عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

كيف تحمي عقلك من أخبار "فيس بوك" الفشنك؟

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

في عصر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي باتت الأخبار المزيفة تحاوطنا في كل مكان، لدرجة أننا بتنا لا نفرق بين الأخبار الحقيقية والكاذبة، وكثيرون منا يقعون ضحية هذه الأخبار دون أن يعلموا ذلك، فكيف تحمي نفسك من الأخبار المزيقة في عصر السوشل ميديا؟.

أجرى باحثون من معهد ماساتشوستس MIT في كامبردج دراسة حلّلت المعلومات على موقع تويتر لمعرفة ما الذي يحظى بإقبالٍ أكثر وطرحوا سؤال: هل هو الخبر الحقيقي أم المزيف؟ وفحص الباحثون أيضًا 126 ألف منشور من الأخبار المُتنازع عليها التي غرّدها ثلاثة ملايين مستخدم خلال فترة من الزمن، ووجدوا أنّ الأخبار المزيّفة تصل لأشخاص أكثر، وتنتشر أسرع من الأخبار الدقيقة.


أشار الدكتور مارك وايتمور، البروفيسور المساعد في نظم الإدارة والمعلومات في جامعة كينت بأيوايوي، في مؤتمر الجمعية الأميركية لعلم النفس لهذا العام إلى ما يُدعى بالانحياز التأكيدي وهو السبب الرئيس وراء الانجذاب للأخبار المزيفة. يشير هذا المصطلح إلى ميل الأشخاص لقبول المعلومات التي تؤكد معتقداتهم السابقة ولتجاهل المعلومات التي تتعارض مع تلك المعتقدات. وتشرح الدكتورة إيف وايتمور، عالمة النفس التنموي في رابطة علم النفس الغربي، أن هذا الانحياز يتكوّن في عمر مبكّر، كما هو حال الطفل الذي يتعلّم التمييز بين الخيال والواقع. ويقول الباحثون إن الأطفال أثناء نموّهم وبلوغهم فترة المراهقة يطوّرون مهاراتِهم الفكرية النقدية الخاصّة بهم، ويبدؤون بطرح الأسئلة على أهاليهم وعلى الأشخاص المحيطين. ولكنّ ذلك يؤدّي غالبًا إلى قلقٍ وصراعات غير مناسبةٍ لمستواهم النفسي ومن هنا تأتي العقلانيات المنحازة.

إحدى طرق تقليل الانجذاب الى الأخبار المزيفة، بحسب الدراسة، هي تخفيض حدة القلق الذي يجعل الانحياز التأكيدي طريقة سهلة. أي أن مشاهدة الكوميديا أو السخرية السياسية مثلًا في آخر الليل مع عدم تعديل أو تغيير المصدر المسبِّب للضغط قد يقلّل من مستوى الضغط والقلق المرتبط بهذا. وهناك شيء أخر هو التسامي، أي تحويل مشاعرك السلبية لشيء إيجابي، مثل الترشّح لمنصب أو حل اعتراض أو التطوّع في قضية اجتماعية، وذلك لأن الجهد الواعي لسماع وجهات النظر الأخرى يمكن أن يساعد في تعديل الآراء وجعلها أقلّ تطرّفًا، كما أن تطوير درجة أكبر من الشكّ عند الأطفال، من خلال تشجيعهم للسؤال عن السبب وطرح الأسئلة، يُقلّل الانحياز. بإختصار، تدريب العقل على التفرقة بين الأخبار الحقيقية والمزيفة يبدأ من التربية، كما أن متابعة الأخبار متنوعة المصادر يجعلنا عقلنا يدرك ويحلل الأخبار أكثر، ولذلك لا يجب متابعة الحسابات في السوشل ميديا التي ترضي أراءنا السياسية والإجتماعية فقط بل يجب تنويع مصادر الأخبار، كما أن الحوار ومشاركة الأراء المتنوعة والمختلفة في المجتمع يجعلنا أكثر إنفتاحًا على الأراء المختلفة.