عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

ثورة مصر


تعد ثورة 30 يونيو 2013 نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر إذ عقد المصريون العزم على التخلص من تنظيم الإخوان الإرهابي الذي استطاع من خلال مؤامرة محبوكة وراءها أجهزة استخبارتية أجنبية من تمكين الجاسوس محمد مرسي من الجلوس على كرسي رئيس مصر ، وسرعان ما كشفت الجماعة الإرهابية عن وجهها القبيح بمحاولة السيطرة على مفاصل الدولة وزرع أعضائها في المناصب القيادية لتحقيق حلم حسن البنا الذي أسسها في عام 1928 في إرساء قواعد دولة إخوانية ترتدي عباء الدين ، بينما في الحقيقة تسعى لتحقيق أطماعها بالسيطرة على المنطقة العربية وكانت مصر هي العقبة الكبرى في تحقيق هذا الحلم .

وانتبه المصريون لخطورة ما يحاك ضد وطنهم بعدما انتشرت الجماعات الإرهابية في سيناء ، وبدأت رائحة الدم تفوح ضد كل من يعارض أعضاء الجماعة في الرأي ، فضلا عن محاولات طمس التاريخ والثقافة وتشويه الرموز وتغيير الهوية وغرس بذور الفتن والمؤامرات بين أبناء الوطن بتصنفيات دينية واجتماعية ، لم يقبل أبناء الشعب المصري استمرار “الإخوان” أكثر من عام في الحكم وانتفضوا في ثورة عظيمة شارك فيها الطفل والشاب والمرأة والرجل ، الجميع توحد خلف علم مصر ، حركهم عشق الوطن والخوف عليه من أن يتفتت ويسقط في فخ التشرذم والتفكك والصراعات التي دمرت عددا من الدول العربية الشقيقة .

لكن أفراد “الجماعة” الذين يتلقون الأوامر من التنظيم الدولي الإرهابي لم يقبلوا قرار الشعب المصري الذي لفظهم وطالبهم بالرحيل من دون عنف ، وأعلن عدد من القيادات الإخوانية في تصريحات تليفزيونية وبعبارات تحمل إصرارا وثقة تصل إلى حد الصفاقة والبجاحة أنهم لن يتركوا مناصبهم إلا بالدم وأن الإرهاب في سيناء لن يتوقف إلا بعودة مرسي للحكم ، وبدأ يتساقط الشهداء من خيرة شباب الوطن من أبناء الجيش والشرطة في هجمات إرهابية انتقلت بعد ذلك لعدد من المحافظات ، وبعد عجزهم عن كسر صمود المصريين وجيشهم العظيم ، خططوا لاستهداف الأقباط في محاولة أخيرة لتفجير فتنة طائفية لكن المصريين أدركوا هذا المخطط الشيطاني لتمزيق وحدتهم ، وانتفضوا يدا واحدة للتأكيد على قوة النسيج الوطني وأجهضوا المكائد التي حاول المتآمرون تدبيرها لبلدهم .

وبعد أربعة أعوام على ثورة 30 يونيو تقف مصر صامدة في وجه الإرهاب الذي تمكن من دول شقيقة فدمرها وشرد أبنائها ، لذا فإن التحية واجبة لرجال مصر من أبناء القوات المسلحة والشرطة الذين يضحون بأرواحهم من أجل الاستقرار والأمن ، وتحية لكل أم فقدت فلذة كبدها من أجل أن يظل الوطن مرفوع الرأس ولا تدنس أرضه بقدم أي معتد ، التحية لابن مصر البار الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا الرجل الذي تصدي للتنظيم الإخواني الإرهابي في فترة حالكة السودا في تاريخ مصر ولولا شجاعته ومن خلفه أبناء مصر والجيش والشرطة لكان مصيرنا حاليا مثل الدول التي يحلم أبنائها فقط أن يعودون لديارهم التي وقعت أسيرة في أيادي التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي انتشرت على نحو غير مسبوق بزعم إزاحة نظم عربية ديكاتورية ، بينما هم في الحقيقة مجرد أداة لتنفيذ مخططات أجنبية لتدمير العرب وللأسف ساندهم بعض العملاء الخونة الذين لا يعرفون معنى وقيمة الوطن لأن ولاءهم للجماعة ومرجعيتهم المرشد .

دعونا نستلهم من روح 30 يونيو العبرة والعظة لتخطي الصعاب ، فعدد كبير من المصريين لم يكن يتوقع “خلع” الجماعة من حكم مصر لكن بالتصميم والإرادة تم إزاحتهم وهم الآن في السجون انتظارا لحبال المشانق التي يستحقونها جزاء لما اقترفوه من جرائم بحق الأبرياء ،

نعم نمر بظروف اقتصادية صعبة والأسعار في ارتفاع ونعاني من ضغوط الحياة لكن يجب أن ندرك أن مصر عانت خلال الأعوام الماضية من حصار اقتصادي كبير من الدول المتآمرة لإسقاطنا فقد تم توجيه ضربات لقطاع السياحة والاقتصاد والاستثمار لذا فالتعافي سيأخذ وقتا طويلا ، لا ادافع عن السيسي لأن تاريخه الوطني وإنجازاته الكبيرة خلال الأعوام الثلاثة الأولى في فترة حكمه كفيلة أن ترد على كل يهاجمه لكن في الوقت ذاته نطالب الرئيس أن يتفهم غضب المواطنين من الضغوط التي يتعرضون لها بسبب الارتفاع المستمر للأسعار وكان آخرها تحريك أسعار الوقود الذي يأتي ضمن برنامج الحكومة فى الإصلاح الاقتصادى ودعم برنامج الحماية الاجتماعية لكن في النهاية المواطن لا يريد إلا راتب مناسب يكفل له ولأسرته حياة كريمة , نأمل تخفيف الضغوط على المواطن بحلول ناجزة بحيث تصل سريعا للمواطن الذي لا يفهم في النظريات الاقتصادية المعقدة ولا فلسفة المسؤولين وخبراء المال ورجال الأعمال .