2015 العام الأسود على الصحفيين.. "الشارة الدولية": مقتل 128 مراسلاً حول العالم.. بدأ بمذبحة تشارلي إبدو في باريس.. ثم إعدام الصحفي الياباني كينجو جوتو في سوريا

كشف التقرير السنوي لحملة الشارة الدولية لحماية الصحفيين - ومقرها جنيف، أن الحماية كانت قليلة للصحفيين في 2015، والتقدم لم يكن كبيرًا، فقد قُتِل هذا العام 128 صحفيًا حتى تاريخ إصدار التقرير.
وقال سكرتير عام الحملة بليز ليمبان، فى بيان اليوم الاثنين، إن العام الذي سينتهى قريبًا كان من أسوأ الأعوام للصحفيين. حيث بدأ بمذبحة تشارلى إبدو فى باريس، ثم إعدام الصحفى اليابانى كينجو جوتو فى سوريا بواسطة داعش، مضيفًا أن "العنف ضد الصحفيين لم ينخفض حيث إن السنوات الأربع الأخيرة كانت الأسوأ لهم والأكثر دموية".
وأشار إلى أن السبب فى ذلك وقوع العديد من النزاعات المسلحة فى الشرق الأوسط، والعنف فى بعض دول أمريكا اللاتينية، وعمليات الاغتيال من قبل جماعات إرهابية، وقُتِل أكثر من نصف عدد القتلى من الصحفيين فى 2015 فى دول تمر بحروب أو نزاعات مسلحة، وقُتِل نصف هذا العدد بواسطة جماعات خارجة على القانون أو من قبل عناصر إرهابية، أو مجموعات إرهابية منظمة فى العراق وسوريا وفرنسا وليبيا واليمن والمكسيك.
وذكر التقرير أن عشر دول شهدت مقتل ثلثى الضحايا من الصحفيين في 2015، وكانت أخطر الدول هى: العراق، والمكسيك، وسوريا، حيث قُتِل فى سوريا 11 صحفيًا، وفي كل من العراق والمكسيك عشرة صحفيين.
كما قُتِل 8 صحفيين فى كل من فرنسا وليبيا والفلبين، و7 صحفيين فى كل من: البرازيل، والهند، وجنوب السودان، وجنوب اليمن. وظهرت لأول مرة كل من جنوب السودان وجنوب اليمن على خارطة الدول الخطيرة للعمل الصحفي.
كما ذكر التقرير أن 6 صحفيين قتلوا فى كل من باكستان والصومال، و5 في هندوراس و4 فى كولومبيا، و4 فى أوكرانيا، و3 في جواتيمالا، و2 فى أفغانستان، و2 فى أمريكا.
كما قُتِل صحفى واحد فى كل من: المملكة العربية السعودية، وأذربيجان، وبنجلاديش، وبوروندى، وغزة، وغانا، وإندونيسيا، وكينيا، وموزمبيق، وباراجواى، وبولندا، وجمهورية الدومينكان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأكد التقرير أن منطقة الشرق الأوسط تظل الأخطر؛ بمقتل 37 صحفيًا تليها أمريكا اللاتينية 31، وآسيا 26، وأفريقيا 18، وأوروبا 13، ومقتل اثنين من الصحفيين الأمريكان وهما يبثان على الهواء برنامجهما.
وأشار التقرير إلى أن سوريا بقيت فى المقدمة فى حين قُتِل خلال العقد من 2006 (وهى السنة التى بدأت فيها حملة لرصد عدد الصحفيين القتلى) حتى الآن 1117 صحفيًا فى كل أنحاء العالم، بمتوسط سنوي 118 أو 2,2 فى الأسبوع.
وطبقًا لرصد الحملة فإن السنوات الخمس الماضية شهدت مقتل 536 صحفيًا، أى بمعدل 134 سنويًا (2,5 أسبوعيًا).
ففى سوريا وحدها قُتِل 86 صحفيًا فى السنوات الأربع الأخيرة، ويظل عدد منهم مفقودين مثل الأمريكى أوستن تيس، و3 من الصحفيين الأسبان اختفوا في يوليو الماضي.
فيما يقول ليمبان إن القطاع الذى تسيطر عليه داعش محفوف بالمخاطر للعمل الصحفي، مما لا يشجع العديد من الصحفيين من التغطية هناك ومن يسقطون أسرى يواجهون بالتجاهل الذي يؤدي إلى إطالة النزاع.
وأشار إلى أنه فى باكستان قتل فى نفس الفترة 55، وفى العراق 46 ونفس الرقم الأخير فى المكسيك، وفى الصومال 42، والبرازيل 35 والفلبين 34، وهندوراس 26 والهند 25 وليبيا 20.
وأضاف أنه قُتِل إجمالاً فى العشر دول المذكورة 415 صحفيًا من 643 حتى سنة 2011 أي في السنوات الخمس الأخيرة.
وأكد ليمبان أنه لابد من اتخاذ المجتمع الدولى خطوات حازمة على طريق حماية الصحفيين من إفلات الجرائم التى ترتكب ضدهم من العقاب.
وأشارت حملة الشارة الدولية، في بيانها، إلى أنها قدمت11 مداخلة شفهية في مجلس حقوق الإنسان فى 2015. لافتة إلى أنها منحت جائزتها لعام 2015 إلى دونجيا بيجاتوفس؛ لدورها الفعال فى حماية حرية الرأى والتعبير على مستوى منطقة منظمة الأمن والتعاون الأوروبى، وإلى liudmyla zlobina لدور منظمة أوكرانية فى حماية الصحفيين وقت النزاع مع روسيا.
وعملت الحملة على الانضمام إلى منظمات أخرى للعمل على الإفراج عن ناشط حقوق الإنسان فى سوريا مازن درويش، الذى حصل على جائزة الحملة فى 2013، وعلى التضامن مع Emin Huseynov الصحفى فى أذربيجان، ومع الصحفى المغربى على لامبرات، حين قام بحملة إضراب عن الطعام فى جنيف.
وذكرت الحملة أنها نظمت مع آخرين معرضا لتماثيل أسانج وماننج وسنودون فى الميدان المقابل لمقر الأمم المتحدة فى جنيف الذين يعدون رموزا لحرية الرأى والتعبير، وكانت التماثيل من نحت الفنان الإيطالى Davide Dormino.
وساهمت الحملة بالاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة، واليوم العالمى ضد الإفلات من العقاب فى الجرائم التى تُرتكب ضد الصحفيين.
ورحبت الحملة بتبنى مجلس الأمن قراره رقم 2222 لحماية الصحفيين فى 28 مايو 2015، وترى الحملة أن هذا القرار ومعه قرارات أخرى يمكن أن تُعد أساساً صلباً لحماية الصحفيين فى السنوات القادمة.
وأعربت رئيسة الحملة هدايت عبد النبى، عن أملها فى أن يكون عام 2016 أفضل للصحفيين.