عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أين أقرب الناس لى؟


الفائز من يعمر وقته فى ذكر الله ويدرك أن الحياة فانية، وأن دقائق وساعات العمر يمكن أن تنطفئ فى أية لحظة خاصة حين نشاهد القبور التى احتضنت أحبابا رحلوا بطريقة غير متوقعة فى وقت قياسي مع تفشي جائحة كورونا، نحن اليوم فوق الأرض، وغداً تحتها، فماذا أعددنا لذلك اليوم حين توضع أسماؤنا بين الراحلين.
فى اللحظات الأخيرة يتبادر للذهن سؤال فى غاية الأهمية، ما هو الأقرب لنا فى الحياة؟ أو فى صيغة أخرى للسؤال، أين أقرب الناس منا؟

سؤال إجابته قد تكون سهلة فى نظر البعض، لكن إجابته تحتاج لنظرة واقعية عميقة لشكل الحياة، فالأبناء يمكن أن ينشغلوا فى تقسيم الإرث الذي ستتركه بعد رحيلك، والأصدقاء أو الأقرباء قد يتذكرونك لبعض الوقت ثم تصبح بين صفحات النسيان، وستمضى الحياة ويعود كل واحد لممارسة حياته الطبيعية والإنشغال بالعمل والدراسة إلخ..

الإجابة الحقيقية الوحيدة لذلك السؤال، هى عملك الصالح فقط.. فالتاريخ على سبيل المثال عامر بأسماء شخصيات صالحة قدمت للبشرية علوم وإختراعات خلدها التاريخ وكانت فى ميزان أعمالهم الصالحة لما فيه نفعاً للناس.

فى تلك الأيام، ومع تفشى كورونا أصبح مراجعة النفس أهم من التفكير فى النجاة من المرض، فلا ضير فى القيام بأعمال دعوية تعلم الناس أمور الدين الصحيحة وتنفعهم فى دينهم ودنياهم، والتحلى بثقافة حب نشر الخير والسلام بين الناس، والتميز فى البر بالوالدين والإحسان للفقراء والعناية بتربية الأبناء والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والكثير من الأعمال الصالحة التى تثقل من موازين الحسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون.

كل ما نفعله فى الدنيا تكتبه الملائكة فى صحيفة أعمالنا، وهذا دافع كافى يجعلنا نجتهد حتى نجد صحيفتنا يوم القيامة مليئة بأعمل تسعدنا عند لقاء ربنا وسبباً فى أن يرحمنا ويجعل الجنة مستقرنا.

كافح الوباء ومرض التعلق بالدنيا، فكل ما يحدث لنا مقدر ولن يقع إلا بأمره عز وجل ولا مناص للنجاة من أى شيئ إلا بإذنه، وهذا الوقت هو فرصة للتمحيص بأمور التمسك بالعقيدة الصحيحة والسير على نهج سلف الأمة، والتى منها نبذ الإشاعة وعدم المساهمة فى نشرها أو تشويش نفوس المسلمين بأخبار كاذبة تثير الذعر، وكف الأذى والذى يشمل الأذى بالكلمة والفعل والسخط والتنمر، مع التفكر فى الحال بين الشدة والرخاء، بين السرور والحزن، بين التعب والراحة، بين الخوف والأمن، بين الأعمال الصالحة والفاسدة، فمن تفكر فى حاله وعاد لربه بقلب سليم لن يضره أى شيئ من أمور الدنيا.. قال تعالى (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).