عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

مأكولات شم النسيم "موروثات فرعونية".. البصل قاهر الموت وغالب المرض.. البيض يرمز للبعث والحياة الجديدة.. "الفسيخ" دليل البراعة في التحنيط.. وأستاذة اجتماع: رمز للنماء والبركة

صور أرشيفية
صور أرشيفية

يستعد المصريون للاحتفال بعيد الربيع، وهو احتفال سنوي يدل على البهجة والسرور، حيث يقوم في الناس والعائلات بالتنزه والتجول بين الطبيعة الخلابة، ويتناولون بعض المأكولات الخاصة بـ"شم النسيم"، مثل "البصل، الفسيخ، الرنجة، والبيض"، وقيامهم بتلوينه بجميع الألوان الزاهية وتقبل أكله.

وهذه العادات يقوم بها المجتمع المصري سنويًا منذ الأزل، دون معرفة ما السر وراءها، فيعتبر عيد شم النسيم من الأعياد الفرعونية القديمة، وكان يحتفل فيه القدماء عن طريق الأطعمة، بعد جمعهم للمحصول الزراعي.

وتعرض "العربية نيوز" السر وراء ربط المأكولات بعادات وتقاليد شم النسيم..


"البصل"

تم اكتشاف "البصل" في أواسط الأسرة الفرعونية السادسة، ويعد من النباتات المقدسة والأطعمة التي حرص القدماء المصريون على تناولها فى عيد شم النسيم، فيرتبط البصل بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، فكانوا يعلقونه حول أعناقهم ويضعونه تحت الوسائد، علاوة على تعليقه فى المنازل والشرفات.

وأطلق قدماء المصريين على نبات البصل الأخضر اسم "الملانه" لنضوج ثمرة البصل وامتلائها يعد بمثابة إشارة إلى دخول فصل الربيع، فضلاً عن كونها من الأطعمة التي حرصوا على تناولها أيضًا في الاحتفال بشم النسيم.



"البيض وتلوينه"
يرجع تناول المصريين القدماء لـ"البيض" لاعتقادهم بأنه يمثل البيضة الأزلية التي جاء منها الإله الأول الخالق بكلمة "سا"، وتعني "ابن"، حيث إن البيضة ترمز للبعث والحياة الجديدة، بالإضافة إلى أنهم كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد. 

وعن فكرة تلوين البيض بألوان مختلفة فلم تكن هذه العادة موجودة أيام الفراعنة، ولكن مع دخول المسيحية أصبح تلوين البيض أمرًا أساسيًّا، فمثلاً اللون الأحمر على البيض يرمز إلى دم المسيح عليه السلام الذي سال فوق الصليب، حسب اعتقادهم.


"الفسيخ" مرتبط بتحنيط الجثث عند الفراعنة 

وعن أكل الفسيخ أو السمك المملح وهو كان من بين الأطعمة التقليدية في العيد في الأسرة الفرعونية الخامسة فقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ فقال عنهم هيرودوث "إنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم، ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد" وانا أعتقد أن فكرة الفسيخ تـأتى من موهبة التحنيط التى تميزوا بها.


وفى هذا السياق، أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن عادات احتفال المصريين بعيد "شم النسيم"، من التراث الحضاري والثقافي، مشيرة إلى أن هذا اليوم يرمز عند القدماء المصريين إلى البهجة والسرور وانشراح الصدور، نظرًا لأنها تمثل "بداية ربيع" للفراعنة القدامى.

وأضافت خضر، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن أكل "البصل" وبعض المأكولات البحرية، والبيض وتلوينه فى شم النسيم يرمز إلى عادات فرعونية قديمة"، موضحة أن المصري القديم اعتبر "البصل" والخضراوات من الأشياء التي ترمز إلى النماء والخير والبركة.

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع، أن أكل "البيض" كان رمزًا إلى عملية الخلق والتخليق، وأن عادة تلوين البيض كانت إضافة إلى الفرحة والبهجة، لدى المصري القديم، مشيرة إلى اهتمامهم بالطبيعة والألوان والمستقبل.

وأشارت إلى أن عادة أكل "الفسيخ" أو السمك المملح ظهرت في عهد الأسرة الخامسة، مشيرة إلى أن هذه العادة بمثابة تحنيط الجثث بين الفراعنة.