أمي نبع حناني

أجهلتك دوما وكنت أظن أن وجودكي شئ باقي عادي لا يتأثر
أحزنتكي دوما وكنت أظن أن الحزن لديكي ظاهر لا يتعمق
أغضبتكي دوما وكان لوجهك بسمة رقيقة كي اتبسم
ولكني أحمق لم أدرك أن بداخلكي انسانا يبدو ملاكا يتحرك. يحمل قلبا صافي وعقلا أرقي من أن يغضب أو أن ينسى أو أن يجهل
يدفن كل معاني الغضب تجاهي ويغفر دوما
ولكني أجهل أنكي أمي ونبع حناني وهدفي الأسمي
أنني حين أبات حزينًا أري عينيكي تحمل حزني فوق يديها وتلقه خلفًا
أنني حين أبات مريضاً أري من أمي شخصًا يعلم كل علوم الطب ويلقه درسًا
انني حين تضيق الدنيا امامي اري من امي شخصا يفتح كل ابواب الرزق تجاهي بدعوة ربًا
أنني حين أري من خلفي اناسا تبغضني عند رجوعي أجد في عينيها ووجهها عوضًا
ولكني أجهل أنكي أسمي معاني الحب الصادق ولا تعرفي غرضًا
أنني حين أري من حبي انسانا يبغي مغادرتي اري من أمي حبيبة وزوجة وأم وطفلة
أري من أمي انسانه تحمل كل ألوان الأنثي لتجد في عينيا الراحة وترسم بهجة
وستعجز كل بيوت الشعر وكل الصحف في كتابي عنها
وسيقع فوق كتافي كل معاني الجهل وكل معاني الأسوء
وسأجلس بضع دقائق لأمحو كل ماضيا الأسود وسأعرف قيمة أمي وتبقي الأزهي
معذرة أمي بضع دقائق سأحاسب نفسي وأرجع
صادف إني كنت أحاسب نفسي لأعرف قيمة أمي
فوجدت أناسًا تبغي الخير تكرم أمي
ووقفت سعيدًا لكن لن أنساكي يا أمي