الخلع على مائدة الحلال والحرام

لما قد اثاره مسلسل جعفر العمده من موضوع شائك الا وهو الخلع واستخدام البعض الاساليب الملتوية للتلاعب بالقانون والشرع واحكامه فكان لابد من التدخل القانوني للتوضيح ماتم عرضه يمس للواقع بشئ من عدمه الا اننا كرجال قانون نعلم جيدا بمزيد من الخزي والعار انه واقع للاسف المرير وتلك التصرفات تصدر من معدومي الاخلاق والضمير وذلك لانهم يخالفون شرع الله ويساعدون من تسول لهم انفسهم للافعال المخزيه التي تساعد علي الجمع بين الازواج والعيش بما لا يحل الله 

من المعروف ان الخلع قد شرعه الله وذلك بقوله الكريم ﴿ الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ﴾ [ البقرة: 229]

فالاية الكريمة احلت للنساء ان تفتدي نفسها من الزوج ببدل اذا خاف الزوجان الا يقيما حدود الله ( إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله ) نزلت في جميلة بنت عبد الله بن أبي أوفى ويقال : حبيبة بنت سهل كانت تحت ثابت بن قيس بن شماس وكانت تبغضه وهو يحبها فكان بينهما كلام فأتت أباها فشكت إليه زوجها وقالت له : إنه يسيء إلي ويضربني فقال : ارجعي إلى زوجك فإني أكره للمرأة أن لا تزال رافعة يديها تشكو زوجها قال : فرجعت إليه الثانية وبها أثر الضرب فقال لها : ارجعي إلى زوجك فلما رأت أن أباها لا يشكيها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه زوجها وأرته آثارا بها من ضربه وقالت : يا رسول الله لا أنا ولا هو فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ثابت فقال : " ما لك ولأهلك؟ " فقال : والذي بعثك بالحق نبيا ما على وجه الأرض أحب إلي منها غيرك فقال لها : ما تقولين؟ فكرهت أن تكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألها فقالت : صدق يا رسول الله ولكن قد خشيت أن يهلكني فأخرجني منه وقالت : يا رسول الله ما كنت لأحدثك حديثا ينزل الله عليك خلافه ، هو من أكرم الناس محبة لزوجته ولكني أبغضه فلا أنا ولا هو قال ثابت : قد أعطيتها حديقة فلتردها علي وأخلي سبيلها فقال لها : " تردين عليه حديقته وتملكين أمرك " ؟ قالت : نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ثابت خذ منها ما أعطيتها وخل سبيلها " ففعل .

الحكمه من الخلع رفع الضرر عن الزوجة وتمكينها من الخلاص من الرابطة الزوجيه عندما يفوت الغرض المقصود من الزواج لعدم الانسجام في العلاقة الزوجية وخشيه الا يقيم الزوجان حدود الله باعطاء كل منهما الاخر حقوقه الزوجية

 فكان بدل الخلع من جانب الزوجة لرغبتها الخلاص من زوجيه فتتحت لها ابواب الشقاء فعليها ان تبذل لزوجها مالا لتتخلص منه مادام النفور من جهتها 

ولان الزوج تجب عليه التكاليف المالية من مهر ونفقة واعداد منزل وبدل الخلع من الزوجة يقوم مقام هذه النفقات 

كما ان الخلع يعفي الزوجة من طلب التطليق للضرر اذا توافرات شروطه حتى تتلاقي البوح باسرار حياتها الزوجية وقد يحول الحياء بينها وبين ذلك كما قد يعوزها الدليل علي اوجه الضرر التي تستند اليها في دعوي التطليق لان من هذه الصور ما يخفي علي الاخرين 

ومما قد سبق يتضح ان الخلع قد احله الله ورسوله لكن على ان يتم الاعلان الصحيح للزوج ومعرفه بالوضع الشرعي له من ان الزوجة مازالت على ذمته ام لا وانه لا يسقط الخلع حقوق الزوجين التي لم تثبت وقت الخلع كنفقة العدة والسكنى اذا اتفق عليهما فضلا عن ان السكنى في العدة فيها حق الله تعالى لايملك احد اسقاطه، وكذلك لايسقط من الديون ما يكون ثابتا بغير سبب الزوجية كدين القرض  او ثمن المبيع مالم يتم التخالع عليه وكذلك ما صدر من القانون رقم 25 لسنه 1920  والذي اباح الخلع كما اقره الشرع واقر ايضا ان دين النفقة الزوجية والعده لايسقط ولا يتم الابراء منه ويظل في ذمة الزوج لايسقط الا بالاداء او الابراء وما قد سبق واوضحناه نكون قد اوضحنا راي الشرع والسنة والقانون من الخلع دون ان يتم من ممن تسول له نفسه بمخالفة الشرع والسنة والقانون فالخلع حلال شرعا وسنه وقانونا على ان تكون اجراءاته سليمة