عاجل
الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

إصدار مصري يستشرف توقعات الإقليم والعالم 2019

نيوز 24

أطلق المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة في الأول من يناير 2019 إصدارا سنويا باللغتين العربية والإنجليزية، يحمل عنوان:" توقعات 2019.. إستشراف مصري لأبرز قضايا الإقليم والعالم". ويستهدف الإصدار- وفقا للمدير العام للمركز المصري خالد عكاشة- تطوير القدرة البحثية المصرية على التنبوء بالاتجاهات والظواهر، في ظل عالم معقد يحفل باللايقين والتغييرات المتلاحقة، وهو ما يصب في تنوير الرأي العام، وتنمية القدرة على رسم السياسات الاستباقية المصرية تجاه الإقليم والعالم.

ويشمل الإصدار 13 قضية رئيسية، يفتتحها الدكتور عبد المنعم سعيد المستشار الأكاديمي للمركز المصري برؤية استشرافية حول مصر والبيئة العالمية والإقليمية في 2019. ثم ينتقل الإصدار إلى استشراف المسارات المحتملة لتنظيمات الإرهاب، إذ يتوقع بروز نقاط ساخنة وأدوات قتالية متطورة خلال العام الجديد قد تأخذ زخما أكبر لجهة كثافة عمليات الإرهاب، خاصة في أفريقيا وآسيا. وبرغم أن الصراعات الداخلية العربية ( ليبيا وسوريا واليمن) انخفضت حدتها نسبيا، فإن الإصدار يذهب إلى أن التسويات السياسية قد تظل قيد التشكل في العام 2019.

مع احتمال طرح الولايات المتحدة ما يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن" خلال العام الجديد، يطرح الإصدار الاتجاهات المتوقعة، حول تسوية القضية الفلسطينية إذ يتوقع أن تبتعد خطة السلام الأمريكية المحتملة عن مطالب العرب، تأسيسا على موقف واشنطن من قضيتي القدس المحتملة واللاجئين، ما قد يفرض على القمة العربية المقبلة تبني موقف موحد تجاه تلك الخطة إذا طرحت رسميا.

فرصة القيادة، ولأن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي في العام الجديد، فإن الإصدار يطرح الفرص والتحديات أمام القاهرة عند قيادتها لهذا الاتحاد، لاسيما وأن ذلك يأتي في بيئة إقليمية متغيرة تشهد مؤشرات إيجابية أفريقية.

ويرصد الإصدار اتجاهات التسلح الإقليمي متوقعا استمرار دول المنطقة في تطوير قدراتها الدفاعية، وتوطين الصناعات العسكرية، والسعي لبناء هامش تنوع مصادر التسلح بالمنطقة، في ظل بقاء مسببات الفوضى الإقليمية، وعدم القدرة على إقرار السلام.

تحظي كذلك سياسات القوى الإقليمية غير العربية ( إسرائيل، تركيا، إثيوبيا، إيران) تجاه المنطقة بأهمية لدى الإصدار، إذ يتوقع انكماشا متفاوتا لتلك القوى، وبحثا عن مسارات بديلة لممارسة النفوذ، بفعل ما تتعرض له من أزمات داخلية وضغوطات خارجية. 

وبينما تتصاعد مساع تشكيل ترتيبات وتحالفات أمنية تعكس واقع توازنات القوى في البحر الأحمر وشرق المتوسط، يرى الإصدار أهمية استمرار سياسة مصر في ترسيم الحدود البحرية خلال العام الجديد، خاصة في ظل صعودها كلاعب إقليمي في مجال الطاقة.

وبرغم تصاعد التنافس العالمي بين القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا والصين، إلا أن الإصدار يتوقع أن يكون ذلك التنافس أقل في الشرق الأوسط، مقارنة بمناطق أخرى، مثل، آسيا وأفريقيا وأوروبا. ومع ما أحدثه الاحتجاجات الفرنسية من هزة للسياسة الأوروبية، يتوقع الإصدار تنامي المأزق الداخلي للدول الأوروبية وتصاعد التيارات الشعبوية، وتزايد الفجوات بين الدول القائدة للاتحاد الأوربي.

اقتصاديا، يطرح الإصدار توقعاته بخصوص قضيتين، أحدهما، تتعلق بنمو الاقتصاد العالمي، حيث تسود التوقعات المتشائمة لذلك النمو في عام 2019، بسبب النزاعات التجارية العالمية والسياسة النقدية الأمريكية، أما الأخرى فتتعلق بالنفط العالمي، حيث إن ثمة عوامل حاكمة للأسواق وتوقعات سعر النفط في العام الجديد، من بينها، الموقف الأمريكي من صادرات إيران النفطية.

أخيرا، يلقي الاصدار الضوء على التفاعلات السيبرانية، حيث يتوقع بروز اختبار الثقة السيبرانية بين الشركات والمستخدمين، على خلفية أزمة تسريب البيانات، وانتهاك الخصوصية، كما يتوقع تصاعد معارك الجاسوسية الاقتصادية، على خلفية المنازعات التجارية المحتدمة بين الصين والولايات المتحدة.

شارك في عمل هذا الاستشراف نخبة متميزة من خبراء ومستشاري المركز، من مختلف التخصصات وهم: د. حسن أبو طالب، د. جمال عبد الجواد،، اللواء محمد إبراهيم، اللواء د.محمد مجاهد الزيات، د.محمد كمال، د. توفيق أكليمندوس. أ.مجدي صبحي، د.نهى بكر، د.محمد فايز فرحات، د.خالد حنفي علي، د. دلال محمود د.أحمد أمل، أ.سعيد عكاشة. أ. محمد جمعة، ، أ. عزت إبراهيم، أ. أحمد عليبة، أ.عمرو عبد العاطي.

قد اعتمد الفريق في بناء هذا الاستشرف، والاتجاهات الاستراتيجية المتوقعة، على متابعة دقيقة لسلوك الفاعلين الإقليميين والدوليين، وتطور مجموعة الظواهر الإقليمية والدولية الأساسية، تبعها سلسلة من النقاشات الجماعية المكثفة خلال الشهرين الأخيرين من عام 2018 ، بشكل يضمن بناء هذا الاستشراف على أسس علمية وأخذا في الاعتبار حالة التداخل والاعتماد المتبادل بين الظواهر الإقليمية والدولية. عاون فريق العمل الأكاديمي من خبراء المركز مجموعة متميزة من شباب الباحثين الذين لعبوا دورا مهما في تجميع المادة العلمية وبناء السلاسل الزمنية لتطورات عام 2018.