القناة بعيون غربية
سأكتفي بهذا المقال بذكر ما نشرته الصحف الغربية عن قناة السويس الجدية وأثرها الإيجابي على مصر. في البداية، أكدت مجموعة "ميرسك" الدنماركية، التي تملك "ميرسك لاين" أكبر شركة للنقل البحري للحاويات في العالم، والتي توقعت أن تستفيد من توسعات قناة السويس الجديدة، أن توسعة القناة كان قرارًا استراتيجيًا ستظهر آثاره الإيجابية على إيراداتها في الأجل المتوسط"، وأنه سيكون أمرًا حيويًا لحركة الملاحة العالمية، خاصة أعمال الشحن بين جنوب شرق آسيا وأوروبا، التي تعد الأنشط عبورًا في القناة.
وقالت صحيفة "جورنال أوف كوميرس" الأمريكية: إن "الجزء الثاني في القناة الجديدة سيقلل مخاطر توقف الحافلات في حالات الطوارئ" والنسبة الأكبر من تجارة "ميرسك تمر" بين آسيا وأوروبا، بما يمثل 40% من إجمالي تجارة المجموعة، وكانت "ميرسك" قد أعلنت في مارس 2013 عن نقل عمليات الشحن الخاصة بها بين آسيا والشاطئ الشرقي للولايات المتحدة إلى قناة السويس، بدلا من قناة بنما، مع اتجاه الشركة للاعتماد على شاحنات أكبر في الحجم لتوفير التكلفة والوقت.
قال محلل الملاحة نيل دايفدسون: "إن الوقت عامل من عوامل كثيرة، تؤثر على النتائج النهائية"، وأشار لصحيفة "الفاينانشال تايمز" إلى أن "معظم عبور شاحنات الحاويات بين أوروبا وآسيا، يتم بالفعل عبر مصر، واعتبر ديفيدسون، أن تخفيض زمن العبور في القناة يزيد من جاذبيتها، لكن تنافسيتها سترتبط أيضًا برسوم العبور "إذا افترضت أن الرسوم على نفس مستواها الحالي أو أقل، هذا سيزيد الجاذبية".
فوفقًا لتقرير نشره موقع وكالة الملاحة "كامبياسو أند ريسو"، التي يقع مقرها في موناكو، فإن المجرى الملاحي لن يتم تعميقه للسماح لناقلات الخام الكبيرة المحملة بالكامل بدون عملية نقل الخام من خلال أنبوب سوميد، وبحسب بيانات موقع قناة السويس، فإن القناة لا تستطيع أن تمرر إلا نحو 62% من ناقلات البترول، ويبلغ أقصى حجم تسمح القناة بعبوره في الوقت الحالي غاطس 66 قدمًا، وتستهدف التوسعات الأخيرة، أن يكون هذا الغاطس متاحًا في جميع أجزاء القناة.
ونشرت صحيفة "The Guardian" أن التوسع الجديد أضيف ممرًا بحريًا للقناة الحيوية، مما سيقلل وقت انتظار السفن المارة، وقال الأمين العام للغرفة الدولية للنقل البحري، "بيتر هينكليف": "إن التوسعة الجديدة للقناة إنجاز بالمقاييس العالمية، وقد تم الانتهاء من إضافة الممر البحري الجديد خلال وقت قصير، ومذهل إن المشروع الجديد كلف 8 مليارات دولار، ومن المنتظر أن تصل عوائد الممر البحري الجديد إلى 13.2 مليار دولار بحلول العام 2023 بدلا من 5.3 مليار دولار، وهي أرباح قناة السويس الحالية، مضيفة أن عدد السفن المارة من القناة سوف يصل إلى 97 سفينة يوميًا بحلول العام 2023 بدلا من 49 سفينة.
وأضافت الصحيفة نقلا عن "أنجوس بلير" الخبير الاقتصادي بمعهد Signet المتواجد بالقاهرة، أن المشروع الجديد انتهى في وقت قياسي، بسبب توافر الإمكانيات والموارد البشرية والمالية.. وللحديث بقية.
