط فى ظل محاولات وزارة الداخلية النهوض من كبوتها، هذا بجانب المعركة السياسية الأخرى التى كانت على أشدها بين القوى المتناحرة على جنى ثمار الثورة.

وبين مشكلات وصراعات الداخل وضغوط وصفقات الخارج، ووسط ما يجرى فى الوطن العربى من إضطرابات تونس الى اليمن والحرب الأهلية فى ليبيا وسقوط نظام القذافى، وإندلاع الصراع فى سوريا، تنهي مصر ثلاثة إستحقاقات بدأتها بإنتخاب مجلس الشعب فى أكتوبر 2011، والذى سيطر عليه أغلبيه إستغلت أوضاعًا معينة وتعاطف معهم المصريون الذين ثاروا عليهم فيما بعد، ثم مجلس شورى لم تختلف تركيبته عن شقيقه الأكبر، وأخيرًا بتسليم مقاليد الحكم للرئيس المعزول محمد مرسى فى 30 يونيو 2012، ليكتشف أحفاد الفراعنة مؤامرة "الأخير" وجماعته بحق الوطن، ويكرروا المشهد مرة أخرى فى 30 يونيو 2013 مطالبين برحيله ومحاكمته.