عاجل
السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"أنيس منصور".. الفيلسوف الحائر والأديب الطائر.. طاف حول العالم في 200 يوم

أنيس منصور
"أنيس منصور"

هو الفيلسوف الحائر، والأديب الطائر، والكاتب الواثق، طاف حول العالم في 200 يوم، وكانت له في صالون العقاد الحكايات، وطافت أرواحه بين الأشباح، فقرر أن ينثر أوراق "السادات"، في واحدة من أعجب رحلات التاريخ، وبعض من حكاوي العائدين من السماء.

إنه الأنيس، "أنيس منصور"، الذي تعمق إلى خلجات النفس البشرية فقال "لا أحد في هذه الدنيا يساوي أن تتعذب وحدك بسببه ومن أجله.. لا أحد صدقني.. فليس لك إلا نفسك، إلا جسمك، إلا عقلك، إلا راحتك.. فأنت ضروري جدًا لنفسك.. أنت ضروري لبقائك ولست ضروريًا لأي أحد آخر.. فكما كانت الدنيا قبلك، فسوف تبقى بعدك.. وربما أحسن فاهرب من نفسك إلى نفسك.. نصيحة مني ولا علاج غير ذلك!".

الطريق إلى الفلسفة
أنيس محمد منصور كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري، ولد في قرية بجوار مدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، في 18 أغسطس عام 1924، اشتهر بالكتابة الفلسفية عبر ما ألفه من إصدارت، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الأسلوب الأدبي الحديث. 

كانت بداية أنيس منصور العلمية مع كتاب الله تعالى، حيث حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة في كتاب القرية وكان له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها في كتابه عاشوا في حياتي، كان الأول في دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها، ثم التحق في كلية الآداب في جامعة القاهرة برغبته الشخصية، دخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه وحصل على ليسانس آداب عام 1947، عمل أستاذًا في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحافي في مؤسسة أخبار اليوم.

الكتابة مذهبًا
آثر أن يتفرغ للكتابة مؤلفًا وكاتبًا صحفيًا، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات، إذ صحب هذا المشوار الصحفي اهتمامه بالكتابة الصحفية، وحافظ على كتابة مقال يومي تميز ببساطة أسلوبه استطاع من خلاله أن يصل بأعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا إلى البسطاء. 

ظل يعمل في أخبار اليوم حتى تركها في عام 1976 ليكون رئيسًا لمجلس إدارة دار المعارف، وثم أصدر مجلة الكواكب، وعاصر فترة جمال عبد الناصر وكان صديقًا مقربًا له ثم أصبح صديقًا للرئيس السادات ورافقه في زيارته إلى القدس عام 1977.

تعلم أنيس منصور لغات عدة منها: الإنجليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية، وهو ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، ترجم عنها عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم، ألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها: حول العالم في 200 يوم، اليمن ذلك المجهول، أنت في اليابان وبلاد أخرى.

المكانة الأدبية
حصل في حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الأدب، كما له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به.

"اليقين التام"
توفي صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عامًا بمستشفى الصفا بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بالتهاب رئوي وأقيمت الجنازة يوم السبت بمسجد عمر مكرم بعد صلاة الظهر، وتم دفنه بمدافن الأسرة بمصر الجديدة بعد تشييع جثمانه.