عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

مؤتمر المناخ بشرم الشيخ يختتم فعالياته.. اتفاق تاريخي على تمويل الدول الضعيفة ضد أخطار وكوارث الطبيعة.. والبنوك المركزية والتجارية شركاء أساسيين لتحقيق التكيف

نيوز 24

اختتمت الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المُناخ أعمالها اليوم باتفاق تاريخي لتوفير تمويل "الخسائر والأضرار" للبلدان الضعيفة التي تأثرت بشدة من جراء الكوارث المُناخية.

وقال سيمون ستيل، السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إن هذه النتيجة تنقلنا للأمام، مضيفًا: "لدينا سبيل مُحدد للمضي قدما بشأن الحوار الذي امتد لعقود بشأن تمويل الخسائر والأضرار – والتداول حول كيفية معالجتنا للآثار على المجتمعات الذين تسببت بعض من أسوأ آثار تغير المناخ في تدمير حيواتها وسبل عيشها".

خلفية جيوسياسية صعبة
وبحسب بيانٍ وزعه مكتب الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية، أسفر مؤتمر COP27 الذي عُقد في ظل خلفية جيوسياسية صعبة، عن تقديم الدول لحزمة من القرارات التي أكدت التزامها بالحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل مستويات عصر الصناعة. كما وعززت الحزمة عمل الدول للحد من انبعاثات غازات الدفيئة والتكيف مع الآثار الحتمية لتغير المناخ، وكذلك تعزيز الدعم للتمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات الذين تحتاجهم الدول النامية.

ويُعد إنشاء صندوق مُحدد للخسائر والأضرار بمثابة خطوة مهم نحو إحراز تقدم، مع إضافة القضية إلى الأجندة الرسمية واعتمادها للمرة الأولى في COP27.

واتخذت الحكومات القرار التاريخي بتأسيس ترتيبات التمويل الجديدة، وكذلك صُندوق مُخصص لذلك، لمساعدة البلدان النامية في الاستجابة للخسائر والأضرار. كما واتفقت الحكومات على تأسيس "لجنة انتقالية" لتقديم التوصيات بشأن آلية تشغيل كل من ترتيبات التمويل الجديدة والتمويل في مؤتمر COP28 العام القادم. ومن المُقرر عقد أول اجتماع للجنة الانتقالية قبل نهاية مارس 2023.

كما اتفقت البلدان على ترتيبات مؤسسية لتشغيل شبكة سانتياغو للخسائر والأضرار، لحفز المساعدة الفنية للبلدان النامية الضعيفة أمام الآثار العكسية لتغير المناخ.

وشهد COP27 تقدما مُهما على صعيد التكيف، باتفاق الحكومات على كيفية المُضي قدما بشأن الهدف العالمي بشأن التكيف، والذي سيُختتم في COP28 وسيسترشد به الجرد العالمي الأول، بما يُسهم في تحسين المرونة بين أولئك الأكثر ضعفا. وأُعلن عن تعهدات جديدة بإجمالي ما يزيد على 230 دولار أمريكي، لصالح صندوق التكيف في COP27. ستساعد هذه التعهدات المزيد والمزيد من المجتمعات على التكيف مع تغير المناخ من خلال حلول ملموسة للتكيف. وأعلن رئيس COP27 سامح شكري أجندة شرم الشيخ للتكيف، والتي تُعزز المرونة للأشخاص الذين يعيشون في المجتمعات الأكثر ضعفا في مواجهة المُناخ بحلول 2030. وطلبت اللجنة القائمة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير والمعنية بالتمويل إعداد تقرير حول مضاعفة تمويل التكيف للنظر فيه خلال COP28 العام القادم.

خطة شرم الشيخ للتنفيذ
يوضح القرار الشامل، المعروف بـ "خطة شرم الشيخ للتنفيذ" ، أن التحول العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون من المتوقع أن يستلزم استثمارات بما لا يقل عن 4 – 6 تريليونات دولار أمريكي سنويًا. والوصول لمثل ذلك التمويل سوف يتطلب تحولًا سريعًا وشاملًا للنظام المالي وهياكله وعملياته، وإشراك الحكومات والبنوك المركزية والبنوك التجارية والمستثمرين المؤسسيين وغيرهم من الفاعلين الماليين.

وتم الإعراب عن قلق شديد إزاء عدم الوفاء بهدف اشتراك الأطراف من البلدان المتقدمة في تعبئة 100 مليار دولار سنويا بحلول 2020 حتى الآن، مع مطالبة للدول النامية على الوفاء بهذا الهدف، وكذلك مطالبة بنوك التنمية متعددة الأطراف والمؤسسات المالية الدولية بتعبئة التمويل المُناخي.

وفي COP27 استمرت المُداولات في وضع "هدف جماعي جديد محدد بشأن تمويل المُناخ" في 2024، أخذا في الاعتبار احتياجات وأولويات الدول النامية.

وفي هذا السياق، قال "ستيل": "في هذا النص، مُنحنا تطمينات بأنه لا مجال للعودة إلى الخلف. وهو يُقدم البوادر السياسية الأساسية التي تُشير إلى حدوث التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".

ونظمت قمة زعماء العالم، التي انعقدت على مدى يومين خلال الأسبوع الأول للمؤتمر، ست طاولات نقاشية مستديرة رفيعة المستوى. حيث ركزت المُباحثات على الحلول – بشأن موضوعات تشمل الأمن الغذائي والمجتمعات الضعيفة والانتقال العادل – لخط مسار نحو تجاوز التحديات المُناخية وآليات توفير التمويل، والموارد والأدوات من أجل التنفيذ الفعال للعمل المُناخي على نطاق واسع.

وجمع COP27 ما يزيد على 45 ألف من المشاركين لتبادل الأفكار والحلول وبناء الشراكات والتحالفات. وأظهرت الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية والمدن والمجتمع المدني، بمن في ذلك الشباب والأطفال، كيف يتصدون لتغير المناخ كما بينوا آثاره على حيواتهم.

كما ويجدد القرار المُتخذ هنا اليوم التأكيد على الأهمية الحاسمة لتمكين جميع أصحاب المصلحة للانخراط في العمل المناخي؛ وبخاصة من خلال العمل لخمس سنوات بشأن "العمل من أجل التمكين المُناخي" ومراجعة منتصف المدة بشأن خطة عمل النوع الاجتماعي. وسوف تُتيح تلك النتائج لجميع الأطراف العمل معا لمعالجة أوجه عدم التوازن في المشاركة وستوفر لأصحاب المصلحة الأدوات اللازمة لدفع العمل المناخي بصورة أكبر وعلى نحو أكثر شمولا، على جميع المستويات.

وقد مُنح الشباب تحديدا دورا أكثر بروزا في COP27، مع تعهد السكرتير التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بحث الحكومات على ألا تكتفي فقط بالاستماع إلى الحلول المُقدمة من قبل الشباب، وإنما إدراج تلك الحلول أيضا في عمليات صنع القرار والسياسات. وتمكن الشباب من إيصال أصواتهم من خلال أول جناح من نوعه للأطفال والشباب، وكذلك أول منتدى مُناخي من نوعه يقوده الشباب.

منصة للحكومات والأعمال والمجتمع المدني
وبالتوازي مع المفاوضات الرسمية، أتاح جناح العمل المناخي العالمي في COP27 منصة للحكومات والأعمال والمجتمع المدني للتعاون وإظهار حلولهم الفعلية لمواجهة تغير المناخ. وعقد رواد الأمم المتحدة رفيعو المستوى لتغير المناخ برنامجا مدته أسبوعان تضمن ما يزيد على 50 فعالية. وتضمن ذلك عددا من المبادرات بقيادة أفريقية لخفض الانبعاثات وبناء المرونة المُناخية، وعملا ضخما بشأن تعبئة التمويل.

وقال "ستيل": "أمامنا سلسلة من المراحل المهمة. ينبغي أن نتعاون معا، بتصميم، من خلال جميع العمليات، سواء كانت وطنية أو إقليمية أو غيرها مثل مجموعة العشرين.: كل مرحلة مهم وتبني الزخم. ولقد باتت الخطوة التالية للتغيير قاب قوسين أو أدنى، مع إشراف دولة الإمارات العربية المتحدة على أول جرد عالمي. للمرة الأولى سنقوم بتقييم تنفيذ اتفاق باريس. سيضطلع (الجرد العالمي) بالتقييم المستقل للتقدم الذي أحرزناه وإذا كانت أهدافنا كافية. وسيكون ذلك بمثابة دليل استرشادي لما يتعين على الجميع في كل يوم وفي كل مكان من العالم القيام به، لتفادي كارثة مُناخية".

وذكّر "ستيل" المندوبين في الجلسة العامة الختامية بأن العالم يمر بعقد حاسم للعمل المناخي. ودعم تقرير صارخ من الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ تصريحات السيد ستيل، وكذل المداولات طوال المؤتمر الذي استمر أسبوعين. وفقًا للتقرير، فإن تنفيذ التعهدات الحالية من قبل الحكومات الوطنية يضع العالم على المسار الصحيح لعالم أكثر احترارا بـ 2.5 درجة مئوية (فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي) بحلول نهاية القرن. تشير اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة إلى أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يجب أن تنخفض بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030 للحد من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية.

شهادة على الإرادة الجماعية
وقال رئيس COP27، سامح شكري: "إن العمل الذي تمكنا من القيام به هنا في الأسبوعين الماضيين، والنتائج التي حققناها معًا، هي شهادة على إرادتنا الجماعية، كمجتمع من الدول، للتعبير عن رسالة واضحة تدوي بصوت عالٍ اليوم، هنا في هذه الغرفة وحول العالم: تلك الدبلوماسية المتعددة الأطراف لا تزال تعمل".

وأضاف "شكري": "على الرغم من الصعوبات والتحديات في زماننا، وتباين وجهات النظر، ومستوى الطموح أو التخوف، فإننا نظل ملتزمين بمكافحة تغير المناخ…. لقد ارتقينا إلى مستوى المناسبة وحملنا مسؤولياتنا واتخذنا القرارات السياسية الحاسمة المهمة التي يتوقعها منا الملايين حول العالم".