في حوار لـ"أ.ش.أ".. الرئيس التنفيذي لمؤسسة بنك الطعام المصري: توزيع 500 ألف كرتونة و10 ملايين وجبة ساخنة خلال رمضان

قال الدكتور محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بنك الطعام المصري، إن المؤسسة وزعت 500 ألف كرتونة مواد غذائية جافة، تكفي الواحدة منها لاحتياجات أسرة طوال شهر رمضان الكريم، إلى جانب اعتزام المؤسسة توزيع حوالي 10 ملايين وجبة ساخنة من خلال مطابخها الموزعة على مستوى الجمهورية طوال أيام الشهر الكريم، وذلك بتكلفة مبدئية تقدر بـ 350 مليون جنيه، ومن المتوقع أن يقرر مجلس إدارة المؤسسة خلال الأسبوع الجاري، حزمة مساعدات إضافية لتوفير المزيد من الدعم للمواطنين.

وأضاف سرحان، في حوار أجرته معه وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن "المؤسسة بدأت الاستعداد مبكرا لهذا الأمر، وذلك في مطلع شهر فبراير الماضي، وهو ما أسهم في إنجاز تعاقداتها على المواد الغذائية واستلامها أغلبها قبل موجة ارتفاع الأسعار الأخيرة، جراء التداعيات الاقتصادية العالمية".

وبشأن مخاوف البعض من انحسار التبرعات للجمعيات الأهلية خلال الفترة الحالية، أكد سرحان أن التاريخ يشير إلى أن عطاء المصريين وحرصهم على أعمال الخير يزداد خلال الأزمات، وهو ما رصدته المؤسسة وآخرها في بداية انتشار فيروس كورونا، حيث حرص المصريون على التبرع لإعانة الأسر الأولى بالرعاية، وهو ما قامت به المؤسسة من تكثيف خدماتها، موجها الشكر لأحد الموردين الذي حرص مؤخرا على توريد 4 آلاف طن دقيق، بالسعر المتعاقد عليه رغم ارتفاع الأسعار.

وحول آلية حصول الحالات المتعففة على مساعدات من المؤسسة، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة بنك الطعام إن المؤسسة ترحب بتواصلهم معها عبر الخط الساخن رقم 16060، أو التواصل مع أقرب جمعية شريكة لمؤسسة بنك الطعام بنطاق سكن الحالات، والحصول على مساعدات عن طريقها، مشيرا إلى أن المقر الرئيسي للمؤسسة بمنطقة التجمع الخامس ويعمل به 400 موظف، بينما تتعاون المؤسسة مع 5 آلاف جمعية منتشرة في 27 محافظة.

وعن استراتيجية عمل المؤسسة، أوضح محسن سرحان أنها تشمل 3 محاور، الأول يتعلق بتوفير الأمن الغذائي، حيث تقوم المؤسسة بتوفير المساعدات الغذائية المباشرة شهريا لعدد 150 ألف أسرة، من ذوي الإعاقة وكبار السن والمرأة المعيلة التي تعول 4 أطفال فأكثر، بينما يتعلق المحور الثاني بالاهتمام بصحة الأم والطفل منذ بداية حملها مرورا بمرحلة الإنجاب والطفولة، وتوفر المؤسسة وجبات غذائية متكاملة يومية لـ35 ألف طالب بمحافظتي الفيوم وبني سويف، إلى جانب تقديمها لـ1000 طفل في الحضانات يوميا، ومن المقرر أن نصل بنهاية شهر يونيو إلى توفير وجبات غذائية لعدد 10 آلاف طفل.
ولفت إلى أن المحور الثالث يستهدف تنمية دخل صغار المزارعين في مصر، حيث تعنى بتوفير كل الدعم الفني والإنتاجي لفئة صغار المزارعين، في إطار معاونتهم على تداعيات التغيرات المناخية وتحقيق تنمية مستدامة.

وعن تقييم أثر المساعدات والتدخلات الإنسانية للأسر الأولى بالرعاية، قال محسن سرحان، إن المؤسسة وقعت بروتوكول تعاون مع وزارة التضامن لدراسة قياس هذا الأثر، ووصفه بالخطوة الفارقة في تاريخ المجتمع المدني المصري؛ حيث يهدف إلى دراسة تأثير برنامج بنك الطعام للإطعام الشهري الذي يتم تقديمه للأسر الأولى بالرعاية في قاعدة بيانات مؤسسة بنك الطعام والتي تصل إلى 150 ألف أسرة مصرية.

ولفت إلى أن ذلك يتم في إطار توفير الغذاء الصحي لهم اعتمادا على التجارب والأدلة العلمية، المتمثلة في تعديل مكونات الدعم الغذائي لتتناسب مع الاحتياجات الغذائية للمستفيدين والتي تم تحديدها في ضوء توصيات المعهد القومي للتغذية، فضلا عن إضافة التوعية بالتغذية السليمة للأطفال وأولياء الأمور من خلال اتباع الأساليب الصحية السليمة بالغذاء الصحي، مشيرا إلى أنه بالتعاون مع أحد المراكز البحثية العالمية سيتمكن البنك من النشر العلمي لمدى تأثير أنشطته على الفئات المستهدفة في كل الدوريات العلمية لتصبح بمثابة مرجعية، يمكن للشركاء التنمويين البناء عليها.

وأخيرا في رده على مدى التأكد من حوكمة نشاط المؤسسة الكبير، أكد سرحان أن المؤسسة تلقت العام الماضي تبرعات تقدر بـ750 مليون جنيه، ويعمل بها حوالي 400 موظف بدوام كامل، يعاونهم 52 ألف متطوع هم بمثابة القوة الضاربة للمؤسسة موزعين على مستوى الجمهورية، ووسط حجم هذه القدرات، تولي المؤسسة أهمية كبرى لحوكمة نشاطها، وذلك من خلال 3 محددات أولها، الالتزام بقانون تنظيم العمل الأهلي رقم 149 لسنة 2019 ولائحته التنفيذية، وتنفيذا لهذا القانون تقوم وزارة التضامن بتنفيذ تفتيش مرتين في العام على المؤسسة؛ للتأكد من أن المؤسسة تسير في المسار الصحيح.

وبدورها تتعامل المؤسسة مع فرق التفتيش المحترفة والمهذبة، بمثابة الاستشاري الذي يمكن الاستفادة منه، وترحب المؤسسة بها، وثمة محدد آخر يرفع نسب الحوكمة في المؤسسة وهو التقارير التي يعدها الخبراء بالمؤسسة للتأكد من التزام الإدارات المختلفة بعملها، وتقييم أدائها، ويقومون برفعها إلى لجنة الحوكمة بمجلس إدارة المؤسسة، والتي توليها اهتماما كبيرا وتتخذ اللازم تجاهها.. مؤكدا أن هذه الإجراءات يدعمها نظام عمل مميكن بشكل كامل، لا يترك أي مجال للتلاعب، مشددا على أن اهتمام المؤسسة بالحوكمة يأتي في إطار إحساسها بالمسئولية الكبيرة نتيجة ثقة المواطنين فيها والتبرع بصدقاتهم وزكاتهم لها، لتوصيلها وإنفاقها في مصارفها الشرعية.

وعن مناخ العمل الأهلي في مصر، أكد الدكتور محسن سرحان أنه يعتقد أن هذا التوقيت هو أفضل مناخ لعمل المجتمع المدني في مصر، حيث تقوم الحكومة بشكل جاد وببنية مخلصة بتوفير المناخ الداعم والمرحب لممارسة أنشطة، إلى جانب توفير الرعاية الكاملة التي تدعمها بشراكات حقيقية.