وليد سيد خبير التأمين الإستشارى لــ "العربية نيوز": تطبيق معايير إدارة الأخطار العالمية.. ضرورة ملحة فى السوق المصرى
يمثل تكرار ظاهرة إنتشار الحرائق فى مصر أكبر تهديد لجهود الدولة فى تحقيق النمو المنشود والإزدهار الذى نحلم به جميعا لإقتصادنا القومى ، وفى الوقت الذى يتسابق فيه كبار المستثمرون المصريون والعرب والأجانب لتوفير الحماية التأمينية على إستثماراتهم فى مصر على تنوعها خوفا من تعرضها لأى أخطار وفى القلب منها أخطار الحرائق ، نجد ملايين المنشأت الصغيرة والمتوسطة إن كانت تجارية أو صناعية بعيدة كل البعد عن الحماية التأمينية ، ومن ثم فإنها فى حال تعرضها لخطر مثل خطر الحريق ، فإنها تتعطل وتتوقف عن العمل إلى جانب تشريد ألاف العاملين فى هذه المنشأت نتيجة عجز أصحابها عن إعادة منشأتهم إلى ماكانت عليه بسبب عجزهم المالى .. كيف نوقف ظاهرة الحرائق التى تطل علينا بين الحين والأخر ، وماهو دور كل من الدولة وقطاع التأمين وأصحاب المنشأت أنفسهم ؟ .. هذه الأسئلة وغيرها طرحتها "العربية نيوز" على خبير التأمين الإستشارى بهيئة الرقابة المالية ونائب رئيس لجنة الحريق بالإتحاد المصرى للتأمين وليد سيد طارحا علينا رؤيته والحلول المقترحة .
بداية يقول وليد سيد : شهدت مصر خلال الأيام الماضية حريقين كبيرين كانا حديث وسائل الإعلام كلها وهما حريق سوق التوفيقية بوسط العاصمة والذى أدى لإحتراق أكثر من 14 كشكا ومول كبير إلى جانب خسائر مالية كبيرة ، وحريق برج الدائرى والذى ظلت النيران مشتعلة فيه لأيام . ولو سألنا عن سبب هذين الحريقين لعرفنا على الفور أن ورائهما غياب وسائل الحماية والوقاية طبقا لإشتراطات الأمن الصناعى ، وغياب التأمين لأن من الشروط الأساسية قبل إبرام وثيقة التأمين التقرير الذى يعده خبير المعاينة من قبل شركة التأمين ، إذ يجب أن تتوافر فى المنشأة المراد التأمين عليها عددا من العناصر الأساسية منها ضرورة وجود منافذ للتهوية ، وسلامة كل عناصر الإضاءة ، وتوافر وسائل الوقاية ، ومدى إستيعاب مساحة المكان للبضائع المراد تخزينها ، وعدم تخزين أى موادسريعة الإشتعال ، وعناصر أخرى كثيرة يضيق المجال لحصرها . والأهم ــ يقول وليد سيد ــ أن صاحب المنشأة والذى يسعى للتغطية التأمينية على منشأته ضد خطر الحريق يعلم تماما أنه يتخذ الخطوة الصحيحة للحفاظ على ماله ومقدرات منشأته وعلى ديمومة عمل المنشأة لتواصل نشاطها فى أجواء من الأمان ، ولو حدث ــ لاقدر الله ــ وشب حريق لأى سبب ، فإن صاحب المنشأة يعى ويدرك أن شركة التأمين التى أبرمت معه وثيقة التأمين على منشأته ستسانده وتقف بجانبه وتعوضه عن مالحق بمنشأته من خسائر طبقا لشروط وبنود وثيقة التأمين المبرمة .
ودعا وليد سيد للتنسيق والتعاون المثمر بين كل من الإتحاد المصرى للتأمين وإتحاد الغرف التجارية وإتحاد الصناعات المصرية لنشر الوعى التأمين بين ملايين التجار والصناع فى بلدنا ، والتحرك بشكل سريع للتغطية التأمينية على هذه المنشأت حفاظا على رؤوس أموال هؤلاء التجار والصناع من جهة ، ومقدرات إقتصادنا القومى من جهة أخرى ويعترف وليد سيد بأن هناك عدد من معايير الاخطار العالمية لكن لا يطبق منها فى مصر الا عدد قليل ، خاصة وانه لاتوجد ادارة مخاطر متخصصة ومستقلة الا داخل قلة من شركات التامين ، مشيرا إلى أن وجود مثل هذه الادارة ، وتطبيق مثل هذه المعايير من شأنه أن يحقق مزايا مضاعفة لشركات التامين نتيجة لما تساهم فيه من سرعة الاصدار وتقليل التكلفة الخاصة بالاستعانه بالخبراء ، بالاضافة إلى أن هذه الادارة يوجد لها بديل وهو "خبراء المعاينة وتقدير الاضرار" .
وردا على سؤال لــ " العربية نيوز " أوضح وليد سيد أن معايير ادارة الاخطار العالمية على سبيل المثال فى فرع الحريق ترتكز على إستخدام أكواد معينة ، ويمكن ايضا الاستفاده من الجهات المتخصصه فى ذلك ، ويرى خبير التأمين الإستشارى وليد سيد ان من اهم العوامل الواجب توافرها فى الممتلكات لاجراء التأمين عليها " الامن والسلامه ووسائل الوقايه والمنع" ، ويقع عاتق ذلك على كل من شركات التامين والعملاء على حد سواء ، ومن المؤكد أن تواجد إدارة المخاطر "Risk Management" بشركات التأمين سيُساعد تلقائيا على تحقيق نتائج إكتتاب أفضل من خلال إجراء معاينات قبل الإصدار للشئ موضوع التأمين، وذلك لتحديد عدة محاور رئيسية أبرزها " عدد الأخطار المؤمن عليها ــ طبيعه ودرجه الخطوره Hazard Grade ــ تحديد نوع البناء للمبنى الموجود به الأشياء موضوع التأمينconstruction code " مضيفا بقوله أن من بين المعايير الواجب توافرها للإستناد عليها : ضرورة تقدير نسبه الخسائر المتوقعة PML ، و التحقق من مدى توافر وفاعلية وسائل الوقاية ثم التحقق من مدى توافر وفاعليه وسائل المنع Fire precautions فضلآ عن مدى توافر رشاشات مياه تلقائيه بالمكان Automatic sprinkler system ومدى توافر انذارتلقائى معنون .Addressable panel " Alarm System "
وشدد وليد سيد فى سياق حديثه لــ " العربية نيوز" على ضرورة التأكد من توافر معايير الأمن والسلامه بالمواقع المراد التأمين عليها ، وأن تتناسب هذه المعايير مع طبيعة النشاط والموقع ، خاصة وأن هذه المعايير تساعد فى قبول أو رفض الخطر بالاضافة إلى وضع السعر التأمينى العادل على أسس فنية سليمة .
أشار وليد سيد إلى أن أهم معايير إدارة الاخطار العالمية تتضمن جمع وتحليل البيانات والمعلومات الضرورية عن البيئة الداخلية والخارجية بالشركة للتعرف على المخاطر التى تواجه الشركة، مؤكدا على أهمية إكتشاف وتحديد وتوصيف المخاطر الحالية والمستقبلية التى تواجه الشركة فى ضوء البيانات والمعلومات المتاحة وتصنيفها والتعرف على العلاقات فيما بينها بالاضافة الى تحديد مستوى تلك المخاطر فى ضوء توقع حجم الخسائر باستخدام الوسائل الفنية الخاصة بقياس الخطر فى ضوء الخسائر المترتبة عليها ودرجة تاثيرها على وضع الشركة وقدراتها المالية .
ويرى سيد أن أهم معايير ادارة الخطر هو تحديد أفضل الطرق لمواجهة المخاطر والتعامل معها ووضع الأولويات والإجراءات والبرامج التنفيذية اللازمة لمواجهة المخاطر مع كيفية التعامل معها فى ضوء تحديات السوق والاقتصاد ككل واتخاذ القرارات الاستيراتيجية بصددها من جانب الادارة التنفيذية ، مشيرا فى هذا الصدد إلى NFPA والذى يعد من المعايير الهامة في السلامة وهو معيار معتمد من قبل الرابطة الوطنية للحماية من الحرائق في الولايات المتحدة الأمريكية. و يعتبر وسيلة من وسائل الإنقاذ وإطفاء الحرائق سريعا وبسهولة وايضا من المكن تحديد الأخطار التي قد يتعرض لها المبنى وساكنيه قبل المواد الخطرة لذلك نجد ان تطبيق اكواده يساعد على تحديد الأجهزة والإجراءات والمحاذير الواجب اتباعها أثناء اللحظات الأولى من الاستجابة لحالة طارئة ( وذللك للوقايه من الحريق او على الاقل تقليل سرعه انتشاره ومحاوله فصل اى ضلع من اضلاع مثلث الحريق وهم "الأكسجين ــ مصادر الإشتعال ــ الوقود " .
